الهجوم الاسرائيلي على المواقع الايرانية في سوريا: هل انتهت الحرب بالوكالة؟

اسرائيل
أمام التطورات الميدانية والضربات المتبادلة بين إسرائيل وسوريا، هل المنطقة على أبواب الحرب؟ أم أن ضربات إسرائيل هي إستباقية لمنع "الحرب الكبرى"؟

شهدت منطقة الحدود السورية مع فلسطين المحتلة أحد أعنف المواجهات الإسرائيلية – السورية منذ عام 2011، مع إستهداف المقتلات الإسرائيلية لعشرات المواقع العسكرية التابعة لفيلق القدس الإيراني داخل سوريا، وذلك بعد إتهام تل أبيب للأخير بإستهداف الجولان السوري المحتل بأكثر من عشرين صاروخا بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس.

وكان اللافت، أن حالة التأهب رُفِعت داخل إسرائيل، قبل يومين مع إتخاذ إسرائيل خطوة غير مسبوقة بإصدار أوامر للسلطات في الجولان بإعداد ملاجئ للمدنيين للحماية من القنابل، بعد تقارير عن “أنشطة غير معتادة” من قبل قوات إيرانية في سوريا.

اقرأ أيضاً: نتنياهو «يفجّر المفاجأة» ويكشف عن منشآت ايرانية لانتاج قنابل نووية

وقد هدّد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان “إعادة سوريا وإيران ولبنان إلى العصر الحجري بعد هذه الحماقة التي إرتكبوها” على حد قوله . مؤكدا أن “إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا، متأملا أن يكون “هذا الفصل قد انتهى”.

بدورها أعلنت دمشق أن الجيش السوري أسقط عشرات الصواريخ الإسرائيلية، مشيرة في الوقت ذاته أن بعضها استهدف مواقع عسكرية لم تحدد مناطق تواجدها. إلى ذلك نفت إيران أن تكون من نفذت الهجوم الصاروخي على الجولان، مؤكدة أن الجيش السوري هو من قام بها.

وأمام هذه التطورات الميدانية، هل المنطقة على أبواب الحرب؟ أم أن ضربات إسرائيل هي إستباقية لمنع حرب كبرى يتوقعها المراقبون منذ سنوات؟ وهل يرتبط هذا التطور بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي النووي مع إيران؟

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع العميد الركن الدكتور هشام جابر، رئيس “مركز الشرق الأوسط للدراسات” الذي أكّد أن “كلمة حرب عنوان كبير ، ويمكن تسمية ما يحدث بمناوشات أو حروب بالوكالة”.

مشيرا إلى ان هدف إسرائيل “من ضرب المواقع الإيرانية في سوريا ثلاث مرات خلال ثلاثة أسابيع هو إختبار للردّ الإيراني، مشيرا إلى أن إيران لا تفتعل حرب هي صبورة إلا أنها لا بد من أنها تردّ في مكان ما”.

العميد الدكتور هشام جابر

كما رأى أن “الوضع سيبقى على حالة من الآن حتى تقرير إيران إن كانت سوف تبقى بالإتفاق النووي، نظرا لأننا اليوم نشهد معركة دبلوماسية ساحتها أوروبا، وفي حال خرجت إيران من الإتفاق يمكن أن تصبح المعركة عسكرية ساحتها الشرق الأوسط”. لافتا “لا يجدر بنا إستباق الأمور. إلا أنه في الوقت نفسه رأى أن إيران وحتى إسرائيل ليس لديهما مصلحة بنشوب حرب شاملة في المعركة لأن نتائجها سوف تكون مدمّرة”.

هذا وربط جابر إعلان “نتنياهو قبل أيام بأن إيران تسعى لإستكمال منظومة صواريخ تستطيع أن تدمّر إسرائيل وبين الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية، مشيرا إلى أن إسرائيل تشن ضربات إستباقية تدخل في باب الحرب الوقائية”.

