إدلب تتجنّب المعركة و«فتح الشام» تبدأ بحلّ نفسها

ادلب
تبدو الاجواء المحاط بها حزب الله وكأنها تتهيأ لطي مرحلة الحرب السورية، أو أقله تثبيت الوضع القائم الى ان تتجهز التسوية السياسية الكبرى المرتقبة لحل النزاع السوري الدموي حزب الله.

فيما تترقب الدول ايفاء امين عام حزب الله بوعوده التي قطعها بالإنسحاب من سوريا، فإنّ الأنظار توجهت بالمقابل نحو محافظة إدلب، المدينة السورية التي استُخدمت كمحطة تجميع للمقاتلين والمُرحلين قسراً، يُحاط بظروفها العسكرية أسئلة عدة، خصوصاً أنّ أغلب الترجيحات في السابق، أشارت إلى فرضية ان يكون مصير ادلب مشابهاً لمصير حلب الشرقية.

في السابق رفضت ايران ومعها النظام السوري التفاوض مع الفصائل المسلحة التي اجبرت على مغادرة مناطقها والإقامة قسراً في محافظة ادلب، إلى حين ينجلي الضباب الذي يسمح لاحقاً بفتح باب التفاوض بين تركيا وايران وروسيا من اجل تقرير مصير ما تبقى من الفصائل السورية، وتسوية وضع المجموعات المسلحة المندرجة على لائحة الإرهاب العالمي، ومن بينهم جبهة فتح الشام (جبهة النصرة).

ولكن يبدو ان باب التفاوض فُتحَ، مصادر متابعة لنشاط حزب الله العسكري في سوريا، تحدثت عن «طبخة» تسوية مقبلة بين إيران وتركيا، وثمة معلومات تؤكد أنها قد تجد طريقها الى النور مطلع عام 2018. فرغم تلويح المحور السوري الإيراني، بالخيار العسكري للقضاء على ما تبقى من فصائل معارضة، ومجموعات إسلامية متشددة، إلا أن مصادر مقربة من حزب الله قالت لـ«جنوبية»، أن لا معركة عسكرية مطروحة لحسم ادلب، على غرار ما حصل في حلب الشرقية، والغوطة والمناطق الحدودية السورية اللبنانية، وان ثمة حركة تفاوضية نشطة بين انقرة وطهران.

اقرأ أيضاً: الميليشيات العراقية تحلّ نفسها… فهل يحلّ حزب الله نفسه؟

وتشير المصادر، إلى أن “فتح الشام” الفصيل الاقوى في مدينة ادلب، بدأ بحلّ نفسه، ويعيد توزيع عناصره ضمن فصائل جديدة، لا تحمل اسماءها أي دلالة إسلامية استعداداً لأي حل للوضع القائم في ادلب. وبحسب المعلومات، فان تسوية الصراع في ادلب، يتطلب من تركيا قبول شروط ايران بحل عدد من الفصائل وإدخال مقاتليها ضمن صفوف الجيش السوري.

في المقابل رجحت المصادر ان يباشر حزب الله تفكيك مواقعه التي انشأها في محيط المدينة التي يجتمع بها مقاتلو المعارضة السورية، وذلك كبادرة حسن نيّة ايرانية تجاه الأتراك.

السابق
في بريطانيا: أطفال يدمنون على القمار بسبب هذه الألعاب
التالي
حزب سبعة يدعو لخطوات حاسمة بموضوع القدس