إسرائيل تصنّف خامنئي الرقم 1 بعد بن لادن وتحرّض على نصرالله

تظهر بعد معالم خريطة المنطقة الجديدة في ظلّ تسارع التطورات على أكثر من صعيد، لكنّ النتيجة التي تمخّضت عنها الجهود العربية، وعلى رغم الوضع الدقيق في أكثر من بلد عربي، تمثلت بقرار جامعة الدول العربية تأجيل القمة العادية التي كان مقررا عقدها في 10 و11 الجاري في بغداد إلى آذار 2012، بناء على طلب عراقي رسمي. وتقرّر عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في 15 الجاري في القاهرة لاختيار أمين عام جديد للجامعة العربية خلفا للدكتور عمرو موسى، حسب ما أعلن نائب الأمين أحمد بن حلي.

في غضون ذلك، أربكت المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية إسرائيل فأرفقت تهديدها بحراك دولي لرئيس وزرائها بنيامين نتانياهو شمل لندن وباريس على أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في 20 الجاري بهدف إقناع الدول بعدم التجاوب مع مساعي الفلسطينيين لتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في أيلول المقبل، قبل حصول اتفاق مع إسرائيل.

وقال وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري أن «ذهاب زعيم حركة «حماس» خالد مشعل إلى القاهرة لتوقيع اتفاق مصالحة مع زعيم حركة «فتح» محمود عباس، يعني أنّ الإسلاميين يشعرون بأنّ التغيير في سوريا آت». وأضاف: «لست محلّلا سياسيا، لكنني أعتقد أنّه سيكون من الصعب الإبقاء على النظام السوري، فالرئيس السوري بشار الأسد لم يتحرك بالسرعة الكافية لتحقيق إصلاحات». وقال: «لو أن الأسد أعلن عن إصلاحات حقيقية وقويّة لكانت تغيّرت الأمور، إلاّ أنّه اختار بديلا من ذلك أن يسلّم مسؤولية تقديم الإصلاحات إلى لجان ولجان فرعية»، ورأى أنّه «الآن وقد سُفكت الدماء، سيكون من الصعب قلب الصفحة».

وبات ليوم الجمعة في كل بلد عربي مضطرب تسمية خاصة، حسب الحاجة والظروف، فمن جمعة «الدفاع المقدّس» في البحرين مترافقة من جهة مع دعوة إيرانية إلى تشكيل لجنة تقصي الحقائق لدرس انتهاكات حقوق الإنسان فيها، ومع معاودة «حزب الله» حملته عليها، إلى «جمعة التظاهرات والتظاهرات المضادة» في اليمن، مرورا بجمعة ليبيا ومعارك الكرّ والفرّ بين الثوار وكتائب القذافي، وصولا إلى «جمعة التحدي» اليوم في سوريا التي دعت وزارة داخليتها «المواطنين إلى الامتناع عن تنظيم مسيرات أو تظاهرات إلا بأخذ موافقة رسمية». لكنّ الدعوات إلى التظاهر تجددت على رغم حملات الاعتقال التي كان آخرها توقيف أكثر من 300 شخص صباح أمس في بلدة سقبا (ريف دمشق).

وتزامن انسحاب الجيش السوري من مدينة درعا التي يستعد فريق أممي للتوجه إليها لتقييم الحاجات الإنسانية فيها، مع تجمّع عشرات الدبابات والمدرّعات السورية قرب مدينة بانياس «تمهيدا لمهاجمتها»، حسب ناشطين حقوقيين سوريين، أشاروا إلى أن «هذه التعزيزات الضخمة تجمّعت عند قرية «سهم البحر» التي تبعد 10 كيلومترات عن بانياس». وقال أحد الناشطين: «يبدو أنهم ينوون الهجوم على بانياس مثلما فعلوا في درعا».

وفيما اتهم «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقرّه بريطانيا، الأجهزة الأمنية السورية باعتقال الجرحى في المشافي، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن عدد المواطنين الذين سلّموا أنفسهم إلى السلطات المختصة، بعد تورطهم في أعمال شغب، بلغ حتى تاريخه 361 شخصا في مختلف المحافظات، ولا يزال كثيرون منهم يتوافدون إلى مراكز الشرطة والأمن لهذه الغاية. وأشارت إلى أنه «تم الأفراج عنهم فورا بعد تعهدهم عدم تكرار أي عمل

يسيء إلى أمن الوطن والمواطن».

مواقف

وعلى الصعيد الدولي، دعت الولايات المتحدة وإيطاليا الحكومة السورية إلى «وقف أعمال العنف والعودة إلى الحوار». واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن ما يجري هناك هو «قمع وحشي» ضد السكان. ودعت إلى فرض عقوبات أوروبية على سوريا «حتى نظهر للقيادة السورية أن ثمة نتائج لهجومها على المدنيين».

وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإيطالي فرانكو فراتيني، على هامش اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا، أن الولايات المتحدة «أعلنت فرض عقوبات على الأفراد وضد شبكة الشركات الرئيسية القريبة من الرئيس السوري بشار الأسد».

من جهته، جدد فراتيني دعوته السلطات السورية إلى «وضع حدّ لقمع المتظاهرين»، وقال: «يتعيّن على الحكومة السورية التوقف فورا عن العنف وبدء طريق الحوار». وأوضح «أن العقوبات الأوروبية على النظام السوري قد تشمل قيودا على حركة الأشخاص المتورطين مباشرة بأعمال العنف».

