بعد المقاطعة والاتهامات المتبادلة: الإيرانيون والقطريون في مكة

الحج
عاد الإيرانيون للمشاركة في موسم الحج لهذا العام، بعد أحداث عام 2015 التي ذهب ضحيتها مئات الحجاج الإيرانيين في حادثة منى. فتوترت العلاقات بين البلدين. ورغم التوتر القطري- السعودي، شارك القطريون في موسم الحج لهذا العام.

تقام شعائر الحج هذا العام، وسط اجراءات أمن إضافيّة بالنسبة للحجاج الإيرانيين بعد غيابهم السنة الماضية على خلفيّة حادثة التدافع عام 2015. وكانت طهران قد وافقت على أن يضع كل حاج إيراني سواراً إلكترونياً حول المعصم للتعرّف عليه في حال وقوع أي حادث. ويمكن ربط السوار بالهاتف الذكيّ من أجل الوصول الى معلومات اضافية، وذلك بحسب موقع “فرانس24” الالكتروني.
وبحسب المعنيّين في طهران، وصل أكثر من 86 ألف إيراني للمشاركة في شعائر الحج هذا العام من ضمن مليوني مسلم من كل انحاء العالم.
إذ بعد حادثة التدافع تلك والتي تسبّبت بمقتل حوالي 2300 شخص، بينهم 464 ايرانيا، تبادلت طهران والرياض الاتهامات، وتوترت العلاقة بين البلدين، المتوترة اصلا، على خلفية الاحداث في سورية واليمن والبحرين ولبنان. ورغم ذلك سهّلت السعودية الحج هذا العام للإيرانيين من أجل عودتهم من جديد إلى مكة المكرمة.

اقرأ أيضاً: «الحج» فكرا وروحا.. مختصر كتاب لـ«علي شريعتي»

وكانت إيران قد دعت بعد حادثة منى 2015 إلى تدويل ادارة الحج، على اعتبار أنّ هذه الفريضة تخصّ جميع المسلمين، مما أثار غضباً سعودياً حينها. بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”.
واليوم ورغم الخلاف القطري- السعودي دخل الى الرياض حوالي 1260 حاج قطري عبر كل من معبر سلوى الحدودي، ومطار الملك عبد العزيز بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة.
وكانت السعودية قد أصدرت قراراً بتقديم كل الخدمات للحجاج القطريين، بدءاً من لحظة دخولهم المنافذ السعودية، حتى مغادرتهم، بعد أداء مناسكهم، مشيرة إلى أن قطاعات وزارة الحج والعمرة، تعمل على تقديم كل الخدمات للحجاج القطريين.
وكانت الأزمة القطرية السعودية قد أرخت بظلالها على الشعبين الجارَيْن، إلى أنّ أصدر محمد ولي العهد بن سلمان قراراً بالسماح للحجاج القطريين الدخول إلى السعودية لأداء مناسك الحاج رغم القطيعة السياسية والاقتصادية التي بدأت في الرابع من حزيران الفائت ولا تزال مستمرة حتى اللحظة.
والسماح للحجاج القطريين بدخول السعودية، خفف من حدة التشنج، رغم تصريح بعض المسؤولين القطريين أنّهم لا يشعرون بالأمان على مواطنيهم القطريين في السعودية.

اقرأ أيضاً: لماذا لن تشارك إيران في موسم الحج؟

وبسبب هذا القلق القطري الرسمي، نقلت “وكالة الأنباء السعودية” أنه “تعذّرعلى الخطوط السعودية حتى الآن جدولة رحلاتها لنقل الحجاج القطريين من مطار حمد الدولي بالدوحة، وذلك لعدم منح السلطات القطرية التصريح للطائرات بالهبوط، على الرغم من مضيّ عدة أيام على تقديم طلب الإذن”.
لكن التواصل بين دوائر الأوقاف في البلدين، أدّى ألى تسهيل أمر الحج لهذا العام، بين إيران والسعودية من جهة، وبين قطر والسعودية من جهة ثانية.
ليبقى الأهم في موسم الحج لهذا العام هو إبعاد الخلافات السياسية عن هذه الشعيرة الدينية الأساسية في الاسلام.

السابق
إسرائيل تعدّل رؤيتها الإستراتيجية للحرب السورية: بشار الأسد باق حتى نهاية عام 2018
التالي
الولايات المتحدة الأمريكية غاضبة من صفقة «حزب الله – داعش»