لبنان يترقّب وينتظر نتائج زيارة الحريري للمملكة العربية السعودية

زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري للسعودية تحظى باهتمام بالغ، وذلك مع اشتداد الأزمة بين السعودية وايران، والتخوّف من انعكاس ذلك على الوضع الداخلي في لبنان.

رأت “الجمهورية ”  أنه يُنتظَر أن تدخل البلاد في مرحلة سياسية جديدة مع تبَلوُرِ نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للمملكة العربية السعودية والتي تختلف التقديراتُ في شأنِها ويحاول البعض إسقاطَها على مستقبل الوضعِ الحكومي، خصوصاً إذا استمرّ التصعيد المتبادل بين الرياض و”حزب الله” ومع  ايران عموماً، وما يكون لهذا التصعيد الذي يشهد تناقضات في تفسيره من انعكاسات وتداعيات على الوضع في لبنان والمنطقة.

إقرأ ايضًا: السعودية تستدعي الحريري على وجه السرعة.. وهجوم عنيف على «حزب الله»!

تفاعلت أمس في الاوساط السياسية المحلية المواقف التي اطلقَها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان حول “حزب الله” ومستقبل الاوضاع في لبنان، في الوقت الذي تنتظر المرجعيات الرسمية والقوى السياسية عودةَ الحريري من الرياض لتبنيَ على الشيء مقتضاه في ضوء نتائج محادثاته مع المسؤولين السعوديين، ولا سيّما منهم وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان والوزير السبهان الذي كان له موقفٌ إثرَ اجتماعهما عكسَه في تغريدةٍ “تويترية” قال فيها: “إجتماع طويل ومثمر مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري واتّفاق على كثير من الامور التي تهمّ الشعبَ اللبناني الصالح، وبإذنِ الله القادمُ أفضل”.
في الوقت الذي التقط الحريري معه صورةَ سيلفي نشَرها على حسابه “التويتري” وعلّقَ عليها قائلاً: “إجتماع طويل مع معالي الصديق ثامر السبهان“.
وكان الحريري قد استبقَ هذه التغريدة بنشرِ صورةِ لقائه مع ولي العهد السعودي، وغرَّد قائلاً: “في كلّ مرّة نلتقي بسموّ ولي العهد محمد بن سلمان تزيد قناعتي بأنّنا والقيادة السعودية على وفاق كامل حولَ استقرار لبنان وعروبتِه”.

 

ولفتت صحيفة “النهار ” ان الاشارات القليلة التي صدرت عن اللقاءين توحي بأن المحادثات اتّسمت بعمق وجدية كبيرين لجهة تداول الواقع اللبناني في المرحلة الحالية والخط البياني للتطورات الداخلية في ظل مواقف المملكة من مجريات التسوية الداخلية اللبنانية التي يشكل الرئيس الحريري احدى ركائزها وقت تتصاعد بقوة نبرة التصعيد الخليجي – الايراني وتترجم هذا التصعيد مواقف الوزير السبهان من النفوذ الايراني في لبنان عبر “حزب الله”.  ورأت  أن مناخ لقاءات الرئيس الحريري في الرياض عكس أجواء تفاهم واضحة بينه وبين المسؤولين السعوديين الذين التقاهم ولا سيما منهم ولي العهد السعودي والوزير السبهان المعني بالملف اللبناني.

 

أما “المستقبل” فعلّقت على الردود الفعل السلبية المحلية على المملكة قائلة ” برز خلال الساعات الأخيرة تسعير بعض “الإعلام والأقلام” المحلية نار الحقد والضغينة تجاه المملكة العربية السعودية خدمةً لمشروع مشغليهم المناهض للعرب والعروبة، الأمر الذي توقفت إزاءه كتلة “المستقبل” النيابية مطالبةً بوقف التجني والاتهامات الباطلة ضد المملكة والحفاظ على الحريات العامة ضمن القوانين. ولفتت الكتلة إثر اجتماعها في بيت الوسط أمس إلى أنّ هذه “الحملة السياسية الشعواء التي تشنها بعض وسائل الإعلام والأقلام التي تدور في فلك “حزب الله” والتي تُرَكّز تهجمها على المملكة العربية السعودية وعلى خادم الحرمين الشريفين باتهامات باطلة متجنية” إنما تأتي في سياق و”بشكل معيب وغير مسبوق وغير مقبول، وبما لا يليق بالإعلام اللبناني ولا يليق بلبنان الوطن تجاه أشقائه العرب، فضلاً عن كونها ومن جهة أولى تخالف قانوني المطبوعات والعقوبات اللبنانيين، وتخالف ما درج عليه لبنان في طريقة وأسلوب التعامل مع أشقائه العرب الذين لطالما وقفوا إلى جانبه وساعدوه في كلّ مرة كان بحاجة إلى المساعدة من جهة ثانية”.

 

وإذ شددت على كون هذه الحملات المُشينة “تعرّض مصالح لبنان واللبنانيين للخطر وتجعلها عرضة للضغوط وردود الفعل من جهة ثالثة”، توجهت “المستقبل” إلى الحكومة والسلطات القضائية بضرورة “اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمواجهة هذا التجاوز للحدود التي لطالما حرص عليها قانونا المطبوعات والعقوبات في لبنان”، مع تجديدها التأكيد في الوقت نفسه على “أهمية التمسك بحرية التعبير المسؤولة في لبنان وبأهمية الحرص على احترامها”.

إقرأ ايضًا: السبهان: المسألة ليست تطيير الحكومة بل يجب تطيير حزب الله لانه حزب ارهابي

وفي خضم ذلك غاب لم يصدر أن موقف من “حزب الله” فأشارت “الجمهورية”  أنه لم يصدر عن “حزب الله” أيُّ ردٍّ على مواقف السبهان، وكذلك لم يتوقّف عند صورةِ لقاء الحريري والسبهان ولم يَعتبرها استفزازية. وقالت مصادره لـ”الجمهورية”: “إنّ هذا الامر لن يؤثّرَ على التفاهمات القائمة”، مستبعدةً ان ينعكسَ ما يَجري على الحكومة، ومبدِيةً ارتياحَها إلى أداءِ الحريري والدور الذي يقوم به لجهة تحييدِ لبنان عن النزاعات الدائرة وفصلِ الملفات الخلافية عن العلاقة السائدة بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة، مذكّرةً بما يقوله الحريري “مراراً وتكراراً”، من أنّه “لن يسمح لأيّ شيء بالتأثير على استقرار البلاد”.
وجَزمت المصادر نفسُها “أنّ الحكومة ستبقى في منأى عن هذه التجاذبات السائدة”، متوقّعةً أن لا تتطرّقَ جلسة مجلس الوزراء المقرّرة غداً إلى مواقف السبهان وغيرها.

السابق
نصرالله يطل اليوم في مؤتمر «فلسطين بين وعد بلفور والوعد الإلهي»
التالي
دوري شمعون عن العهد الجديد: لا أرى في «شي إكسترا»