الثــورات العربيــة… وخطــر الحركــات السلفيــة؟!.

انتفضت الشعوب العربية على حكامها لتغير الواقع نحو الأفضل ،ولإعادة روح الوعي والانفتاح والحداثة للأمة واستعادة حرية الرأي والمعتقد ،لكنها تحاصر وتستوعب اميركيا وغربيا من جهة ،ومن الحركات(السلفية)التكفيرية من جهة أخرى، لتحويل الثورات عن مسارها وأهدافها المشروعة.
ان الفكر التكفيري الذي بدأته جماعات التكفير والهجرة في مصر وبرعاية من النظام ، والجماعات الاسلامية والتكفيرية في الجزائر، ثم صناعة الفكر الطالباني بأموال ورعاية عربية معروفة عبر فتاوى العلماء التكفيريين ومبايعة (بن لادن) أميرا للقاعدة في العالم، والتي شكلت عبر أعمالها المشبوهة منذ أحداث أيلول 2001 في أميركا (كلب الصيد) الأمني الأميركي، حيث تقوم الخلايا المخابراتية مباشرة بواسطة القاعدة أو باسمها بعمليات التفجير أو ذبح الرهائن والتهديدات لتبدأ أميركا اعتداءاتها العسكرية بالغزو أو الحصار تحت شعار حماية الآخرين من(القاعدة) وقد نجحت أميركا باختراع(القاعدة)وبعض المنظمات السلفية في حربها ضد الآخرين، واستخدامها كفزاعة للتخويف والاستغلال، وكذلك في ضرب جوهر الاسلام المبني على العقل والتسامح والسلام، حيث تحول الاسلام في نظر الغربيين نتيجة التحريف وأعمال التفجير التي تفتعلها القاعدة الى دين مخيف وارهابي ومن العصور الحجرية.
ومع انتفاضة الشعوب العربية نرى مبادرة الحركات السلفية وبايعاز من علمائها ورعايتهم قد بادرت الى الهاء التحركات الشعبية وتفخيخها من الداخل، نتيجة الأفكار المتعصبة والمحرفة المبنية على تكفير الآخرين بدون استثناء حيث يصبح كل من لا يؤمن بأفكارها التي تقوم على وجوب قتل الفأر(ميكي ماوس)لأنه فأر نجس و (ارضاع الكبير) حتى يصبح تواجد المرأة مع الرجل في الوظيفة العامة أو مع السائق الأجنبي(حلالا) ومن أعمال الحركات السلفية:
– فتوى الشيخ اللحيدان السعودي أخيرا (بوجوب الجهاد ضد النظام السوري حتى لو قتل الثلث من الشعب لسعادة الثلثين الآخرين) لأن النظام كافر من مذهب آخر.
– يتظاهر السلفيون في محافظة قنا بمصر رفضا لتعيين محافظ( قبطي) لأن هذا حرام وفق فكرهم التكفيري بالاضافة لهدم أكثر من مئة ضريح في مصر لأن ذلك مخالف للاسلام.
– هدم المساجد والحسينيات والقبور في البحرين واعتقال النساء لأن المعارضة (كافرة) وليست من مذهبهم.
– قتل ناشط السلام فيتوريو أريغوني(المسيحي)الايطالي في غزة خلافا لكل القيم الدينية والوطنية وهو الذي يتضامن مع الفلسطينيين ضد الاحتلال الاسرائيلي.
– معارك نهر البارد بين الجيش (وفتح الاسلام)وكذلك جند الشام وتأسيس حزب التحرير برعاية محلية لتحويل لبنان من جمهورية الى ولاية تتبع الخلافة الاسلامية، ليتحول المسيحيون فيها الى أهل ذمة أو مهجرين أو قتلى كما في العراق وممنوعين من بناء الكنائس والوظائف كما في مصر، ويتحول فيها الشيعة والدروز والعلويون والصوفيون الى كفار يجب قتلهم وابادتهم.
ان الحركات السلفية المسلحة والمغطاة ماليا وفقهيا تدفع المنطقة العربية لحروب دينية ومذهبية غير مبررة وخطيرة وفق المشروع الأميركي – الصهيوني وبأيد عربية واسلامية لاجهاض الثورات العربية وتبديد القوة والثروات والمستقبل ، وصولا لتجزئة الدول القائمة الى دويلات وامارات صغيرة تتناحر في ما بينها وتغرق في الفلك الأميركي ،ولا تستطيع العيش بدون وصاية وحماية أميركية، ليصبح صبغ اللحية وقص الشارب أو لبس العباءة و النقاب وتعليم المرأة وقيادتها للسيارة أو مشاهدة التلفزيون وسماع الموسيقى الهم الأكبر للأمة الجاهلة، وتترك قضايا الأمة وتحرير مقدساتها وحفظ ثرواتها ونموها وتطورها أمورا تخضع للتهميش والضياع ، فتعود هذه الأمة الى (الجاهلية)الأولى قبل الاسلام، لكن هذه المرة يقتل الاسلام والمسلمون باسم الاسلام، وتعبد أميركا واسرائيل وملوكها وامراؤها التابعون.
الخطر يهدد الجميع بلا استثناء فالسلفية المضللة قادمة كفيلق من فيالق المشروع الأميركي للتخريب الفكري والسياسي… فلنتضامن جميعا لحماية شعوبنا وديننا وتراثنا ومستقبلنا.

السابق
مدينة صور أحيت اثنين الفصح بعدد من القداديس
التالي
مشروع للمسنين الفلسطينيين في برج الشمالي