هل تمّ دُق الإسفين بين العراق وإيران؟

بعد تحرير الموصل من الإرهاب التكفيري واقتراب تنفيذ المخطط الايراني من خلال ما أطلق عليه "االهلال الشيعي"، بدأت الخلافات الشيعية-الشيعية المتمثلة بالخلافات الإيرانية-العراقية تظهر.

قال رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم “واهم من يراهن على تعكير صفو علاقة العراق بإيران”. فالعراق قادر على تقريب العلاقة بين إيران والسعودية باعتباره الحيّز الجغرافي الوحيد الذي يربط إيران بالسعودية، فأكبر ثلاث دول في الشرق الأوسط أي إيران والسعودية وتركيا، يمثّل العراق المساحة المشتركة التي تربط هذه الدول، فهو المؤهَّل الوحيد للقيام بتقريب وجهات النظر بينهم.

إقرأ أيضا: ما بعد «داعش»: مرجعية سنّة العراق سعودية أم قطرية؟

من جهة ثانية، حذر اللواء رحيم صفوي، كبير مستشاري خامنئي، من الذين يحاولون تمرير مخطط جديد بعد هزيمة الارهابيين في كل من العراق وسورية من خلال تقسيم العراق وفصل شماله عن بقية المناطق.
ومن اسباب الخلاف الإيراني-العراقي، وبالتالي تراجع العلاقات العراقية-الايرانية غير الرسمية زيارة مقتدى الصدر الى الرياض، خلال الشهر الماضي. اضافة الى اعادة “الدواعش” الى دير الزور في سورية من قبل حزب الله التي ساهمت في ارتفاع مستوى الخلاف الايراني-العراقي إذ ساهمت التعليقات السلبية من قبل عدد من القيادات العراقية على تصرّف حزب الله التابع لايران، في زيادة البلبلة، لاسيما ان مدينة ديرالزور تقع على الحدود العراقية-السورية. وكان العراق قد عانى جراء سيطرة “الدواعش” على مدن الموصل ونينوى وتلعفر طيلة سنوات.

علما ان اللقاء بين وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان والسيد مقتدى الصدر قد شهد استعراضا للعلاقات السعودية- العراقية، فيما يخصّ “المسائل ذات الاهتمام المشترك”. ولكونها المرة الأولى التي يزورالصدر السعودية منذ العام 2006. عدت الزيارة كانفراج إيجابي في العلاقات السعودية- العراقية، وبداية تقهقر النزعة المذهبية في المنطقة العربية-الإسلامية. وقد لبىّ الصدر الدعوة الزيارة، رغم الانتقادات العراقية واللبنانية والايرانية حولها. نظرا لكون الصدر رئيس كتلة نيابية لـ 34 مقعدا، وزعيم “سرايا السلام”احدى مكونات الحشد الشعبي. رغم انه قد سبقها زيارة كل من وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. والمثير في زيارة مقتدى الى السعودية هو انتقاله من الضفة الإيرانية، التي دعمته ودربت عناصره، وسلّحت ميليشياه، الى الضفة السعودية، العدو اللدود لإيران. حيث تبين انه يسعى لفتح علاقات جديدة مع نقيض ايران في الخليج.

فهل ستحاول طهران اعادة العلاقات العراقية- الايرانية الى سابق عهدها، خوفا من تشتت القوى الشيعية التي تديرها إيران في المنطقة؟

ففي اتصال مع المحلل السياسي العراقي عباس الموسوي حول الموضوع، قال لـ”جنوبية”: “بالتأكيد العلاقات العراقية الايرانية مرّت بمراحل مختلفة منها الأسوأ في عهد صدام حسين، لكن التغيير بدا في العام 2003 حين تحرر العراق، فكانت ايران الدولة الوحيدة التي دعمت العراق، واستمر دعمها بالتصاعد، والعلاقة الان في احسن حالاتها، الى ان دخل “الدواعش” الى العراق فقدمت طهران السلاح وكل انواع الدعم”.

ويضيف الموسوي “بقيت العلاقات الايرانية- العراقية جيدة جدا. فالعلاقة ذات وجوه عديدة منها السياسي، ومنها العقائدي. فالترابط بين الطرفين قويّ رغم انه هناك من يراهن على العلاقة المتذبذبة، مع الاشارة الى ان العلاقات العراقية- الاميركية لم تؤثرعلى العلاقات الايرانية-العراقية”.

ويلفت الى ان “العراق بدأ بتحسين علاقته مع الدول الخليجية رغم كل ما عاناه العراق من الديكتاتورية الخليجية. فما يربط العراق بإيران أقوى بكثير، وخاصة في العام 2008 حين استقر الوضع الأمني في بغداد وتحسنت العلاقات الاميركية-الايرانية من خلال اجتماع دول الـ(5+1)، وكان اول اجتماع لها في بغداد مع بداية المفاوضات حول الملف النووي الايراني”.

إقرأ ايضا: أميركا في العراق: تعاون أمني مع إيران أم حاجة أمنية عراقية؟

وختم السيد عباس الموسوي، المقرّب من الرئيس نوري المالكي، بالقول ردا على سؤال، هل سيكون العراق صلة الوصل بين ايران ودول الخليج العربي وليس محط خلاف؟ انه “بالتأكيد العراق ليس ولدا قاصرا حتى تقوم كل دولة بجرّه، فالعراق بلد له تجربته وخياراته المتنوعة، وبلد يريد الاستقرار مع كل من ايران وأميركا معا. فنحن نريد عراق خارج سياسات المحاور”.

السابق
لماذا أنقذ حزب الله مقاتلي داعش من الجيش؟
التالي
بالفيديو: لحظة وصول موكب التشييع إلى ساحة رياض الصلح