إسرائيل تعترف أنها فقدت فرصة نادرة بعد عودة الهدوء إلى سورية

شنت (كارولين غليك) المحللة السياسية في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنكليزية أمس حملة شديدة على سورية وعلى استمرار امتلاكها ترسانة قوة صاروخية كبيرة وانتقدت غليك في سياق حملتها على سورية إدارة أوباما لأنها لم توظف كل قدراتها ونفوذها في المنطقة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

واتهمت غليك الرئيس بشار الأسد بأنه عمل خلال الأعوام (2003) و(2005) على زيادة القدرات الصاروخية لأسلحة الدمار الشامل وحاول إنشاء مفاعل نووي سري لأغراض عسكرية بهدف خلق توازن استراتيجي مع إسرائيل في المنطقة.
وقالت غليك التي يهتم الغرب بمقالاتها السياسية: «إن التظاهرات التي وقعت في سورية في الأسبوع الماضي شكلت فرصة فريدة لإسرائيل لو أنها استمرت ونجحت في زعزعة استقرار القيادة السورية».
وأضافت غليك منتقدة الموقف الأميركي الذي تراجع عن إعلان تهديده لسورية على حد قولها واعتبرته ضعفاً أميركياً أمام سورية، وقالت غليك موجهة انتقادها إلى واشنطن: «وبشكل مخيب للآمال لم تقف إدارة أوباما بالشكل المطلوب لمواصلة الدعم للمتظاهرين في سورية وخصوصاً حين سمعوا ما قالته هيلاري كلينتون من أن واشنطن لا يمكنها التدخل العسكري في سورية».

وقالت غليك بلغة صريحة: «إن تراجع واشنطن عن استخدام القوة العسكرية في كل مكان في الشرق الأوسط يجب ألا يثني إسرائيل عن القيام بعمل مستقل عن واشنطن لتقديم المساعدة والدعم للمعارضين للرئيس الأسد»! وأضافت (غليك) بلغة أكثر وضوحاً: «يجب على إسرائيل أن تزود الأكراد بالسلاح ويجب على قادة إسرائيل والناطقين باسمها الدفاع عن المعادين للرئيس الأسد وشن حملة ضد سورية التي تسعى إلى امتلاك التكنولوجيا النووية والصواريخ الأكثر تدميراً». ودعت (غليك) نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى (مطالبة الأمم المتحدة بالإسراع في إجراءات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق وطالبت (ليبرمان) وزير الخارجية بالضغط على أمين عام الأمم المتحدة لاتهام سورية باغتيال الحريري)!.

ووزعت المحللة السياسية الإسرائيلية المهام على بقية وزراء نتنياهو فطلبت من باراك وزير الدفاع تشديد الحملة الإعلامية على سورية وكشف وسائل دعمها لحزب اللـه ولحركة حماس
وبقية الفصائل الفلسطينية لتحريض دول العالم عليها.

وفي ختام حملتها هذه قالت غليك: (إن إسرائيل تشهد مرحلة خطرة على أمنها ومستقبلها نتيجة التغيرات في مصر وتونس، وما حدث في سورية نادراً ما يحدث ولذلك يتعين استغلال ما يوفره من فرصة لإسرائيل).
وترافقت هذه الحملة المتشددة من وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الأنباء التي أوردتها وسائل الإعلام الأوروبية عن عودة الهدوء إلى سورية وعن الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس الأسد كأن القيادة الإسرائيلية وجدت نفسها الخاسر الأكبر من تماسك الجبهة الداخلية في سورية وخصوصاً بعد المسيرات المليونية في عدد من المدن السورية وخصوصاً في العاصمة دمشق.
فقد لوحظ أن مواقع الإنترنت الإعلامية الإسرائيلية امتنعت أمس عن عرض أي صور لهذه المسيرات وما حملته من شعارات على حين أنها كانت تضع صوراً مكبرة لتظاهرات درعا قبل أكثر من أسبوع وخصوصاً في المواقع الخاصة باللغتين الإنكليزية والعربية!.

السابق
معرفة رواد المطعم!
التالي
احذر… يوجد “شيعي” !