الانباء عن مصادر: كلام ويكيليكس المنسوب لسليمان عرقل وساطة حزب الله الحكومية

تنشط اتصالات الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اعتبارا من اليوم، في محاولات جديدة لتوليد الحكومة التي تعيش مخاضا عسيرا منذ ثلاثة اشهر بسبب العُقد المتوالدة من أرحام التطورات الاقليمية المتلاحقة معطوفة على المطامح المحلية التي تبرر لأصحابها اعتماد اي وسيلة لبلوغ الغايات.

وتحدثت مصادر الرئيس ميقاتي عن افكار جديدة تطرح الا انها لم تراهن على هذه الافكار كمدخل لحلول نهائية في ضوء اصرار العماد ميشال عون على حقيبة وزارة الداخلية، مدعوما بوضوح من جانب حزب الله الذي نصح الرئيس المكلف بإبقاء وزارة الاتصالات مع التيار الوطني الحر ومن خلال وزير يتفاهم عليه مع العماد عون، وهو بالتأكيد غير الوزير الحالي شربل نحاس.

مصادر ميقاتي نفت ما يشاع عن اقتراح قيد المناقشة للخروج من عقدة وزارة الداخلية ويقضي بتسمية رئيس الجمهورية وزيرا لهذه الوزارة من خارج الاصطفاف السياسي شرط ان يحظى ذلك بموافقة العماد عون، وأكدت المصادر ان معظم المعطيات المتداولة بهذا الشأن ليست دقيقة.

صلاة بري أظهرت حبيبات مطر!

رئيس مجلس النواب نبيه بري وتعقيبا على دعوته لصلاة الاستسقاء الأربعاء الماضي قال لـ «النهار» امس انه بعد صلاة الاستسقاء تظهر بعض حبات المطر الحكومية في سماء لبنان آملا من بشائر هذه الغيوم الملبدة ان تمطر بتأليف الحكومة التي ينتظرها اللبنانيون.

واستنادا الى برنامج اتصالات الرئيس ميقاتي فإن مشاوراته مع حزب الله والعماد عون ستتكثف هذا الاسبوع وكذلك مع الرئيس ميشال سليمان الذي يتابع الموضوع عن كثب بهدف التوصل الى شخصية حيادية لحقيبة الداخلية غير الوزير بارود او اي شخص يرشحه عون.

وساطة حزب الله

وتقول المصادر ان حزب الله سيتولى الوساطة بين الرئيس سليمان والعماد عون وسيطلب من الرجلين عدم التمسك بمرشحيهما لهذه الوزارة وتقبل وزير حيادي، كما سيحاول الحزب اقناع الرئيس ميقاتي بعدم الاصرار على وزارة الاتصالات لأحد اعضاء فريقه، والاستعاضة بتسليمها لوزير من كتلة عون غير الوزير الحالي شربل نحاس بإمكانه التعاطي مع طلبات المحكمة الدولية.

وكانت مصادر العماد عون نقلت عنه رفضه ان يسمي الرئيس سليمان وزير الداخلية او ان يختار اسماء من بين عدة اسماء يطرحها العماد عون، وقد سجل امس اتصال هاتفي بين السيد حسن نصرالله والوزير جبران باسيل.

أوساط مراقبة لاحظت لـ «الأنباء» توقيت نشر موقع التيار الوطني الحر لوثيقة «ويكيليكس» المتضمنة حديثا للوزير الياس المر مع السفيرة الأميركية ميشال سيسون عام 2009، وفيه ينقل عن الرئيس سليمان قوله: «سأحارب حزب الله حتى النهاية»، اضافة الى تهديده الوزير زياد بارود بسبب زياراته المتكررة للعماد عون.

وقالت الأوساط ان بث هذه الوثيقة بعيد لقاء السيد نصرالله والوزير باسيل بما فيها من معلومات مستفزة للحزب وللعماد عون لا يطمئن الى سلامة النوايا، لا بل عرقل وساطة حزب الله الحكومية.

إلا ان الرئيس ميشال سليمان حذر مما يتم نشره نقلا عن وثائق موقع «ويكيليكس».

