ماذا لو أخذ الله أمانته؟

سيناريو .. لنفكر فيه قليلاً ولنتوقف عنده، ماذا لو تحقق؟

ماذا لو اتفق أقطاب السياسة في لبنان على مرشح ما، وكل قطبٍ أوعز لنوابه الأفاضل أن يصوتوا لمن اتفقوا عليه .. وفي جلسة الانتخاب، أيقظت مطرقة “اﻹستيز” ضمير بعض النواب فاختاروا إسماً غير المتفق عليه بالمحاصصة وتقطيع “الشنكليشة” .. وأثناء فرز اﻷصوات علت بعض اﻷصوات بالتخمين والتخوين حتى تساوت اﻷوراق وبقيت ورقة واحدة، وبفتحها انتهت اللعبة بفوز المرشح غير المتفق عليه بين اﻷقطاب .. فماذا عساهم فاعلون ؟؟ هل يصبح الفائز رئيساً للجمهورية أم يتم أكل الديموقراطية تمراً لأنها لم تناسب أهواءهم ويضربون بالدستور عرض الحائط ويعيدون الانتخاب مراراً وتكراراً إلى حين وصول المتفق عليه ؟؟

إقرأ أيضاً: الحريري يغامر بمستقبله السياسي؟

ماذا لو أثناء مغادرة الحريري لمعراب، وقف الدكتور جعجع مستذكراً ثأره المستجد مع الشيخ سعد ووجدها فرصةً ذهبيةً لا تُعَوّض شكلاً ولا مضموناً .. فانتشى مزهواً “يا ريت هالمصالحة يا شيخ سعد صارت مع الجنرال من زمان كُنتُم وفرتم الكثير على اللبنانيين!!!”
ماذا لو امتلأت السلة بالاتفاقيات .. وغدا كل حزبٍ بما لديهم فرحون، فاتفقوا على رئيس الجمهورية .. وعلى قانون الانتخاب وعلى رئاسة المجلس النيابي وعلى رئاسة مجلس الوزراء .. وتم تطبيق بنود السلة كاملةً .. وفي اليوم التالي .. استقال ثلثٌ معطل .. فطارت الحكومة .. وطار معها رئيسها .. ذاك الرئيس الذي جاء ضمن السلة الكاملة .. فبقيت السلة .. وطار هو ؟؟
ماذا لو أخذ الله أمانته من أحد طوال العمر فما هو مصير السلة، واللي تحت باطو مسلة..

إقرأ أيضاً: عهد نصرالله و وفاؤه وخيبة عون

ماذا لو … وهذا السؤال الأخير .. ماذا لو طال الزمان مع الساسة إلى حين الاتفاق على كيفية توزيع الحصص الشخصية والمصالح الذاتية والمكاسب الآنية واستهلكوا الكثير من الأيام والليالي في سبيل الاتفاق على ما يرضي كل واحدٍ منهم بغض النظر عن مصلحة البلد أو الوطن أو الشعب .. فبدأ العد العكسي لهذا الشعب المسكين .. بين أمواتٍ على أبواب المستشفيات أو مصابين بسوء الزراعة والتخزين والتوضيب أو أصابهم انتهاء الصلاحيات الأمنية الغذائية أو قضوا على طرقات وشوارع خالية من كل سبل الأمن والأمان، أو حلّت عليهم كارثة من كوارث الطبيعة ولم يجدوا أدني قدرٍ من شروط السلامة في هذا البلد .. ومن بقي منهم حياً يسعى .. هاجر من هذا البلد .. إما نظامياً إذا رضي الله عنه ويسر له تأشيرة إلى أي دولة غير دولتنا .. وإما بطريقةٍ غير شرعية بقوارب الموت أو عبر حدودٍ مع دولة ملتهبة !!

السابق
بالفيديو: مواطن لبناني ينفعل في مشهد عاشوراء التمثيلي ويبرح قاتل الحسين ضرباً!
التالي
عون: السعودية تركت الخيار للرئيس الحريري