الشرق: الالتقاء عند التخويف من التطورات الاقليمية له اهدافه

من غرائب الصدف التقاء المهتمين بالوضع العام في لبنان عند الخوف من تطورات الوضع في سورية امنياً وسياسياً خصوصاً وفي بعض الدول العربية الاخرى عموماً، لاسيما ان ظروفنا الداخلية لا نحسد عليها بدليل تعقيدات تشكيل الحكومة بعد دخول زمن تكليف الرئيس نجيب ميقاتي شهره الثالث من غير ظهور بارقة امل، بقدر ما ظهرت تباينات بين ابناء صف قوى 8 آذار التي لم تصدق الى الآن ان الاكثرية التي حازت عليها بفعل بعض الانقلابات النيابية لا تفي بالغرض، ولا تشكل مخرجاً مقبولاً لتقاسم الحصص!

والملاحظ في هذا السياق ان بعض من يلقي تبعات تأخير تشكيل الحكومة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، لم يستوعبوا بدورهم ان المشكلة تكمن في تناحر الحلفاء لما فيه مصلحة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، تجنباً منهم لإغضابه، فيما المقصود الافادة من حصول خرق في الصف السني غير القادر الرئيس ميقاتي على توفيره بمعزل عن التمسك بالمحكمة الدولية ونزع السلاح غير الشرعي، وهذا ينطبق على مشروع ضرب المسيحيين ببعضهم، خصوصاً ان اعطاء الجنرال المتقاعد ميشال عون حصة الاسد يبقي الامور عالقة بين رغبة الاخير في وضع اليد على مجلس الوزراء وبالتالي اظهار رئيس الجمهورية وكأنه بلا فاعلية، مع علمه وغيره انه رأس الهرم في السلطة وانه يستحيل على اي طرف تجاهل الرئاسة الاولى مهما اختلفت الاعتبارات الداخلية والاقليمية! والملاحظ ايضاً، ان القاء التبعات تأخير تشكيل الحكومة على قوى 14 آذار كلام مردود حيث يعرف الجميع ان الثقل النيابي تحول لمصلحة قوى 8 آذار، وليس من يصدق العكس بدليل كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري على احوالنا الداخلية وكأنها قابلة للإنفجار على مدار الساعة بفعل ما يكتب لنا في الخارج، من غير نظرة دقيقة الى ما يكتبه بعض الداخل من تصرفات اقل ما يقال فيها انها قمة في التعقيد واللامنطق؟!

وفي معلومات مصادر مطلعة انه في حال كتب النجاح لما يطالب به عون من وزارات وحصص محددة في الحكومة العتيدة، يصبح من المستحيل لجمه ومعه معظم حلفائه، حتى وان كان الظاهر من الصورة جعل الامور اكثر تعقيداً كي لا نقول انها شارفت على حد تفكير البعض بوجود نية غير مستبعدة لرفض الرئيس ميقاتي التكليف والرد بقفاز التحدي على كل من يتصور او كان يعتقد انه قد يكون مطية لرغبات لا مصلحة وطنية فيها! وثمة من يجزم من المراقبين بأن الوضع العام في لبنان لايزال ممسوكاً على رغم بعض الارتكابات الامنية المتمثلة بالسطو على الاملاك العامة بما في ذلك تحدي السلطتين العسكرية والامنية تمهيداً لخلق حال من التصادم غير المستبعد؟!

السابق
الأخبار: الحكومة: هبّة باردة وهبّة ساخنة
التالي
حزب الله رفض التعليق..ومقربون: الحملة البحرينية لن تنجح