بعد هزيمته في سوريا والعراق: داعش سيظهر من جديد…

في مقالٍ لاقى صدى واسعاً في اوساط المتسائلين عن مصير مقاتلي داعش الذين اختفوا بعد الاعلان عن هزيمة التنظيم الإرهابي في العراق وعن قرب نهايته في سوريا، نشرت مجلة "فورن افيرز" مادة ترجح فيها ظهور تنظيم داعش من جديد في السنوات القادمة.

بحسب ما جاء في المقالة، فإن الولايات المتحدة الاميركية تبدوا اكثر استقراراً واطمئنانا مما كانت عليه في السابق بعد إندحار تنظيم داعش، إلا ان هذا الوضع لن يستمر طويلاً.

يقول المقال أن تنظيم داعش ليس الأول من نوعه الذي يظهر ثم يختفي، فهو مثل بقية المجموعات سعت لإنشاء الدولة الإسلامية او ما يطلق عليه اسم دولة الخلافة وفشلت في ذلك.

يشير المقال، ان كل التنظيمات الارهابية التي فشلت في تحقيق الامارة الاسلامية تجد ان الولايات المتحدة الاميركية هي السبب الرئيسي في فشل تحقيق طموح السيطرة، وكان اخرها تنظيم داعش، ويوجد عشرات التنظيمات الاخرى التي تستعد لان تقوم بما قامت به داعش وان تحل محل التنظيم الارهابي.

اقرأ أيضاً: «داعش» في حلّة جديدة!

“تشير فورن افيرز” أيضا، إلا ان المجموعات السلفية الجهادية في سوريا شكلت 70% من المجموعات العسكرية المقاتلة في صفوف المعارضة السورية، رغم القضاء على التنظيم، ولكن لم يتم تجفيف منابعه وهي الاسباب التي تولد التطرف والارهاب. وتؤكد المجلة الاميركية على وجود مئات المقاتلين المستعدين لتقديم حياتهم فداء لعقيدة التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وهي تتأهب للقتال مجدداً في اي مشروع لإقامة الدولة الإسلامية من جديد.

وترجح المجلة، ان يستغل المتطرفون والخلايا الارهابية النائمة، الحروب الأهلية المندلعة في عدد من الدول العربية لتحقيق أهدافهم. وبحسب المجلة يعد تنظيم داعش اكثر من أجاد إستغلال الحروب الأهلية وتمرس بها من أجل نشر فكره وعقائده وبنيته الإجتماعية.

في مقلب اخر كتب الصحافيان الاميركيان بنجامين باني وباتريك جونسان، مقالاً حمل عنوان “عودة مرتقبة لداعش”، وبحسب المقالة فإن الانتصار الذي اعلن عنه في العراق وسوريا ليس مكتملا، وسيتعرض لتحديات خطيرة في المستقبل، واخطرها إمكانية توليد داعش لنفسه في العراق وسوريا مجدداً، فهذا التنظيم لا يصبح قوياً إلى بعد موته.

بحسب الكاتبان فإن اهداف داعش رغم خسارته للموصل والرقة، لم تتغير، بل ستتمتع بصلابة اكبر في المستقبل، ويشيران إلى مراسلات تمكنت الأجهزة الامنية من رصدها لعناصر من داعش.

تعود المراسلات إلى عام 2008، ويتحدث فيها قادة من داعش عن اختبائهم في محيط الموصل وتمكنهم من تجنيد مقاتلين، رغم اختبائهم في الكهوف او اماكن تحت الأرض، وحقق التنظيم اهدافا عدة في اللحظة التي تحول فيها نحو تكتيك “الخلايا النائمة”.

ويلمح الصحافيان إلى وجود مستفيدين من التنظيم، خصوصاً القوى الاقليمية التي حاولت تغليب الشيعة على السنة، وتمكن التنظيم من إثارة المزيد من النعرات الطائفية بين السنة والشيعة، وجعل عددا كبيرا من السنة العراقيين والسوريين يشعرون ان داعش هو املهم الوحيد للتخلص من سطوة الشيعة على الحكم.

ويشير الصحافيان إلى شخصية ابو بكر البغدادي الذي نفذ استراتيجيته وهو يعمل تحت الارض، واعاد بناء الفكر الجهادي وحين اكتملت رؤيته وقوته العسكرية اعلن عن اقامة الامارة التي ضاهت مساحتها بريطانيا العظمى عام ٢٠١٤.

اقرأ أيضاً: من هم أصحاب «الرايات البيضاء»…الذين خلفوا داعش؟!

يقول التحقيق الذي اجراه بنجامين بالي وباتريك جونسان ان التنظيم فقد اراضيه ولكنه يمتلك آلاف المقاتلين المؤمنين بصلب عقيدة داعش، ويرسل بين الحين والاخر التنظيم الارهابي رسائل مفادها انه موجود كأن يتبنى تفجير هنا او هناك، او يقود عمليات عسكرية صغيرة جداً ضد مراكز امنية، ومن العوامل التي ستؤدي الى عودة التنظيم مجدداً، نوع الحكم في العراق وسوريا، والخسارة التي ألحقت بالسنة، وعدم معرفة متى ستنتقل عملية الإعمار الى المناطق الشاسعة التي طالها الدمار.

وفي العاشر من الشهر الحالي اعلنت وكالة رويترز عن دخول مقاتلين لداعش الى مدينة ادلب بعد إشتباكهم مع فصائل إسلامية اخرى، وجاءت المعارك هذه بعد إعلان الجنرال في الحرس الثوري قاسم سليماني القضاء نهائياً على داعش في سوريا والعراق.

السابق
التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات في ملف هنيبعل القذافي، تحمل مفاجآت للنظام السوري
التالي
نيويورك تايمز تكشف خفايا إقامة الحريري في الرياض: عومل كموظف سعودي