اهمال الطبيعية مقابل دولارات ..

منذ انتهاء حرب تموز، والتلال الخضراء الجميلة اليتيمة المطلّة على وادي السلوقي ووادي الحجير تتعرّض للقضم والتشويه في منطقة غابت عن أنظار الأهالي عشرات السنين، بسبب وقوعها في المنطقة الفاصلة بين قرى الشريط الحدودي سابقاً وبين القرى المحرّرة، واستخدمها المقاومون بعد التحرير الى حين صدور القرار الدولي 1701.
الأمر الذي أدى الى حماية هذه المنطقة الخضراء والحفاظ عليها، بعد أن منع الأهالي من الاقتراب.
لكن بعد حرب تموز ترك الوادي والأحراج المحيطة به في عهدة الأهالي والدولة، ما أدّى الى قطع واحتراق مئات الأشجار المعمّرة، كما عمدت بعض الجرّافات الى جرف ما تيسّر لها من الأشجار، مفسحة المجال لورش البناء الكثيرة التي بدأت تمتدّ الى الوادي ومحيطه.
وزارة البيئة لا تعلم بوجود مثل هذا المنتزه الطبيعي الذي تشرف عليه قلعة "دبيّ" الرومانية المهملة المباحة، التي غابت عن رعاية الدولة واهتمامها قبل الاحتلال وبعده، حتى أن وزير السياحة صرّح مؤخّراً لاحدى وسائل الاعلام بعدم معرفته "بوجود قلعة صليبية اسمها دبي تم تشييدها على أنقاض قلعة رومانية" تتعرّض بدورها منذ التحرير للاعتداءات المستمرّة وسرقة حجارتها.
إلى ذلك، قال رامي ترمس من بلدة طلوسة المجاورة " بعد فتح طريق الوادي منذ عامين، كنا خائفين على الأحراج الكثيفة المتواجدة على الجبال المطلّة على وادي السلوقي ووادي الحجير، فقد سبق أن عمد الأهالي الى جرف وحرق عشرات الأشجار في الجهة الأخرى باتجاه بلدة عيترون، بعد التحرير، وتم القضاء على عذرية الطبيعة الجميلة هناك، وأطاحت الكسّارات بكلّ منظر طبيعي لافت، دون أيّ رقيب أو حسيب، وهذا ما يحصل الأن، لقد بدأت ورش البناء تمتدّ الى الوادي الأخضر، والأشجار المعمّرة يعمد الى قطعها، والحرائق تبتلع ما تيسّر لها من الأشجار، رغم وجود القنابل العنقودية".
ويبيّن أحد أبناء بلدة قلاوية أن "العديد من الأهالي، باتوا يقصدون الأحراج هناك، فيقطعون ما تيسّر لهم من جذوع الأشجار وأغصانها، ويعمدون اما الى بيعها أو الاحتفاظ بها الى موسم الشتاء"، وكثيراً من الحرائق مفتعلة للسببب عينه، ورغم ذلك لم يلتفت الى هذا الواقع أيّ من المعنيين، رغم أن الدولة وبعض المجالس البلدية ومن يموّلها يدفعون مئات الآلاف من الدولارات لانشاء الحدائق العامة وزرع الأشجار، في حين أن المنتزه الطبيعي الوحيد الذي يقع ضمن نطاق أكثر من 7 بلدات جنوبية مهمل ومتروك ومباح".
ويذكر أن طريق الوادي الذي تطلّ عليه هذه الأحراج تمّ تعبيده منذ عامين على نفقة الصندوق الكويتي للتنمية، وأصبح معبر الأهالي الرئيسي في قرى وبلدات بنت جبيل ومرجعيون للوصول الى نهر الليطاني ومدن النبطية وصيدا وبيروت، وباتت ظلال الأشجار هناك مقصد المتنزّهين الكثر، الذين قتل وجرح عدد منهم بسبب انفجار القنابل العنقودية، التي أعتبرها البعض الوسيلة الوحيدة التي تردع المعتدين على البيئة هناك، الى أن تحرّك وزارة البيئة ساكناً.

السابق
النابلسي: يثمن جرأة أردوغان في الوقوف إلى جانب الشعب البحريني
التالي
شَحن البطاريات في ثوان معدودة!