فيفو : لا تقعوا في فخّ «الحاقدين»

إنّه زمن نجوم مواقع التواصل، وآخرهم فيفو الذي حصد شهرة واسعة بسرعة البرق. منذ مدّة، ينشر فيفو على “إنستغرام” أشرطة فيديو قصيرة، ضمن سلسلة بعنوان: «مثلنا لليوم». تعتمد الأشرطة على نسق واحد، إذ تبدأ بإلقاء التحيّة («هاي»)، يليها شرح بسيط للرسالة المرغوبة من المثل، يليه مثل شعبي، والختام مع «هاشتاغ» يتناسب مع طبيعة ما سبقه. في كلّ فيديو، يطلّ فيفو بأزياء مختلفة، كما يحرص على التبرّج بشكل خفيف، وتغيير أماكن التصوير، فحيناً يقف على جسر، وحيناً يقود دراجة هوائيّة، وحيناً يدخّن النرجيلة، وحيناً يلاحق طيور الحمام.

تنوّعت أمثلة فيفو، ويبلغ  عدد الأشرطة المنشورة عبر قناته الرسميّة على “يوتيوب” نحو 50 شريطاً،  معظمها مخصَّص للأمثلة وما يرافقها من «هاشتاغات»، وما تتضمّنه من رسائل مبطّنة. من بين الأمثلة «لا تعيرني ولا عيرك الهم طايلني وطايلك»، مرفقاً بعبارة «زحّط» كـ«هاشتاغ». ومنها أيضاً: «الدجاجة ما بتبطّل كارها، لو حتى قصرولها منقارها»، مرفقاً بوسم «بقبقيق». معظم الأمثلة تأخذ شكل الردّ المبطّن على من يوجّهون النقد لفيفو على مواقع التواصل بسبب أسلوبه الجريء. ومن بينها مثلاً ما يوجّهونه لمن يضمرون الشرّ له، عبر الدعاء، فيقول: «ألف دعوة ما مزقت قميص وألف زلغوطة ما جوزت عريس»، مرفقاً ذلك بوسم «ليليليش».

لكن من هو فيفو؟ وما الذي دفعه إلى خوض تجربة الأمثال الشعبيّة على مواقع التواصل؟ اسم فيفو الحقيقي هو فراس، ويقيم في مدينة نيويورك الأميركية منذ خمس سنوات، حيث يمارس مهنتـه في فـنّ التبرّج. يقول في اتصال مع «السفير» إنّه يفضّل عدم اسـتخدام اسمه الحقيقي، لأنّه من الصعب على الأميركيين لفظه بالشكل الصحيح. يرحّب بأسئلتنا، لكنّه لا يتردّد بمقاطعتنا بين الفينة والأخرى، لتطعيم كلامه بـ«هاشتاغ» جديد.

يخبرنا انّ اهتمامه بالأمثال الشعبيّة قديم، إذ إنّه يطلقها دائماً أمام أصدقائه وعائلته، حتى أنّ أحدهم اقترح عليه أن يجمعها في كتاب. وبدأت تجربته في «عام الشهر»، حين قرّر مرّة تصوير مثل شعبي، فظهر في النادي الرياضي وهو يقول: «القافلة تمشي والكلاب تنبح». انتشر الفيديو بسرعة على مواقع التواصل، إذ استفاق على كمّ هائل من التعليقات عليه. يقول: «لم افهم حجم الأمر بدايةً، لكنّي اكتشفت أني أصبحت نجماً بكل ما للكلمة من معنى». بعد ذلك كرّت السبحة، وصوّر فيفو عشرات الأمثلة، مع فكرة جديدة في كلّ فيديو، ووسم «جارح» أكثر من الذي سبقه. وبالرغم من إطلاقه الأمثلة باللهجة اللبنانية، يقول فيفو إنّ لديه معجبين من كلّ أنحاء العالم، إذ إنّه فوجئ كما يخبرنا، بفيديو لموظفين في شركة أميركية عالمية يوجهون له تحية باللغة الانكليزية قائلين: «فيفو، نحن نحبك».

يقول خبير التجميل إنّ بعضهم استغلّ شهرته، وبدأوا بفبركة حسابات كاذبة باسمه. «قرّرت الاستمرار في إطلاق الأمثلة رداً على كل مَن ينوي الإساءة لي، أو يسعى إلى تشويه صورتي»، يقول، مؤكّداً أنّه يستعدّ لتصوير نحو 65 مثلاً جديداً، سيطلقها على مواقع التواصل تباعاً. بالرغم من اتساع شهرته، يؤكّد فيفو: «لا أبالي بكلّ هذه المسألة، وقد اعتذرت من وسائل إعلام عدة لعدم قدرتي على السفر إلى لبنان، لأكون ضيفاً على برامجها، وأفضّل التركيز على عملي كخبير تجميل، لأنّه يتطلّب الكثير من الوقت».

لن يتوقّف فيفو عن إطلاق أمثلته اليوميّة التي حصدت له متابعين بعشرات الآلاف على «إنستغرام». لكنّه يحذّر متابعيه من «الوقوع في فخّ الحاقدين»، ويدعوهم لمتابعته على صفحاته الرسميّة. وقبل إنهاء الاتصال، يعتذر فيفو من الـ«فانز»، لأنّه سيغيب لثلاثة أيّام (بدءاً من الأمس)، حدادا على وفاة والدة أعز أصدقائه. وينهي حديثه لـ«السفير» قائلاً: «أنا الأصلي والباقي كلّه تقليد».

السابق
1000 قتيل من «داعش»بسبب خيانة
التالي
جنبلاط يتودّد للنّصرة بعد تراجع قوّة حزب الله‎