جبران باسيل هاجم «أمل» وانتقد «حزب الله» ماذا بعد؟

جبران باسيل
في الذكرى الثانية عشرة لتحالف حزب الله– التيار الوطني الحرّ في العام 2006، اهتزت الشباك قليلا جراء تصريح الوزير جبران باسيل لـ"المغازين". فهل من اهداف يسعى إليها باسيل بعد تصريحه الناري في "محمرش" البترونية.

على ما يبدو ان لبنان دخل مرحلة جديدة قد يتبعها تبّدل في التحالفات على ضوء هذه التصريحات الإعلامية “الباسيلية”. ففي وقت لم تخمد بعد نيران شريط “محمرش” ضد الرئيس نبيه بريّ ظهر تسجيل جديد للوزير جبران باسيل مع مجلة «ماغازين» اللبنانية، وتناول فيها «حزب الله» بالإنتقاد.

وأكدت معلومات موثوقة انّ تواصلاً تمّ بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ على خلفية هذا الكلام لاستيضاح موجباته وخلفياته. وقد عكس حزب الله عدم ارتياحه الى هذا الكلام، لكن فضّل عدم الادلاء بموقف.

اقرأ أيضاً: بعد حركة «أمل» باسيل ينتقد «حزب الله» .. زلات لسان أو رسائل للخارج ؟

فما هي الإشارات التي يريد الوزير جبران باسيل إرسالها عبر تعكير الجوّ مع حركة أمل اولا، ومع حزب الله ثانيا، رغم خطورة اللعب بالوضع الداخلي؟ في هذا الاطار، يقول المحلل السياسي الدكتور نسيب حطيط، لـ”جنوبية”: “بالنسبة للاشارات وباتجاه من فالوزير جبران باسيل هو الذي يعرف، اما بالنسبة لما قاله بالشأن المستّجد تجاه حزب الله اعتقد ان هذا هو الموقف الرسمي. وعمليّا ان التحالف الاستراتيجي مع حزب الله حول اسرائيل لا خلاف حوله. لكن داخليا لا تطابق حول المسائل الداخلية لعدة اعتبارات، خاصة ان لكل منهما اختلاف بوجهات حول بناء الدولة. فالحزب عنده أولوية حماية لبنان، اما باسيل فعنده أولوية استرجاع حقوق المسيحيين وفق وجهة نظره”.

ويضيف حطيط “الأمر الثاني، ثمة اختلاف بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله من جهة، والتيار الوطني الحرّ وحركة أمل من جهة ثانية، حول تفسير الدستور وموضوع اتفاق الطائف، فيما يخصّ التوظيف في جميع الفئات، ما عدا وظائف الفئة الاولى. وهناك اتفاق على المناصفة، فاذا اغمض الشيعة عينيهم عن المباريات فيما يخّص الوظائف حول الدرجة الثانية، فذلك لكونهم يراعون المسيحيين، لكن لا يحق لهم ذلك”.

ويلفت الى ان “المشكلة اذا كان عدد الولادات منذ 15 سنة عند المسيحيين أقل من الولادات عند المسلمين، هنا تصبح المناصفة غير متساوية، لأنه وفق قانون الانتخابات الجديد ازداد عدد الناخبين الشيعة 300 ألف، وعدد الناخبين السنّة 300 ألف، اما عدد المسيحيين فقد ارتفع حوالي 100ألف فقط. لذا نقول ان المصارحة مطلوبة، فإما ان يُغيّر المسيحيون فلسفة الولادات لديهم، أو ان يُغيّر المسلمون منطق الولادات لديهم. وأنا ارى أن ما يقوله الوزير جبران باسيل حول الوظائف في الدولة فهذه وجهة نظره وخاضعة للنقاش”.

ويُشدد الباحث نسيب حطيط، على ان “ما قاله باسيل حول العلاقة مع حزب الله لمجلة “ماغازين” ليس بزلّة لسان بقدر ما هي قناعة. ومن حقه ان يقول ذلك، وان كنا لا نوافقه الرأي، ولكن باللحظة نفسها نقول ما قاله الامام الصدر ان “نحوّل العرف الى دستور فنحن جاهزون”. ولكن اذا تقدّم منطق تطبيق الدستور، كما يقولون، فيجب الا يقلقوا وعلى الشيعة ان يقبلوا بذلك”.

