المستقبل: بري صامت.. والهيئات الاقتصادية تُشهر لاءاتها في وجه الفراغ

لم يبرز أي جديد على الصعيد الحكومي، سوى مواقف لبعض المعنيين تحمل في طياتها تأكيداً على انسداد أفق التأليف داخلياً وخارجياً، واستمرار تخبط فريق 8 آذار في المأزق، في ضوء تهديد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بمواجهة حكومة الأمر الواقع بالشارع، واعتصام رئيس مجلس النواب نبيه بري بحبل الصمت، على الرغم من محاولة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، الذي يتعرض لـقصف عوني مركز، طمأنة الرأي العام بأن الاتصالات مستمرة، ولا بد في النهاية من الوصول الى حل وتفاهم لأننا جميعاً في مركب واحد وأي ثقب يحصل في هذا المركب يصيبنا جميعاً.

وبدا أن كلام ميقاتي لم يطمئن أحداً، بل أكد المؤكد بأن الفراغ الحكومي، الذي ارتفعت صرخة الهيئات الاقتصادية حيال تداعياته الخطيرة، مستمر إلى أجل غير مسمى، إذا لم يتم اللجوء إلى خيارات بديلة، كإعلان حكومة الأمر الواقع، سيما وأن أوساط ميقاتي لا تنفك تؤكد أن خيار الاعتذار ليس وارداً في أجندة الرئيس المكلف، الذي أعلن صراحة بالأمس أن هناك الكثير من المطالب من قبل الكتل والأطراف التي دعمت ترشيحي، ونحن نقوم بمعالجتها بالتعاون مع رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) بما يناسب تصورنا للحكومة العتيدة ودورها وبالتوافق مع أحكام الدستور.

بيدَ أن ما عزز واقع الاستمرار في المراوحة تجسد في تصعيد النائب عون الممنهج على خطين، الأول ضد الرئيس سليمان معتبراً أنه لم يحترم موقعه الحيادي(..) والمشكلة هي عنده لأنه لا يحق له أن يكون لديه وزراء، والثاني ضد الرئيس ميقاتي الذي دعاه إلى احترام فكرة تكليفه من قبل الأكثرية الجديدة، وحذره من أن تأليف حكومة أمر واقع سيكون عملاً خطيراً جداً وغير مسؤول لأنّه ليس حاكماً مطلقاً(..) وإذا لم يكن يعرف ما هي النتائج فليجرب هذا الأمر، وسيكون رد فعلنا على الأرض، ولن تصل الحكومة إلى المجلس بل سنسقطها قبل أن تصل إلى جلسة أخذ الثقة، مبدياً اعتقاده بأن رئيس الجمهورية لن يوقّع على مرسوم حكومة أمر واقع من قبل ميقاتي، فهناك قسم كعسكر وقسم رئاسة الجمهوريّة اللذين يمنعانه من ذلك.
وإذ أكد اصراره على أن تكون وزارة الداخلية من حصته، جزم عون، في حديث تلفزيوني مساءً، بأن مسألة التأليف لن تُحل حتى لو حُلّت مسألة الداخليّة، بل سيكون هناك مشكلة على باقي الأمور، متحدثاً عن وجود عرقلة خارجية، ومتهماً ميقاتي بإعطاء وعد للأميركيين وغيرهم بأن تتألف الحكومة كما يريدون هم لا كما تريد الأكثرية الجديدة، وإلا فلماذا إذاً الزيارات إلى واشنطن واللقاءات مع فيلتمان وغيره؟.

وكان عون أقرّ بعد لقائه الرئيس بري بأن حالة بري ليست بالويل، بل حالة البلد هي بالويل، في وقت تجنب رئيس المجلس الخوض في عملية التأليف المتعثرة، وإن كان ألمح، في لقاء الأربعاء النيابي الى استبعاده صلاة الميت عن الحكومة، من دون أن يقدم أي جرعة تفاؤل تلغي التشاؤم الذي عممه بإعلانه الاستسلام يائساً بائساً أول من أمس، علماً أنه زار صباحاً القصر الجمهوري واجتمع الى الرئيس سليمان، قبل أن يعود إلى ساحة النجمة، ليتحدث عن ضرورة محاسبة المسؤولين عن التعديات على الأملاك العامة وقمع كل المخالفات محمّلاً الدولة الغائبة والأجهزة الأمنية غير المضطلعة بدورها مسؤولية التمادي في التعديات.

ومن حيث انتهى عون بالاعتراف بأن حالة البلد هي بالويل، حمّلت الأمانة العامة لـ14 آذار مسؤولية ذلك إلى التخبّط الذي يعيشُهُ فريق 8 آذار والذي يُغرق البلاد فيه جرّاء عجزه عن تشكيل الحكومة، لافتة الى أن هذا العجز هو نفسه النتيجة الطبيعيّة لاستحالة مشروع الانقلاب والنتيجة المنطقيّة لاستحالة القفز فوق فريق يمثّل أكثريّة سياسيّة شعبيّة مثبتة، مجددة التأكيد أنّ إنقاذ لبنان من الأزمة لن يتحقّق إلاّ بعودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة.
وفيما دعت جميع الفرقاء السياسيين وحزب الله بالتحديد إلى استخلاص العبر والتعقّل في المواقف، بما يضع حداً للأزمة ومخاطرها ولتأكّل الدولة، طالبت الأمانة العامة لـ14 آذار الحزب بخطوتين رئيسيتين هما الإسراع إلى وضع إمكاناته العسكريّة والأمنيّة في تصرّف الدولة وتحت مسؤوليتها وإمرتها، والمسارعة إلى إنهاء موقفه المعادي للمحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان احتراماً للعدالة وبما يمهّد للمصالحة الوطنيّة، مشيرة إلى أنه من شأن هاتين الخطوتين أن تفتحا الطريق باتجاه قيام حكومة إنقاذ وطنيّ درءاً للأخطار وتجاوزاً للفراغ الذي يحطّم الدولة ويضرب آمال اللبنانيين ومصالحهم.

السابق
السفير: عون يؤكّد أن حكومة الأمر الواقع ستسقط حتماً
التالي
الديار عن مصادر: 48 ساعة حاسمة: حكومة الأمر الواقع إذا تعذّر الإتفاق