تداعيات الأحداث السياسية تخيم على سوق السياحة في العالم العربي

شكلّت الثورات في بعض الدول العربية قلقًا متناميًّا لدى المعنيين في شؤون السياحة والسفر حيث شهدت كل من تونس ومصر تراجعًا في عدد السائحين الذين ألغوا حجوزات رحلاتهم خلال اندلاع الثورة فيما تشهد كل من سورية والأردن بعض الاحتجاجات التي من شأنها أن تحد من تدفق السياح والمسافرين على أراضيها في وقتٍ حذرت فيه سفارات الدول الأجنبية رعاياها المقيمين في سوريا بتوخي الحذر او المغادرة خوفًا من تفاقم الأوضاع الأمنية في ظل المظاهرات التي تجتاح البلاد .

في العراق البلد الذي يكتنز واحدة من أقدم الحضارات في العالم وهي الحضارة السومرية وموطن جنائن بابل المعلقة ومهد أشورية ما بين النهرين علاوة على المزارات التاريخية المقدسة للمسلمين الشيعة في النجف وكربلاء فإن ثمن فاتورة الحروب التي شهدها لم تنته بعد في ظلّ الأوضاع الأمنية المتردية والتفجيرات المتكررة اليومية
من جانب آخر فإن لبنان لا يزال منذ شهورٍ طويلة ينتظر تشكيل حكومة جديدة في ضوء التجاذبات السياسية الداخلية وتداعيات الأحداث الإقليمية ويقف في مهب رياح التغيير يستقبل النازحيين من بعض القرى السورية ويرقب تداعيات الحالة السورية بقلق بالغ فيما أعمال الوزارات والقرارات الرسمية تكاد تكون شبه معطلة في ظل إصرار القوى السياسية على مواقفها التي ستحدد المسار والتوجه المستقبلي الفعلي للبلد . ولعل أكثر القطاعات تضررا هو القطاع السياحي ناهيك عن تأخر الخدمات اللوجستية وأعمال البنى التحتية حيث لازالت معظم المناطق اللبنانية بما فيها السياحية تعاني من تقنين التيار الكهربائي وانقطاعه . إيلاف رصدت هذه التداعيات وغيرها واستطلعت رأي المعنيين في هذا القطاع بأكثر من دولة عربية

· العراق يرصد 300 مليون دولار لتأهيل المرافق السياحية
علي ياسين عبد الرضا مدير العلاقات الدولية في هيئة السياحة العراقية قال : " نحاول على الدوام أن نطمئن الوفود السياحية إلى استقرار الوضع الأمني نسبيا سيما وان العراق شاسع المساحة مترامي الأطراف وان الأماكن السياحية غالبا ما تكون بمنأى عن الهجمات الإرهابية "
وردا على سؤالنا حول أهم ما تحقق لمصلحة القطاع السياحي في العراق بعد صدام أشار إلى أن "هيئة السياحة قامت بدراسة العديد من الاتفاقيات القديمة والحديثة وحاولت تفعيلها وإضافة المواد المناسبة لمصلحة السياحة في وقتنا الحاضر كما قدمت العديد من مذكرات التفاهم السياحية مع البلدان الأجنبية والعربيـــــة منها سوريا واليمن علاوة على تفعيل برنامج التعاون بين العراق و بولنـدا إضافة إلى محاولة طرح التعاون مع المجموعة الأوربية بخصوص تطوير السياحة العراقية " مشيرا إلى عودة عدد من شركات الطيران الدولية ومنها لوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية إلى العمل في العراق. وحول الاستثمار في السياحة أشار عبد الرضا لإيلاف بان :" الحكومة العراقية تعمل على جذب استثمارات ضخمة لإعادة بناء وتجديد الفنادق والمواقع السياحية الرئيسية.وقد رصدت إلى الآن 300 مليون دولار "
الاضطرابات الأمنية في سوريا تنعكس سلبا على السياحة في لبنان
من جانب آخر أشار فريدريك صقيلي يعمل في قطاع الترويج السياحي للشركات اللبنانية :" إلى أن حجوزات العرب هذا الصيف إلى لبنان لا تزال خجولة جدا " مؤكدا أن معظم السياح الخليجين يقومون بزيارة سوريا ولبنان معا وان اضطراب الأوضاع في سوريا جعلتهم يصرفون النظر عن لبنان أيضا " صقيلي أفاد بان قطاع السياحة الذي شهد تدهورا عقب حرب تموز 2006 عاد وشهد نهوضًا متسارعا حيث احتل المرتبة السابعة بين أكثر 10 بلدان حول العالم من حيث الطلب على السفر والسياحة سنة 2010." وكانت التوقعات تشير إلى أن معدل نمو السنوي سيبلغ 4,7 خلال السنين العشر المقبلة.
وكانت الأرقام الأولية التي أصدرتها منظمة السياحة العالمية في الأمم المتحدة لفتت إلى أن لبنان سجل أعلى نسبة نمو من حيث عدد السياح الوافدين عام 2009 بالتزامن مع ارتفاع بنسبة 39 في المائة عن عام 2008. في المقابل، تراجع عدد السياح بنسبة 4,3 في المائة عالميّاً، بنسبة 5,4 في المائة في البلدان الصناعيّة، و3 في المائة في البلدان الناشئة.

