الأسبوع الوطني للمطالعة 600 نشاط ثقافي

أسبوع السنة يُحتسب بالأيام، والأسبوع الوطني للمطالعة بالنشاطات. 600 نشاط دفعة واحدة. ولكن ألا يضيق صدر الأسبوع بهذا العدد الفائض عن أيامه؟ وألا تختنق النشاطات بعددها؟

"المناطق اللبنانية كلها طرف في هذه المناسبة السنوية"، كما أوضح المدير العام لوزارة الثقافة عمر حلبلب لـ"النهار". كي لا تُغمض هذه المناسبة عينيها إلا على نجاح كبير، تعاونت وزارة الثقافة مع 90 مؤسسة أهلية، إضافة إلى 40 مركز تنشيط ثقافي تابع للوزارة وحوالى 80 مكتبة شريكة، "أي أن السلسلة تصل إلى 120 مركزاً ثقافياً على مستوى خريطة لبنان". وتتنوّع هذه النشاطات بين الأدبية والثقافية والموسيقية وورش العمل والندوات والأشغال اليدوية وغيرها.
ولكن النصر لمن؟ للكمية أو للنوعية؟ يقلب حلبلب حساب الكمية والنوعية موضحاً أن "كل منطقة ستحتضن باقة من النشاطات. فعشرات النشاطات في منطقة معيّنة تضاف إلى عشرية أو عشرينية أخرى في منطقة ثانية، تقفز بالمجموع إلى 600 نشاط".

"بلد يقرأ بلد يعيش" شعار أطلقته وزارة الثقافة ونصب عينيها أهداف ثلاثة: "استنهاض المجتمع الأهلي الثقافي المدني في لبنان وإشراكه في تفعيل الحال الثقافية وتنشيطها. إلى خلق تراكم ثقافي ومعرفي يصبّ في خانة استراتيجيتنا الأساسية ألا وهي التنمية الثقافية المستدامة.

والهدف الثالث هو رفع نسبة القراءة والمطالعة العامة في لبنان التي تُعتبر متدنية جداً حتى عند مقارنتها بمثيلاتها في الدول العربية. ولا متّسع لتشريح هذه الأسباب التي تلامس الاقتصادي والاجتماعي والحياتي. من هنا، نعمل جاهدين من أجل إعادة الجليس الأساسي للإنسان ألا وهو الكتاب".

يتوقّف حلبلب طويلاً عند التنمية الثقافية المستدامة ويضعها في مقابل ما يسمّيه "فقّاعة صابون"، فـ"العبرة ليست في أن يكون الحدث الثقافي فقّاعة صابون، ومناسبيّته تلفظ أنفاسها مع انتهاء الحدث. إنما العبرة في القيام بنشاطات ثقافية تستمرّ وتدوم مشكّلة نوعاً من التراكم الثقافي والمعرفي". وضرب حلبلب مثلاً عن ذلك بالقول: "لو أنشأنا 10 مكتبات في لبنان، وكرّمنا في المقابل شخصاً ما، أيّهما يعمّر أكثر؟ لا أنفي أن التكريم واجب في بعض الأحيان، لكنه في الغالب كلام يقف على حدود الكلام، وأنخاب تُشرب وتُفرغ، وطعام يؤكل".

ولكن ماذا يبقى بعدما يطوي الأسبوع نشاطاته ويصطحبها معه إلى غير رجعة: "لا يستطيع أن يكون اليقين حليفنا بأن من أبدى اهتمامه أثناء النشاط، سيبقى اهتمامه حيّاً يُرزق بعده. ما نحن على ثقة منه أنه ما دام نشاط كهذا يبصر النور كل سنة، فمن شأن صداه أن يعرف طريقه إلى الترداد جيداً. فالإحصاءات التي تمدّنا بها مراكز المطالعة العامة تُظهر أن نسبة روّاد المكتبات في سنة عاماً تلو الأخرى".

ولم ينسَ حلبلب التعريج على "ضعف الإمكانات المادية المتاحة لهذا العمل الجدي والوطني"، والكل على علم بأن موازنة الوزارة لا تتعدّى 0,01 في المئة. وقد جاءت مشاركة عدد من الأدباء في هذه النشاطات مجّانية، أي مقابل اللامقابل".

