قبلان: ما جرى في سجن رومية يكشف سوء الحال وعلينا تصحيح الخطأ

رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في خطبة الجمعة، "ان الدنيا لهو ولعب والخير في ما يقدمه الإنسان ويعمل من اجل استقامة الأمور، فالأزمات كثيرة والمشاكل كبيرة فيما الناس في لهو ولعب لذلك علينا إن نعمل لإصلاح الأمور فنقوم بواجباتنا الدينية ونبتعد عن الفساد والباطل والبغي والمنكر، ولا سيما ان الأمن مفقود والرزق مسلوب ونحن أصبحنا في سفينة نخشى فيها الغرق، لذلك علينا ان نثبت المواقع فنعمل لما يرضي الله تعالى ونتخلى عن كل إساءة ونلتزم الصمت والسكون في أوقات الأزمات الصعبة فنتحرى ما يصلحنا وينفعنا ويسدد خطانا".
وأكد "ان الاهتمام بأمور الناس واجب مقدس لان الإنسان يعيش في الاستقرار، وعلينا إن نبحث في كل ما يجري حولنا. فالإخلال بالأمن بلاء للإنسان لان الأمن واقع مطلوب. ولقد كنا إذ اشتد بنا الحال وفقد الأمن والأمان نعود ونلتجئ إلى الدولة التي كانت تحاسب، ولكن هذه الأيام ابتلينا بأزمة المساجين الذين يعيشون الأزمات والقلق والإرباك. كنا نقول في السابق من فتح مدرسة أغلق سجنا، وفي هذه الأيام كأننا نتعاون على الشر ونبتعد عن الخير".
وقال: "نطالب اولا بوضع حد لكل مسجون، فنحاسب ونعمل لما فيه الخير. فالمسجون قد يكون مظلوما وقد يكون ظالما وفاسدا، وعلينا إن نحول السجون إلى مركز طبي لمعالجة العقد وكل المشاكل فنعمل لإنقاذ الناس. فالسجن ليس مدرسة إصلاح إذا تحول إلى مكان للمشاغبة، فما جرى في سجن رومية يكشف عن سوء الحال لذلك علينا إن نعمل لتصحيح الخطأ ونبتعد عن كل اثم وعدوان وظلم، فالمعالجة تكون بالإصلاح، والتصحيح يكون بالعلاج ووضع المرهم على الجرح، فندرس أوضاع المساجين ونخصص أطباء نفسيين لحل العقد وإصلاح ذات البين ونبتعد عن الخداع والكذب والنفاق. فلماذا لم تعالج امور السجن حتى الان؟".
أضاف: "علينا إن نهتم بالإنسان في أي موقع كان وإلى أي منطلق انطلق، فالإنسان أشرف مخلوقات الله وهو يخطىء وعلينا إن نصحح الخطأ. لماذا ترك الأمور على حالها، ولماذا لا نهتم بأمر الناس فنبادر إلى معالجة أوضاعهم. فالمخدرات منتشرة في السجون التي أصبحت مركزا للظلم، والمطلوب أن نصحح المسيرة إذ لا يجوز بأي صورة من الصور إن نترك الامور على حالها. فالمظاهرات لا تصلح والاضطرابات لا تصحح، وعلينا ان ننشىء إنسانا خلوقا مؤدبا مستقيما بعيدا عن الفوضى والارتجال".
واكد الشيخ قبلان "ان إصلاح أمور السجناء بحاجة إلى اختصاصيين يكشفون الداء ليجدوا الدواء، فلا يجوز إن تبقى الأحوال مسيبة، فالسجن لا يصلح لانه أصبح أداة سوء والإصلاح يكون بالتربية والعلاج والوقاية، السجن أصبح مركزا للاساءة والظلم وعلى الدولة والمسؤولين ان يصححوا الأوضاع ولا يتركوا الأمور على حالها".
وأشار إلى "ان الاغتراب في ساحل العاج يعاني المرارة والكيدية والقهر، وعلينا ان نقيم مشاريع والأعمار والتربية والإنتاج في لبنان فنعمل لعودة المهاجرين والمغتربين إلى بلدهم ونتعاون معهم لاقامة المؤسسات الإنتاجية، ونعمل حتى لا نبتلى كل فترة ببلاءت في بلاد الاغتراب. لقد عمل المغتربون خارج بلدهم بما فيه الكفاية ولا يكفي إصدار البيانات والاستنكار لما يتعرض له المغتربون، بل علينا ان نبادر إلى إقامة المشاريع في وطننا حتى يعود كل المغتربين الى أرضهم فنعمل باستمرار لإصلاح أوضاعنا". وأكد "ان الاغتراب مهم وله فضل كبير على لبنان، وعلينا ان نحافظ عليه من خلال محافظتنا على الأمن والاستقرار في وطننا وايجاد البديل للاغتراب لنبقى معا في الشدة والرخاء، لان الله يحب العبد الذي يعمل ويحافظ على اخيه".
وتحدث عما يجري في البحرين، فقال: "نحن لا نريد التدخل في شؤون الآخرين، ولكن علينا ان نتعاطى مع الناس برفق واحترام وتقدير، فالأمور تتغير بتغير الأحوال، لذلك نطالب بصدق ومحبة وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ان يصلح شأن البحرين، فنحن لا نريد حكما ولا زعامة نريد عيشا كريما وعدالة تشمل الجميع ونريد ان يتعاون اهل البحرين في ما بينهم دون ظلم لأحد او تعد على احد. ونطالب عقد اجتماع للجامعة العربية لحل المشاكل التي تمر بساحتنا ونبتعد عن القول الفاسد والكلمة المنفرة، لاننا نخاف إذا سكتنا ان تجري الأمور بغير مسارها".
وطالب الجميع "بالمحافظة على الأمن والاستقرار والهدوء"، وقال: "نحن تبع لائمتنا حين أمرونا ان نخلد إلى الأرض، لأنه لا تقوم لنا قائمة الا بقيام القائم، فالإصلاح يكون بالقائد المصلح والحكيم والعادل الذي لا يفرق بين إنسان وآخر الا بالتقوى، ونحن نرفض التدخل في شؤون البلاد ونرفض التهجم العشوائي على الناس واتهامهم ظلما". ودعا الشيخ قبلان الجامعة العربية الى "الاجتماع والتشاور للمحافظة على الشعوب، فتنهض الشعوب والانظمة من كبوتها وتعمل لمصلحة الأمة وتبتعد عن التشويش والفتنة وتكون مع الله ليكون الله معها، ولا سيما إن اسرائيل تهاجم غزة، والبلاد العربية تهاجم شعبها فيما الناس تعيش خبط عشواء في ليلة ظلماء".

السابق
مكتب المهن الحرة في حركة “امل” اقام حفلا تكريميا للمهندسين
التالي
مجدلاني: الحريري حاول لبننة “حزب الله”