· تونس تطلق خطة ترويجية للسياحة بعد أن فقدت 40% من عائداتها
وفي حديث لإيلاف, أكد عبد اللطيف حمام رئيس مركز صادرات تونس إلى أن قطاع السياحة سيعود لسابق عهده معترفًا بأن هذا القطاع قد شهد انتكاسة إبان الثورة مشيرا إلى "أن موارد قطاع السياحة في تونس سجلت خلال الثلاثة أشهر تراجعا دراماتيكيا بلغ بلغت نسبته حوالي 40% .وان عدد السياح انخفض بنسبة 42,6 % حيث بلغ عدد السياح, الذين زاروا تونس خلال هذه الفترة 452 ألف سائح, مقابل 786 ألف خلال الفترة نفسها من سنة 2010.
و أن حجم عائدات القطاع السياحي تراجعت ما يزيد عن 120 مليون دولار خلال الفترة المذكورة أي انهارت العائدات من 282,3 مليون دولار إلى 167,2 مليون دولار . مشيرا إلى أن عائدات السياحة تغطي 60 في المئة من عجز الميزان التجاري التونسي .وأكد حمام إلى أن هذا القطاع سيتعافى لاسيما بعد إطلاق الخطة الترويجية بغية استعادة وتيرة تدفق السياح .

· الامارات تستضيف سوق السفر العربي
من ناحيته, أشار صالح الجزيري مدير الترويج الخارجي والوفود في دائرة السياحة والتسويق التجاري ان دبي تستضيف هذا الأسبوع سوق السفر العربي حيث تضم نحو 137 شركة عارضة تمثل بعضا من أكبر الشركات المتخصصة في مجال السفر وتنظيم الرحلات لافتا الى ان العديد من المؤسسات الرائدة في قطاع السفر والسياحة ستدعم مشاركة الدائرة لهذا العام بما فيها هيئة الطيران المدني بدبي ومطارات دبي وطيران الإمارات وان الملتقى في دورته الـ 18 يحظى بمشاركة أكثر من 2200 جهة عارضة من 69 بلدا عربيا وأجنبيا.
ويضم برنامج المعرض عددا من الفعاليات الرئيسية تشمل ندوات تعريفية وورش عمل متخصصة تشمل نقاشاتها على العديد من القضايا التي تهم صناعة السفر والسياحة في المنطقة كالسياحة الفاخرة والسياحة البحرية الترفيهية وقطاع الطيران والتوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى أهمية تكنولوجيا المعلومات والإنترنت في التسويق والمبادرات الخضراء والسياحة العلاجية والرياضية وغيرها من المواضيع ذات الصلة.

السابق
“المستقبل” تعقد إجتماعها بعد ظهر اليوم
التالي
بن لادن تغطية غير مسبوقة بالصحافة العبرية