لبنان وطن ديموقراطي حلم صيف

إذا كانت الصورة المقدمة سابقاً تشكل تصوراً للتسوية المرعية روسياً وأميركياً فماذا يبقى لحلفاء النظام السوري؟

الجيش السوري وحلفاؤه الإيرانيين وحزب الله وأطراف عراقية اخرى لم تستطع حسم المعارك مع المعارضات السورية المسلحة، مما اضطر الجميع للاستعانة بالقوات الروسية.

اقرأ أيضاً: الخطر الداهم في سورية وليس جنوب لبنان

لكن موسكو ليست كاريتاس، لها مصالحها وكل ثمن تدفعه تريد استعادته على الأرض. أما واشنطن فلا هدف لها سوى تفتيت الكيان السوري وإقامة دويلات مذهبية واثنية داخل الكيان نفسه. ولا تهتم بمن يكون بالسلطة المركزية طالما تستطيع تحقيق هدفها الأساس. ألم تسحب جيشها من العراق بعد أن حلت الجيش العراقي الذي كان يمثل المؤسسة الموحدة في العراق، فإذا بالكيان العراقي يتفتت إلى أقاليم ثلاث.

وفي سورية، كان لافتاً الاستعراض العسكري الذي نظمه حزب الله في منطقة القصير العام الفائت. كان ذلك رسالة تقول، مقابل مشاركتنا ودفاعنا عن النظام، هذا هو الثمن الذي نريد، سيطرة على منطقة القصير والقلمون. ورافق ذلك تغييراً ديموغرافياً في المنطقة المذكورة.

لكن هذا العام وبعد محاولة إنضاج التسوية المفترضة، يبدو أن حصة طهران وحلفائها ستكون أقل بكثير من المتوقع. ليس هذا فحسب، بل يمكن القول أن هذه التسوية قد تفرض انسحابا لقوات حزب الله إلى لبنان، وتؤدي بالتالي إلى وضعه بين كماشة العدو الإسرائيلي وسندان الكانتونات المذهبية في سورية.
وتفتت الكيان السوري سيفتح الباب أمام جملة من التساؤلات تطال الكيان اللبناني.

حزب الله في حلب

فما هي العلاقة التي ستربط السويداء بحاصبيا، وجبل لبنان؟ ماذا عن شمال لبنان ومشاريع الإمارة الإسلامية التي طرحت منذ بداية الألفية الثالثة؟
وماذا عن الجيب السنّي الذي يربط صيدا بإقليم الخروب؟ وهل يتقوقع المسيحيون في جبل لبنان الشمالي؟

لنعود قليلاً إلى الوراء، عام 1983 دفعت القوات اللبنانية المسيحيين في الجبل للإنكفاء، نحو المركز المسيحي. وفي عام 1985 هجرتهم بالاتفاق مع إسرائيل من شرق صيدا إلى المركز أليست هذه مقدمات لعودة الحلم بكانتون مسيحي صافٍ؟

اقرأ أيضاً: حزب الله ينفي الضربة الاسرائيلية وإعلام «الممانعة» يرتبك

عند كل هذا التصورات يسهل الأمر على إسرائيل شن حرب إبادة للجنوب اللبناني، ويصير الإجماع الشعبي اللبناني الذي حصل عام 2006 مجرد ذكرى. وتصير قناعتنا بلبنان ديموقراطي مجرد حلم صيف.
فهل نستدرك ما قد يحصل؟ وكيف؟

السابق
بين برج رحال وارزي والليطاني… مشاعات قيد النهب!
التالي
وزير الدفاع الروسي: بلادنا حققت عددا من الأهداف الجيوسياسية في سوريا