ماذا ينتظر الحريري بعد عودته من الرياض الى بيروت؟

محمد بن سلمان
ما هي نتائج زيارة الرئيس سعد الحريري الى الرياض وكيف ستتمظهر داخل الحكومة؟

في زيارته الأخيرة الى الرياض التي ما زالت مستمرة حتى الساعه منذ أول أمس، رافق سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية، الكثير من التحليلات، أبرزها انه سيحمل معه عند رجوعه مجموعة مطالب سعودية وعلى رأسها التصعيد بوجه حزب الله.

برأي المراقبين ان الرئيس سعد الحريري لا يمكنه حاليّا تبني الموقف السعودي أو تغريدات الوزير ثامر السبهان وتصريحاته الأخيرة، لأن ذلك من شأنه أن يفجر الحكومة برمتها.

اقرأ أيضاً: لبنان يترقّب وينتظر نتائج زيارة الحريري للمملكة العربية السعودية

كما انه من الممكن ان يُعيد الخلافات في بيروت الى المربع الاول. لان ما أدلى به الوزير السبهان بعد لقائه الحريري، حيث قال “أننا إتفقنا على كل ما يُحقق الصالح العام ومصلحة الشعب اللبناني”. الامر الذي ترك مجموعة التباسات عن كيفية تحقيق هذه المصلحة؟ وهل هي، بحسب السبهان انقلابية؟ ام من خلال سياسة الرئيس الحريري الوسطيّة؟
وبالتفاصيل، ليس من السهل على الرئيس سعد الحريري أن يؤزّم العلاقة مع حزب الله الذي أوصل الرئيس ميشال عون الى الرئاسة في تسوية نفسها قضت بوصول الحريري الى الحكومة بعد فراغ استمر سنتين ونصف تقريبا.

اليوم يتمتع الحريري بعلاقات طيبة مع كل من حركة أمل، والتيار الوطني الحر، والمردة، اضافة الى عودة المياه الى مجاريها مع الوزير وليد جنبلاط مؤخرا. فهذا التحالف المؤيد والمهادن لحزب الله ايضا قادر على عزل الحريري من خلال فرط الحكومة الحالية، كما حصل عام 2011. وذلك بحسب موقع “سفير الشمال”.

لذا، يبدو واضحا أن الحريري في حال قرر السير وفق ما يغرّد به الوزير ثامر السبهان من تغريدات نارية ضد ايران وحزب الله، فانه سيجد نفسه وتياره في موقع متشدد ضدّ شريكه في السلطة، خاصة ان الانتخابات النيابية القادمة باتت على الأبواب، ويحتاج معها الى تحالفات مع مختلف الأفرقاء، بناءا على القانون النسبي الجديد، اضافة الى التبدلات التي تحصل في الاطار الإقليمي والتي سايرها عبر توقيع قرار تعيين سفير لبنان في دمشق سعد زخيا مؤخرا.

وفي حال قرر الرئيس الحريري السير بحسب الرغبة السعودية، فمن سيقف معه؟ تؤكد مصادر سياسية مطلعة، أن الحريري في الوقت الراهن لا يمكنه أن يقدم شيئا للرياض، وسيستمر تصعيد الوزير السبهان، مقابل التزام الرئيس الحريري بشعار النأيّ بالنفس، والتمسك بالتسوية التي يسير لبنان على اساسها منذ عام تقريبا. كما نقل موقع “لبنان 24”.

في حين يرى “موقع المدن” أن ما يمكن لزيارة الرئيس سعد الحريري تقديمه من خلال زيارته الى الرياض – يوم أمس وعلى عجل- عبارة عن مطالب بضرورة تصويب الموقف الرسمي اللبناني تجاه ايران وحزب الله.
لكن من المعروف ان الرئيس الحريري لا يمكنه تقديم أي شيء يمكنه تغيير التوازنات أو قلب الأوضاع في لبنان. الا في حال اتجه نحو قلب الطاولة وتقديم استقالته وهو أمر مستبعد حاليا، لان الرياض نفسها لا تريد ذلك منه.

اقرأ أيضاً: نقاش على ضفاف الضياع السياسي في ظل حكم سعد الحريري (1-3)

اذن، السعودية ماضية في تصعيدها ضد حزب الله، رغم انها تريد الابقاء على الحكومة، وعدم حصول أية مواجهة مع حزب الله، مما يعني ان دعوة الحريري الى الرياض هي للتنسيق في عملية اضعاف حزب الله فقط.
خاصة ان ثمة معلومات تحدثت عن مرحلة مواجهة سيكون لها ارتدادات في لبنان، بفعل بدء مرحلة تقليم أظافر حزب الله في المنطقة.

فبعد عودة الرئيس الحريري الى بيروت، من المؤكد انه سيدعو إلى اجتماع موسع لكتلة المستقبل وكوادر التيار وأعضاء المكتب السياسي، لوضعهم في نتائج الزيارة وتطورات الموقف السعودي وآفاقه، ورسم خطة المرحلة المقبلة، التي ستعمل على التنسيق في عملية زيادة الضغط على الحزب وإيران، وما ستحمله من انعكاسات على الداخل اللبناني.

السابق
سنة من عمر العهد: سياسة المقايضات المفخخة 
التالي
شمخاني: ايران وحزب الله متواجدون في جميع انحاء سوريا ومنها الجنوب السوري