لبنانيو الخليج غاضبون من صمت الدولة اللبنانية!

الجالية اللبنانية في البحرين خرجت عن صمتها ورفضت ما تعرضت له المملكة البحرانية من تدخّل سافر في شؤونها على لسان أمين عام حزب الله ومن تحريض على الفتنة والانقلاب على الحكم، ليست هذه المرّة الأولى التي يثير فيها السيد حسن نصرالله سخط الشعوب العربية، ما زالت ذاكرة كثيرين تحتفظ بالسؤال الذي أحرج السيّد: ماذا فعلت لأهل غزّة؟ وما معنى أن تخاطب الشعب والجيش المصري لتنفيذ انقلاب فيما مرشدها الخامنئي يمنع الشباب الإيراني من السفر للجهاد في غزّة!! هكذا اعتادت إيران أن تتدخل في الشأن الرسمي العربي، «الحكي عليهن» و»الدماء تسيل من أطفال العرب»!! هذا هو أعلى مستوى تأييد بدأنا نتلمسّه مجدداً ونحن على وشك إراقة دماء جديدة في غزّة لإنقاذ «زلات الأقدام والألسنة» الفارسية، واستدراج المنطقة إلى حرب جديدة ترفع أسهم إيران وحزبها بعد سقوط آخر الأقنعة التي سترت طويلاً وجه مشروعها!!

اللبنانيون في منطقة الخليج العربي غاضبون جداً، وقلقون جداً على رزقهم ومورد عيشهم، ولكن غضبهم ليس من خطاب أمين عام حزب الله فقد اعتادوا مواقفه المندفعة التي يُضطرّ إلى إعادة تدبيجها وتزويقها ولملمتها في إطلالة ثانية، اللبنانيّون غاضبون من صمت رئيس الجمهوريّة فيما فخامته يتعرّض لأعتى هجوم منذ وصوله إلى سدّة الرئاسة، ويتعرّض لأعنف حملات تُشنّ ضدّه، ومحاولات دؤوبة لتطويقه وشلّ قدرته على الحكم، ولكن لا بدّ من موقف ما دامت المملكة البحرانية قد حمّلت الدولة تبعات كلام نصرالله، إنها المرة الأولى التي لم يعد يجري فيها الفصل بين الدولة اللبنانيّة وأحد الأحزاب الداخليّة، علينا أن نفكّر مطوّلاً بخطورة الموقف فالدولة اللبنانية تدفع أثماناً عن أخطاء يرتكبها حزب لمصلحة أجندة لا علاقة لها بلبنان ولا بشعبه!!

هو وقت مثالي أسفر فيه حزب إيران وجهه وكشّر عن نيوبه في وجه الخليج العربي، بعدما أنشب أظافره في خناق الشرق الأوسط، وقبض على «خوانيق» لبنان بانقلاب «مبكّل»، ولكن؟ علينا أن نتساءل: هل هذه لحظة القوّة لحزب الله ليفضح أوراق تورطّه في المنطقة إلى هذا الحدّ وعلى هذه الصورة «الفاضحة» من التغلغل في جسد العالم العربي؟ أم هي لحظة الضعف الذي أورده موردها أنّه يأخذه الاستكبار والاعتداد بالقوة؟!

اللبنانيون غاضبون ليس فقط لأن الدولة اللبنانيّة عاجزة وخرساء، وليس لأنّ وزارة الخارجيّة اللبنانية خارج الخدمة ووزيرها يمثل حركة أمل لا الدولة اللبنانيّة، اللبنانيون غاضبون لأن حزب الله يطاردهم في أرزاقهم خارج لبنان بعدما نجح في تحويله إلى مجتمع حرب وهذا كان هدفه الأساسي والمعلن منذ بدايته، بهذه الطريقة فقط وضع حزب الله يده على لبنان وركن إلى «ضبّ» السلطة وشل الرئاسات والمؤسسات فتفرّغ للتمدّد في العالم العربي لاستكمال المهمّة المنوطة به والتي تأسس من أجلها وهي تشكيل خطوط أماميّة لإيران في الشرق الأوسط!!

ثمة كلام واضح صدر على لسان السيد حسن نصرالله يقول فيه: «نحن لا نطرح فكرة الدولة الإسلامية في لبنان على طريقة الطالبان في أفغانستان، ففكرة الدولة الإسلامية في لبنان حاضرة على مستوى الفكر السياسي، أما على مستوى البرنامج السياسي فإن خصوصيات الواقع اللبناني لا تساعد على تحقيق هذه الفكرة، فالدولة الإسلامية المنشودة ينبغي أن تكون نابعة من إرادة شعبية عارمة، ونحن لا نستطيع إقامتها الآن لحاجتها إلى حماية»، هذا الكلام لا يجب أن يغيب عن بال اللبنانيين ولا أبناء المنطقة العربيّة، وليضعوا ألف خط تحت كلمة «إسلاميّة» فهذا المصطلح لا يستخدم إلا استبطاناً وتورية للكلمة الأخرى الحقيقيّة «الدولة الإيرانيّة»!!

السابق
أبناء رميش: لاستعادة أراضينا المحتجزة وحماية الحدود
التالي
حبيب: نصرالله مُصرّ على أخذ لبنان باتجاه ازمة ديبلوماسية مع الدول العربية