وغداة المواقف الفرنسية المتشددة حيال سوريا وتحذيرها من «سقوط النظام السوري إذا واصل قمعه للمتظاهرين»، ونصائحها لرعاياها بمغادرة الأراضي السورية، تجمّع العشرات من السوريين أمام مبنى السفارة الفرنسية في دمشق ونددوا بموقف فرنسا وردّدوا هتافات معادية للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وللسياسة الفرنسية إزاء سوريا، وطالبوا فرنسا بعدم التدخل في الشؤون السورية الداخلية والتراجع عن موقفها المتشدد.

إيران… الوضع مختلف

وفيما اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن شن الحرب على ليبيا ذريعة لبيع الأسلحة المكدسة في الغرب، أكد السفيرالإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي دعم بلاده «القضايا العادلة المحقة في أرجاء المعمورة»، وأنّها «على هذا الأساس، تتفهم كل المطالب المحقة لكل الشعوب في أي منطقة في العالم، أكان في فلسطين ومصر وتونس وليبيا والبحرين، إنما بالنسبة إلى سوريا، فيعرف الجميع أن الوضع مختلف». واعتبر أنّ ما يجري في سوريا «هو انتقام سياسي في هذه المرحلة من جانب المشروع الإسرائيلي – الأميركي، والهدف منه فصل العلاقات بين سوريا وإيران ومشروع المقاومة».

إسرائيل وخامنئي ونصر الله

وفيما أعلنت واشنطن أنها تحتفظ بحق التحرك مجددا ضد «الإرهاب» على الأراضي الباكستانية بعد قتلها زعيم تنظيم «القاعدة» أُسامة بن لادن في شمال إسلام آباد، واستعداد الرئيس الأميركي باراك أوباما «لاستهداف فارّين إذا تم رصدهم في باكستان»، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله السيد علي خامنئي، «يُشكل أكبر تهديد الآن للسلام في العالم» بعد مقتل بن لادن.

وقال نتانياهو لشبكة «سي. إن. إن» الأميركية في موقعها الإلكتروني خلال زيارته للندن: «خامنئي يحكم البلاد وهو مفعم بالتعصب». وأضاف أنّ خامنئي أكثر إثارة للقلق من نجاد في الوقت الذي تواصل إيران برنامجا نوويا مثيرا للجدل. وقال «إذا حصل النظام الإيراني على قنابل نووية، فإنّ ذلك سيغير التاريخ»، مضيفا: «من المؤكد أن مستقبل العالم ومستقبل الشرق الأوسط سيكون عرضة للخطر». وشدّد على «أن العقوبات الأميركية والدولية الأكثر صرامة ضد إيران يجب دعمها بالتهديد باستخدام القوة».

وقال نتانياهو إن مقتل بن لادن «يضعف المتطرفين في العالم»، مضيفا: «عندما يتم تقديم الإرهابي الرقم واحد في العالم للعدالة، ويتم تصفيته، فإنّ ذلك يوجّه رسالة إلى الإرهابيين في كل مكان أن هناك ثمنا، وأنكم سوف تدفعونه». وإذ رفض التعليق على إذا ما كان يتعيّن على الرئيس السوري أن يستقيل، قال: «ذبح المدنيين يجب أن يتوقف».

من جهته، اعتبر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهارون زئيفي فركاش أن قتل بن لادن «يعطي شرعية لاغتيال من وصفهم بـ»الإرهابيين»، وأن الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله «يُدرك ذلك». وقال لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: «علينا ألا ننسى أنّنا لسنا دولة عظمى، وليس كل ما هو مسموح للأميركيين مسموح لنا، وعلى رغم ذلك فإنه يوجد هنا تغير تدريجي في قواعد المواجهة في إطار الحرب ضد الإرهاب، وتم فتح باب واسع للمناورة ونصر الله أيضا يدرك ذلك». وأضاف أنه «ليس مصادفة أن نصر الله يقلل من الخروج من ملجئه في السنوات الأخيرة، وتوجد شرعية أكبر، لإسرائيل أيضا، لتنفيذ خطوات ضد قادة المنظمات الإرهابية التي ترفض أي نوع من المفاوضات». وأشار إلى أن «في الماضي ساقت الدول الغربية ادّعاءات إسرائيل بأن لا مكان للفصل بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية في المنظمات الإرهابية»، معتبرا أنّ «ثمة رسالة مهمة في قرار الولايات المتحدة بتصفية بن لادن وهي أنه لا يمكن الفصل بين الزعيم والمستوى التنفيذي تحته، ويجب قتل صنّاع القرار هناك». وأكّد أن «الاغتيالات ما زالت أداة مهمة جدا لردع القياديين الكبار في المنظمات الإرهابية، وأن «لكل زعيم إرهابي يوجد بديل، ولبن لادن أيضا، والأمر المهم هو تواصل وتيرة الاغتيالات الموجهة نحو قيادة المنظمة وتومئ لها بأن ثمة ما يمكن خسارته».

السابق
زاهي وهبي: سأتفرّغ للكتابة من دون التخلّي عن التلفزيون
التالي
المستقبل: مجلس الأمن ينظر اليوم في تقرير بان حول الـ1559