واعتبر في بيان لمكتب اعلام الرئاسة اللبنانية امس ان المعلومات التي ينشرها الموقع تفتقر في كثير من جوانبها الى الدقة والصدقية وتستند في معظمها الى استنتاجات واجتزاء او الى النقل عن طرف ثالث، منبها الى ان بعض تسريبات الموقع تأتي في سياق الحملة المنظمة التي تهدف الى تفريق الصفوف وتعميق الشرخ بين المواطنين والأطياف السياسية.

وشدد الرئيس سليمان في البيان على ان مواقفه من القضايا الوطنية تنبع من اقتناعاته وثوابته ودوره في الحفاظ على مصلحة الوطن العليا والتي يعبر عنها في تصريحاته وممارساته وفي التعبير عنها خلال زيارته الخارجية.

وأكد تقديره للرئيس السابق العماد اميل لحود ولجميع الاطراف والاحزاب بما فيها حزب الله والتي تستند الى التنسيق والتعاون وليس الى الخصومة والمحاربة.

بدوره منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد رأى من جهته انه لا عقد داخلية مسؤولة عن عدم تشكيل الحكومة، وان عدم التشكيل ناتج عن عجز مهندسي هذه الحكومة، اي حزب الله وسورية، عن تحمل مسؤوليتهما، في المساهمة او تبني حكومة تقف في مواجهة المجتمع الدولي في لحظة حرجة تعيشها سورية في الداخل، ويعيشها حزب الله على مساحة العالم العربي والاسلامي.

وأضاف لإذاعة «صوت لبنان»: عندما أرادوا إسقاط حكومة سعد الحريري وتعيين نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة لم يقدروا ما جرى ويجري في العالم العربي.

على هذا استبعد سعيد تشكيل الحكومة قريبا، وقال لقد أسقط فريق سورية وحزب الله حكومة سعد الحريري، واعتقدوا انهم قادرون على تشكيل حكومة جديدة، بينما هم عاجزون عن ذلك، اما فريق 14 آذار، فلم يتسن له الانتقال الى المعارضة لأن المعارضة تكون في وجه سلطة، والسلطة حتى هذه اللحظة لم تتكون، والفرقاء الاقليميون، أي حزب الله المرتبط بإيران وسورية المربكة بوضعها الداخلي غير قادرين على الحسم الداخلي في هذا الاتجاه أو ذاك، وهذه الحالة مرشحة للاستمرار.

في عضون ذلك،، وتعقيبا على خبر اللقاء، البعيد عن الأضواء بين الرئيس فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل والنائب وليد جنبلاط رئيس جبهة النضال الوطني الذي تفردت «الأنباء» بالكشف عنه، قالت صحيفة النهار البيروتية ان اللقاء الذي تم على العشاء عند صديق مشترك جاء تتمة لاتصال أجراه جنبلاط قبل أسابيع بالرئيس السنيورة للفت انتباهه الى مقال صحافي في «الديلي ستار» الصحيفة الصادرة في بيروت بالانجليزية يتحدث عن أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة التطورات في المنطقة، ثم جاءت الدعوة قبل نحو أربعة أيام من الموعد، وقد شارك فيها الى جانب السنيورة وجنبلاط وزراء ونواب جبهة النضال وقد تخللها بحث في المرحلة السياسية السابقة، بما يؤشر الى ان جنبلاط أراد وصل ما انقطع مع الفريق السياسي الذي كان ينتمي اليه. وعلمت «الأنباء» ان ضمن مساعي جنبلاط إعادة المياه الى مجاريها بين سعد الحريري ونبيه بري.

جنبلاط أجرى أمس اتصالا بمدير الديوان الملكي السعودي الشيخ محمد الطبيشي لنقل تعزيته الى خادم الحرمين الشريفين بوفاة شقيقته، كما أرسل معزيا السفارة السعودية في بيروت.

السابق
إتصال السنيورة -جنبلاط
التالي
الشرق: الاتهام السوري لــ”المستقبل” مرشح للتفاعل وان كان مكشوفا