نشاطات
أسبوع المطالعة في لبنان عمّ المناطق كافة، لكنه بقي محدوداً في عدد من المراكز الثقافية والاجتماعية الأهلية.
فمن الشوف "النهار"، "بلد يقرأ – بلد يعيش" عنوان اسبوع المطالعة، أقامت المكتبة الوطنية في بعقلين تحت هذا الشعار احتفالاً فنياً جسّد التراث اللبناني، لدعم نشاطاته الهادفة، بالتعاون مع مدرسة مرج الطفولة، وحضر المدير العام لتعاونية موظفي الدولة أنور ضو، مدير المكتب غازي صعب، رئيسة بلدية بعقلين الدكتورة نهى الغصيني أبو عجرم، رئيسة مكتب التنظيم المدني اليسار عبد الصمد، وحشد من الفاعليات التربوية والاجتماعية.

وفي صيدا، شاركت النائبة بهية الحريري تلامذة ثانوية رفيق الحريري نشاطاتهم في اسبوع المطالعة الوطنية، الذي أطلقته وزارة الثقافة من 8 ولغاية 18 نيسان تحت شعار "بلد يقرأ – بلد يعيش"، وقرأت الحريري أمام التلامذة نصوصاً أدبية لجبران خليل جبران واختارت من كتابه "النبي" ونصوصاً من كتاب "مخطوطات لم تنشر في دفاتر جبران.. اقلب الصفحة يا فتى".
وألقت الحريري كلمة على هامش النشاط، اعتبرت فيها أن التعليم قضية وطنية كبرى تسمو فوق كل الانقسامات، وتشكل مساحة مشتركة للقاء بين أبناء الوطن الواحد، مشددة على أهمية العمل المشترك بين اللبنانيين، وهو كثير.

وتواصلت في مكتبة بلدية صيدا العامة بإدارة جمعية الرسالة الزرقاء فاعليات أسبوع المطالعة الوطني، ويشارك يومياً التلامذة من مختلف المدارس في أقسام المكتبة وهم يستمعون لقراءات قصص ويشاركون في مناقشات ورسومات عن حقوق السلامة العامة (من عمر 10 – 12 سنة) بإشراف المتطوعين من الجمعية سهى حجازي ورفاه عبو.
كما عرضت على خشبة مسرح بلدية صيدا مسرحية "أحياء ولكن"، الهادفة لتوعية الناشئة حول حقوق الإنسان، وهي من إخراج سمر قطان، وشارك في التمثيل شبان وشابات من جمعيتي الرسالة الزرقاء وشجر وبشر، وأشرف على التدريب سمر قطان (نادي المسرح في الثانوية الإنجيلية الرسمية (كفرشيما).

وفي النبطية، أقام مركز كامل يوسف جابر الثقافي الاجتماعي سلسلة نشاطات شملت معرض الخط العربي الذي افتتحه رئيس المنطقة التربوية نشأة حبحاب الى إعطاء ذوي الحاجات الخاصة حصتهم من نشاطات الأشغال اليدوية والرسوم، فضلاً عن إعطاء الشريحة العمرية ما دون الـ 15 سنة إرشادات في ما يخص الاستخدام الآمن للانترنت وصولاً الى دورات في الاسعافات الأولية أقامها الصليب الأحمر اللبناني، وتلاها محاضرة حول مشكلات المراهق النفسية والجسدية للدكتورين أحمد حيدر وعدنان نجيب الدين.

ولفت مدير المركز المحامي جهاد جابر لـ"النهار" الى انه "بالتزامن مع فتح أبواب المكتبة العامة أمام الجميع طوال أيام الأسبوع، سعينا الى جذب الشريحة الشبابية من خلال إطلاق نادي السينما، إذ قمنا بعرض فيلم وثائقي عن عمر الزعني وفيلم آخر عن معاناة عائلة جنوبية في عدوان تموز للمخرجة رنا معلم بما يجعل أسبوع المطالعة أكثر حيوية بالنسبة الى جيل يتقن لغة الصورة والحركة".

السابق
تذكّر… سامح… غيّر في ذكرى 13 نيسان
التالي
المخفيّون قسراً في زمن الحرب