الديار عن مصادر: 48 ساعة حاسمة: حكومة الأمر الواقع إذا تعذّر الإتفاق

عملية تشكيل الحكومة عادت الى المربع الأول، ونقطة الصفر، بعد تعثّر جهود الخليلين على مدار الأسبوعين الماضيين بسبب عقدة الداخلية، وتمسك الرئيس سليمان والعماد عون بهذه الحقيبة، وبالتالي أصبح الحل يحتاج الى مقاربة جديدة للخليلين ربما تقوم على عقد لقاء ثنائي بين الرئيس سليمان والعماد عون لكسر التشنّج بينهما بعد تداخل الشخصي بالعام، ولذلك لفت أمس اللقاء الذي عقده رئيس مجلس النواب نبيه بري مع رئيس الجمهورية في بعبدا والعماد ميشال عون في مكتبه في مجلس النواب، ورغم التكتم حول النتائج إلا ان المعلومات أكدت ان البحث تناول كل تفاصيل الملف الحكومي وسعي الرئيس بري الى تقريب وجهات النظر بين الرجلين، لحلحلة الملف الحكومي الشائك.

والمعلومات الاخيرة، اشارت الى توافق ما حصل بين سليمان وعون على اسم لوزير الداخلية، وان هذا التوافق يتطلب موافقة حزب الله وسوريا على الاسم.
واشارت المعلومات الى ان نهار الجمعة سيكون حاسما بالنسبة للتأليف، فإذا كانت الاوضاع في دمشق هادئة نسبياً فإن تشكيل الحكومة سيشهد تقدماً، وإذا كانت الامور عكس ذلك فإن الحكومة ستتأخر ولادتها.
وتؤكد المعلومات ان الاتصال الاخير بين الرئيسين سليمان والاسد كان ممتازا وجيدا، لكن المسؤولين السوريين اكدوا للجميع انهم لن يضغطوا على العماد عون بالنسبة الى مطالبه في موضوع الحكومة، لكن البارز امس، والذي لفت الاوساط السياسية اللبنانية خبر مغادرة نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية فريديرك هوف بيروت، دون الاعلان عن موعد وصوله.

واشارت المعلومات الى ان هوف امضى في بيروت يومين، وانه وصل الى بيروت عن طريق دمشق، كما ذكرت وكالة اخبار اليوم عن مصدر في السفارة الاميركية، والتقى مسؤولين سياسيين وعسكريين وتركزت مباحثاته على محوري ترسيم الحدود البحرية، وجهود السيناتور جورج ميتشل في اتجاه اعادة احياء المفاوضات في المنطقة لارساء السلام العادل والشامل كذلك تطبيق وتنفيذ القرار الرقم 1701.

وبالعودة الى الموضوع الحكومي فقد حملت الساعات الماضية بدء محاولات جديدة لتدارك الموقف بعد فشل المحاولة الاخيرة الاسبوع الماضي، بسبب استمرار التباين حول حقيبة الداخلية بين بعبدا والرابية، وبعد التحذيرات التي اطلقها بري في اليومين الماضيين والتي وصلت الى حدود الانذار، نشطت التحركات امس على غير صعيد، وكان البارز في هذا الاطار زيارة بري الى قصر بعبدا حيث تناول البحث بشكل مركز موضوع تشكيل الحكومة وكيفية السبل الى تجاوز عقدة الداخلية لتأليف الحكومة بأسرع وقت، ووصفت مصادر مطلعة ان المباحثات كانت ايجابية لكنها لم تفصح عن التفاصيل.

وتوقعت اوساط الرئيس ميقاتي ان الامور دخلت مرحلة الحسم بعدما استنفدت كل الاتصالات، متوقعة اعلان التشكيلة الحكومية في وقت غير بعيد، وشددت على ان الاعتذار ليس واردا في اجندة ميقاتي، مشيرة الى ان الساعات الـ48 القادمة ربما ستكون حاسمة.
وفيما اشارت اوساط متابعة لتشكيل الحكومة ان يقدم الرئيس ميقاتي على إعلان حكومة امر واقع، في حال استمرت الاوضاع على حالها، وليتحمل عندها الجميع المسؤولية، حيث حذر رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون من اللجوء الى هذا الخيار واصفا إياه بالعمل الخطير. وقال عون إذا كان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يريد أن يناور بحكومة أمر واقع فهذا عمل خطير وهو مقيد باستشاراته مع النواب، والمحاسبة في المجلس النيابي أمر غير مألوف، مشيرا الى ان حكومة الأمر الواقع عمل لا مسؤول لأنه يترتب عليه نتائج، واضاف: لا أظن أن سليمان سيوقع مرسوم حكومة تصريف اعمال.
.

السابق
المستقبل: بري صامت.. والهيئات الاقتصادية تُشهر لاءاتها في وجه الفراغ
التالي
الانوار: تحذير اقتصادي من موجة افلاسات… وتلويح بـ حكومة أمر واقع