السرطان يضرب في حولا

(خاص الموقع)
يبدو أن المئات من أبناء القرى الأمامية باتوا مهددين بالاصابة بمرض السرطان، الذي يزداد انتشاره بشكل لافت ومريب سيما في القرى التي تعرّضت للقصف في تموز 2006، حتى ازدادت شكوك الأهالي في امكانية تلوّث ما، أصاب الأراضي الزراعية أو المياه المستخدمة للشرب والريّ ناجم عن القصف الأسرائيلي.

وتبرز بلدة حولا ( مرجعيون) من أكثر البلدات التي انتشرت فيها حالات مرضى السرطان، بعد أن تم احصاء أكثر من 45 حالة أعلن عنها حتى الأن، معظمها أصابت الشباب وصغار السنّ. اضافة الى العشرات من الذين وافتهم المنية بسبب المرض نفسه، رغم أن عدد أبناء البلدة لا يزيد على 14 ألف نسمة.
لذلك طالب الأهالي بضرورة التدخّل لمعرفة أسباب انتشار هذا المرض الذي أدى الى وفاة الكثيرين في السنوات القليلة الماضية. والعمل قدر الممكن على تقديم المساعدة للمرضى الذين يتكبدون أكلافاً باهضة على العلاج.

اللاّفت وجود عدد من الأسر التي أصيب فيها أكثر من فرد فيها بالمرض عينه، ايمان رزق واحدة من المصابين بالمرض، التي لا تزال تتلقى العلاج، وقد أصابها المرض منذ عدة سنوات، بعد أن توفيت أختها بسبب المرض نفسه، كما أصيب والدها بسرطان في الرئة، وقد نجا منه بأعجوبة، رغم انه مضطرّ الى تناول الدواء طيلة حياته. وتقول رزق إنّ "مرض السرطان ينتشر بسرعة في البلدة"، وفي كل مرة تزور طبيبها المعالج تكتشف أن عدداً من أبناء البلدة سبقوها الى هناك، وأن الأطباء يحيلون أسباب انتشار المرض في المنطقة الى حرب تموز، خاصة سرطان الثدي الذي أصاب الكثير من النساء المتزوجات من اللاّتي كنّ حوامل أثناء الحرب. وتكشف رزق أنّ "معظم الأطباء الذين تعرّفت عليهم أثناء خضوعي للعلاج رجّحوا امكانية تلوّث التربة في حرب تموز والتي يعتاش من خيراتها معظم الأهالي المقيمين في البلدة وجوارها". 

صاحبة صيدلية في البلدة تقول إنّ "عدد حالات مرضى السرطان يتكاثرون بشكل مخيف في البلدة وعدد من البلدات الأخرى، خاصة في السنوات الخمس الماضية، لذلك هناك حاجة ماسة لمعرفة أسباب هذه الظاهرة والقيام بحملات توعية للأهالي لاجراء الفحوصات اللاّزمة بغية الكشف المبكر على المرض واستئصاله". أما طبيب البلدة علي نمر محمود فيقول إنّ "معظم حالات الوفاة في البلدة تعود أسبابها اليوم الى مرض السرطان، فكل 6 حالات وفاة بسبب هذا المرض يوجد حالة وفاة واحدة تعود لسبب آخر، فقد اصاب المرض العشرات من أبناء البلدة، وعدداً كبيراً منهم من صغار السن، ودراسة أسباب انتشار هذا المرض في البلدة تحتاج الى مختبرات عالية التقنية، وهي حاجة باتت لازمة ومستعجلة خاصوصاً بعد زيادة انتشار المرض بعد حرب تموز".

ويتابع الطبيب: "سمعنا أن طبيباً بريطانياً أجرى دراسة في المنطقة بعد الحرب بيّن فيها انتشار التلوّث الناجم عن اليورانيوم، والمؤدي الى امراض سرطانية، لكن سرعان ما تلاشت هذه الأنباء، لذلك لا نعلم أن كان العدو الاسرائيلي قد استخدموا مواداً مسببة للمرض في المنطقة، فجميع أبناء البلدة يستثمرون أراضيهم الزراعية ويأكلون منها، فالأمر بحاجة ماسّة الى التدخّل لاجراء دراسة تبيّن أسباب المرض خصوصاً أن زيادة عدد مرضى السرطان يعني زيادة الفاتورة الصحية التي تتكبدها الدولة والمواطن، فثمن دواء واحد لمعالجة أحد مرضى السرطان في البلدة يزيد على 9 ملايين ليرة شهرياً، كما يجب اجراء حملات توعية لاقناع ألأهالي بضرورة اجراء الفحوصات اللاّزمة للكشف المبكر عن المرض واجراء العلاج قبل فوات الأوان".

وتذهب ايمان رزق الى أنّه "على المريض ألا يعتمد على وزارة الصحة لأنها لا تؤمن له كل ما يحتاجه، وعليه أن يعمل المستحيل لتأمين الدواء، فثمن الدواء اللاّزم للعلاج الكيميائي هو 6 ملايين ليرة كل 21 يوماً وكثيراً ما اضطرت لتأمين هذا المبلغ بنفسي، لأن عدم تأمينه يعني أن العلاج الذي حصلت عليه طيلة أشهر لن يجدي نفعاً وسيعيدني الى نقطة الصفر".

في النهاية تتمنّى رزق أن "يتم تأسيس جمعية في البلدة خاصة بمرضى السرطان لمتابعة أواضعهم وحاجاتهم ".

السابق
لا لتـزويـر تـاريـخ فلسطيـن
التالي
لا حلـول لـدى السعـودي… وأزمة نفايات قرى صيدا تتفاقم