تحالف السلطة الشيعية جنوبا يقابله حراك اعتراضي بعناوين يسارية وتقليدية ومستقلة (1)

الانتخابات النيابية
كيف تتحضر القوى المعارضة للإنتخابات النيابية، في ظلّ غياب الديموقراطية والواقع الطائفي الذي فرضته السلطة عبر القانون "النسبي" الجديد؟

هل تجري الإنتخابات النيابية في موعدها، أم تؤجّل ويمدّد للمجلس النيابي الحالي؟ سؤال يجري تداوله في السوق السياسي. وخصوصًا بعد تكاثر الحديث عن تعديلات تطرحها أطراف سياسية متباينة، وبعد تصاعد حدّة النزاع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول مرسوم أقدمية الضباط والذي بات جمراً تحت رماد.

اقرأ أيضاً: خصوصية الصراع الانتخابي في صيدا: ثقل سني سياسي وديمغرافي في الجنوب

وتغيب الديمقراطية الحقيقية عن الإنتخابات النيابية التي تجري بين كتل طائفية تستخدم خطابات تصعيدية ضدّ بعضها. وقد أصدرت مجلة “شؤون جنوبية” عددا خاصا عن الإنتخابات النيابية في الجنوب، العام الماضي، وسلّطت الضوء على غياب الديمقراطية وغياب الساحات المتوازنة عن كل الأطراف المتصارعة.

وتأتي الإنتخابات هذا العام وفق قانون إنتخابي جرى تخييطه وفق مصالح كبار الناخبين وليضمن السيطرة الدائمة لزعماء الطوائف ومن يواليهم.

في الجنوب، قسّمت الدوائر بطريقة فريدة، فالدائرة الأولى وسميت الدائرة الأعجوبة تضمّ مدينة صيدا وقضاء جزين حيث لا رابط جغرافيا بينهما. إذ يفصلهما قرى قضاء صيدا الذي ضمّ لقضاء صور، وفجأة تحوّلت محافظة النبطية إلى دائرة إنتخابية واحدة.

هذا وتضمّ الدائرة الأولى خمسة نواب تتوزع على الشكل التالي: نائبين سنة ونائبين موارنة ونائب واحد كاثوليك. وتضم الدائرة الثانية سبعة نواب شيعة ونائب واحد كاثوليك.

أما الدائرة الثالثة فتضم أحد عشر نائباً، ثمانية نواب شيعة، نائب سنّي، نائب درزي ونائب ارثوذكسي.

وفيما تنشغل القوى الطائفية السلطوية بتوزيع الحصص واختيار المرشحين الأكثر ولاء في الدوائر الثلاثة المذكورة. فإن قوى المعارضة بتلاوينها كافة تبدو وكأنها في خبر كان، فما زالت تناقش إمكانية الترشح وشروطه وسقفه وحدود التفاهمات التي يمكن التوصل إليها فيما بينها.

المعارضة لقوى السلطة متفاوتة ويمكن تسليط الضوء عليها كما يلي:

الأولى – مجموعة سياسية ديموقراطية صغيرة ضعيفة التأثير يتراوح رأيها ما بين المقاطعة أو الانتخاب بورقة بيضاء إو خوض معركة انتخابية بعدد من المرشحين ذوي الآراء إلى سمة وهي تحاول البحث عنهم ضد أحزاب السلطة ومن يعارضها من نفس الموقع الطائفي. حجّة هذه المجموعات أنها تحاول تأسيس تيار سياسي ديموقراطي علماني مستقل يخوض معارك بناء حركة شعبة خارج الطوائف ومعركة الانتخابات هي إحدى هذه المعارك وليست الوحيدة، ويتوقف مع هذه المجموعة ما تبقى من منظمة العمل الشيوعي التي أصدرت بياناً بهذا الخصوص.

الثانية: الحزب الشيوعي اللبناني وقوى اليسار الأخرى: أصدر الحزب الشيوعي بياناً دعا قوى المواجهة التغيير للمشاركة في هذه المناسبة ضد قوى السلطة وأحزابها، لكن اللافت للنظر، أحد بنود البيان الذي يدعو الحزب فيه إلى بناء تفاهمات مع قوى ومعارضة لقوى السلطة، من دون تحديد موقعها السياسي وسقف معارضتها. وتشير معلومات أن هناك قوى داخل الحزب الشيوعي اللبناني تعرف بإسم جماعة خالد حدادة تدعو إلى مقاطعة الانتخابات بوسائل مختلفة لأنها وحسب المعلومات لا تثق أن قيادة الحزب المالية قادرة على خوض معركة انتخابية مستقلة عن قوى السلطة في مناطق مختلفة من لبنان. كما برزت مواقف متباينة من منظمات الحزب في الجنوب، ما يطرح علامة تساؤل عن المسلك الذي سيسلكه الحزب جنوباً. مثلاً فإن منظمة الحزب في قضاء الزهراني تدعو إلى المشاركة عبر مرشحين غير متناغمين مع قوى التحالف السلطوي (الثنائي الشيعي) وتلتقي بموقفها مع المجموعة الأولى التي أشرنا إليها. في حين أن موقف منظمة الحزب في قضاء صور يدعو إلى بناء تفاهمات مع عدد من المرشحين المعارضين أمثال رياض الأسعد وغيره. كما ان الحزب وحتى اللحظة ما زال في طور الاتصالات التي يجريها مع قوى معارضة مختلفة في أنحاء مختلفة من الجنوب.

اقرأ أيضاً: انتخابات جزين… تحالفات الخصوم تربك الحلفاء!

3 – قوى سياسية تقليدية وهي ضئيلة ولم يبرز حتى الآن معارضة جدية للثنائي الشيعي في الجنوب سوى ما يجري ترتيبه في دائرة النبطية – بنت جبيل – حاصبيا ومرجعيون من قبل تيار أحمد الأسعد، فيما يدور حديث عن ترشح السفير السابق خليل الخليل في صور ولم ترشح أي خطوات تنفيذية من مجموعات شيعية معارضة نحو المشاركة من رفع وتيرة المعارضة لأحزاب السلطة في الجنوب.

(أما تفاصيل التحالفات في الدوائر الجنوبية سوف يجري نشرها في الجزء الثاني).

السابق
بين المنع والممانعة: هل فتح المشنوق معركة الحريات؟
التالي
حكم «العسكرية» «الخطير» بسجن حنين غدار يتزامن مع الذكرى العاشرة لأحداث مار مخايل