مواقف حماس والجهاد ضدّ تدمير حلب تعرّي حلف الممانعة المذهبي

حركة حماس الجهاد الاسلامي
تفرق الحلفاء في الممانعة على وقع الحرب في حلب والتي قسمت الاطراف الى مذاهب وشيع. فما هي خلفيات الانقسام الحقيقية؟

يستمر الاهتمام الاعلامي بحلب وقضية عملية الإخلاء من حلب الشرقية، بحيث انتشرت “هاشتاغات” متنوعة على تويتر تنتقد الداعمين للنظام السوري في معركته وهم إيران وروسيا وحزب الله.

اقرأ أيضاً: مع من «الحق» في حلب؟

فقد أشعلت التصريحات لمسؤولي حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين التي دانت قصف حلب واحتلالها من قبل الجيش السوري والإيرانيين، مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية. ولم تغب الصحف والشاشات عن تغطية هذا الحدث العالمي الذي قيل فيه ان “ما بعد حلب غيره ما قبل حلب”. في حين اعتبر الايرانيون ان “تحرير حلب نصر للإيمان ضد الكفر” كما ورد على لسان آية الله كاشاني بصلاة الجمعة في طهران أمس.
ليرتسم بذلك المشهد الحقيقي، فالسنّة دافعوا عن المحاصرين في حلب باعتبارهم مسلمين سنّة، بينما جيش الأسد وحزب الله والإيرانيون قصفوا حلب واحتلوها ولم يرف لهم جفن رغم الادانات الانسانية من العالم أجمع.

ويبقى وضع الحركات الإسلامية الفلسطينية صعبا ودقيقا خاصة انهم من السنّة، وفي الوقت نفسه مدعومين مالا وسلاحا من إيران، لكن هذا الدعم لم يمنعهما من اتخاذ موقف شعبي وأهليّ خاص يرى في حلب وحصار اهلها ومقاتليها نوعا من استقواء شيعيّ على السنّة. هذه الحرب التي كان يجب ان تكون بنظرهم ضد الصهاينة، تحوّلت الى حرب ذات طابع مذهبي.

هذا الطابع المذهبي فرض على هاتين الحركتين الرجوع الى ما تؤيده جماهيرهما وان كان التحالف الرسمي لـ(حماس والجهاد) مع ايران يتناقض مع الخيارات الشعبية لجمهورهما.

علما ان حماس اتخذت منذ فترة قريبة قرارا رسميا بعدم التدخل بأي شأن داخلي لأي بلد، كما صرح بذلك القيادي الحمساوي موسى ابو مرزوق، في محاولة لإستعادة العلاقة مع إيران التي اوقفت الدعم المادي لحماس، بسبب موقفها من الثورة السورية المناهض للنظام السوري.

وفي غزة كان الفلسطينيون أكثر الناس شعورا بالمأساة السورية فكان تضامنهم واسعا وشمل جميع الاطياف، ولم يستثن الامر الحركات المدعومة من إيران او تلك التي تعد حليفة لها وللنظام السوري طيلة السنوات الماضية كحركة الجهاد الاسلامي وعلى رأسها رمضان عبدالله شلح؟ او خالد مشعل او غيرهم من القوى.

حلب اجلاء

فان تكون هذه الحركات المقاومة مدعومة من ايران فيما يخص قتال اسرائيل، فانه لم يمنعهم من مساندة المعارضة السورية في حلب والدفاع عنها. بحيث ان الجماهير في كل هذه الحركات توحدت على موقف واحد.
لان المسألة لم تعد مرتبطة باسرائيل بقدر ما لها علاقة بحلفين مذهبيين بين النظام السوري وايران ظهرا منذ انطلاقة الثورة في سوريا.

ومقابل كل ذلك، هاجمت المواقع الاكترونية ومواقع تواصل الممانعة مستندة الى مقال الصحافي هاني ابراهيم في “الأخبار” اللبنانية الذي كشف عن اعتقالات لناشطين وصحافيين في غزة مقربين من سوريا وايران بتهمة “التشيّع” وذلك على خلفية معركة حلب، فكتب أحدهم يقول حول احتفال حركة حماس في غزة لمناسبة ذكرى انطلاقتها فقال: “ليتها لم تنطلق” وانتقد وصف القيادي في حماس وعضو مكتبها السياسي خليل الحيّة في تصريحه انه “لا يمكن السكوت عما يجري في حلب، ولا يمكن السكوت عن قتل أطفال ونساء ورجال المسلمين السنّة في حلب، فلا يمكن للظالم أن يستمر في ظلمه “انه يا ليته لم ينطق”.
وفي بيان لحماس قبل ذكرى الانطلاقة، ورد “ما يجري في مدينة حلب وما يتعرّض له أهلها من مجازر وعمليات قتل وإبادة، تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين”. “إن ما يحدث في حلب “يقطّع أكبادنا”. كما ورد على لسان خالد مشعل من الدوحة أيضا. اما ورابطة علماء المسلمين في غزة المحسوبة على حماس فقد اكدت بأن “ما يحصل في حلب مجازر”.
اما حركة الجهاد الإسلامي فقد جاء على لسان محمد الهندي في تصريح له من تركيا:”إن حقوق الإنسان والقانون الدولي يلفظ أنفاسه في حلب”.

فالإخوة الذين تحالفوا على محاربة اسرائيل وشكلوا محور المقاومة والممانعة في مواجهة مع المحورالأميركي الصهيوني بات حلفهم هشا، فالحقيقة المؤلمة ليست بخافية على احد في ان ما يجري في سوريا والمنطقة هو حرب طائفية لا نضال فيها ولا جهاد ضدّ اسرائيل.

اقرأ أيضاً: أين حزب الله من معارك حلب الفاصلة؟

فالصراع في سوريا والعراق ولبنان هو صراع سني شيعي بامتياز لم تعد شعارات الممانعة الجوفاء المناهضة لأميركا وإسرائيل بقادرة على تغطية عورته المذهبية.

السابق
بالفيديو مذيعة اسرائيلية: ما يحصل في حلب محرقة
التالي
بعد باسل الأمين.. طارق شمالي يسجن ضحية لتغريداته أيضاً