اما بالنسبة للمناكفة مع حركة أمل، فبرأيه “ستكون مستقبلا أكثر حدة بسبب إدارة الحركة للملفات الداخليّة، ولان الرئيس نبيه بري هو المسؤول عن هذا الملف داخل الدولة اللبنانية شيعيّا، ولو كان حزب الله هو المُمسك بالملف الاداري فكان الاختلاف والتصادم سيقع مع الحزب”.

ويختم الدكتور حطيط، قائلا “بخصوص تصريح باسيل السابق لمحطة “الميادين”، أنا ارى ان هذا الجيل ترّبى على ان اسرائيل ليست بعدو كما نفهم نحن نتيجة الحرب الاهلية، ولابد من استعمال النفس الطويل لنقنع الطرف الآخر ان اسرائيل عدو، وهذه العملية تحتاج وقتا، واذا كان هناك التباس عند البعض، فمن واجبنا كمقاومة ان نُحسن السبيل لاقناعه، ونُحسن طريقة جذبه، مثلما فعل الامام الصدر في سبعينيات القرن الماضي حين وقف ضد عزل المسيحيين حتى لا يقعوا فريسة بيد اسرائيل”.

من جهة، يرى المحلل السياسي، سركيس ابو زيد، ان “لا رسائل سياسية من الوزير جبران باسيل باتجاه محدد، بقدر ما انه يملك من الازدواجية ومن المعايير المتباينة والمتعددة الى حد التناقض. فالذي يعمل خطابا بهذا المستوى من العنف الثوري في الجامعة العربية، لا يتلائم مع تصريح قناة “الميادين” ان لا خلاف عقائدي مع اسرائيل، وهناك تناقض في المنطق، وهو يعتمد منطقا فوضويا دون أي ترابط أو ابعاد متساوية. وهو يعمل بخلاف التحالف الاستراتيجي مع حزب الله، ولكن لا يؤدي الى خلاف مع حركة أمل. وانا تناقضا في تصريحه لـ”المغازين” ايضا. ففي البداية هناك في تأييد سياسة حزب الله الاستراتيجية، ومن جهة ثانية يقول انه هناك خلاف حول بناء الدولة”.

اقرأ أيضاً: انتقاد باسيل لحزب الله: ترجمة خاطئة أم حسابات مدروسة؟!

ويتابع ابو زيد بالقول “وهو نفسه قد تراجع عن “الإبراء المستحيل” الذي أعدّه ضد الرئيس فؤاد السنيورة، وهذا ما يتناقض مع الخط الإستراتيجي الذي يسير به، ويتنازل عنه ايضا فيما يخص فلسفة محاربة الفساد وبناء الدولة”.

سركيس ابو زيد
سركيس ابو زيد

وهو”لا يسمح لنفسه بالاختلاف مع حليفه الماروني أي القوات، في الوقت الذي يحاول خلق تباين في تحالف حزب الله مع الطرف الشيعي الثاني. وهذا منطق متناقض. فهل هو مقصود؟”.

ويختم سركيس ابو زيد “ان ذلك تقليد للوزير وليد جنبلاط في صورة من الصور، لكنه تقليد غير ناجح. فهو استفز المسيحيين ايضا بقوله انا سأنسيكم بشير. فبرأيي هو شخص غير ذكي، كونه يتلاعب بالسياسة، لدرجة ان كل المتناقضين سياسيا أجمعوا على الوقوف ضده لدرجة انه شق التيار الوطني الحر مؤخرا”.

فهل يظهر على المدى الطويل سرّ هذه الرسائل السياسية العشوائية للوزير جبران باسيل ام أنه تناقض ذاتي قد تصل شظاياها الى قصر بعبدا؟

السابق
المشنوق وافق على الوثيقة البيروتية ودعا إلى العمل بدل الشكوى
التالي
تدخّل دولي مرتقب لنزع فتيل «حرب نفطية» بين لبنان واسرائيل