هذا وإستبعد أن يحدث حرب شاملة مشيرا إلى أن “إيران ردّت من الجولان ولم ترد من لبنان، وهذا يعني أن فتح الجبهة من جنوب لبنان يعني دفع إسرائيل إلى حرب كبرى على لبنان تمتد إلى الجبهة الشمالية في سوريا”. لافتا إلى أن الرد “الفعل الإيراني حتى الآن محدود”.

وختم جابر بالتأكيد على أن “حرب إقليمية في المنطقة غير واردة لأنها ليست لمصلحة أحد، فالصراع يحدث الأن على حافية الهاوية أما الإنزلاق إلى القاع، معتقدا أن “هناك من يأتي ليضبط الأمور في اللحظة الاخيرة”. مشيرا أن روسيا لها الدور الأوّل في ضبط الإيقاع”.

من جهة ثانية، تحدثت “جنوبية” مع أستاذ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية الدكتور خالد العزي الذي أكّد أن “الضربات لا علاقة بها بالإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي، أما ما يجري في سوريا اليوم فهو عبارة عن حرب إستباقية بين الإيرانيين والإسرائيليين، لأن تل أبيب ترى انها في هذه اللحظة تستطيع تسديد ضربات موجعة للإيراني في سوريا كي لا يتمكن من إقامة تموضعه الجديد المرتبط ببناء ترسانته الصاروخية التي تعتبرها إيران بمكانة قوّي وردع ومكانة تهديد له”.

اقرأ أيضاً: إلغاء الاتفاق النووي يهدد بعودة شبح الحرب إلى لبنان والمنطقة

هذا وأشار أن “إسرائيل يسدد لها ضربات موجعة بمعرفة الروس، مشيرا إلى الصواريخ الإسرائيلية طالت حمص وقواعد إيرانية في الكسوة، وفقا لبنك معلومات نشر وحدّد لإسرئيل وهي المطارات الخمس وبعض القواعد التي تعتبرها إسرائيل فيها تسخير وتواجد للترسانة الصاروخية”. لافتا إلى أن بالفكر الإيراني بناء الترسانة الصاروخية الإيرانية تشكل بحد ذاتها تهديد لإسرائيل. والأخيرة تستطيع اللعب بالهامش الفارغ لأن قدرة إيران على الردّ ضعيفة إضافة إلى أن وجودها في إيران غير شرعي إضافة إلى أن المعلومات الإستخبراتية التي وضعها نتنياهو بيد العالم أن إيران تبني ترسانتها الصاروخية وعلى هذا الأساس أخذ نتنياهو تفويض من البرلمان بإتاحة المهمة أمامه بالضرب السريع من دون الإنتظار الإجتماعات”. مؤكدا أن “الضرب الإسرائيلي يأتي في وقت تقوم إيران يوميا بإرسال صواريخ وذخيرة وطائرات بدون طيارين وقطع تكنولوجية إلى سوريا لإقامة قواعد قوية، لذا تعتبر إسرائيل أنه اليوم وليس غدا يجب منع إيران من تثبيت نفسها في سوريا وهو فرصة لها بمنعها من التمدد”.

وأكّد العزي أن “ليس هناك حربا، فما يجري هو عبارة عن فعل ورد فعل لأن هناك ضوابط للقواعد بوجود أميركا وروسيا”.

وعن زيارة نتنياهو لروسيا قال العزّي إن “الهدف منها توجيه رسالة وإعلامهم أنه سوف يضرب القواعد الإيرانية، وبالتالي لم يكن هناك أي إعتراض لأن روسيا تعتبر أن الوجود الإيراني أصبح عبئ على عملية التسوية. خصوصا أن إيران لم تعد تناقش بمدى حصتها في سوريا بقدر ما تتحدث عن مشاريعها وتدخلها في المنطقة كاملة”.

السابق
الشامسي والبخاري هنّآ المشنوق على إنجاز الانتخابات النيابية
التالي
من المسؤول عن خسارة أمل أبو زيد في جزين – صيدا: التيار أم الثنائية الشيعية؟