حزب الله بندقية للايجار

حسن نصرالله

يومكم مبارك ..

لأمين عام حزب الله الحالي صفتان، واحدة أنه رجل دين “معمم”، والثانية أنه يترأس حزبا له كتلة نيابية تضم نصف نواب الشيعة (13 نائب) وله نصف وزراء الشيعة في الحكومة، ونصف بلديات الشيعة في لبنان. ونحن عندما نساءله عن دوره في إدارة هذه الكتل ومساءلتها، فنحن نتحدث معه كرئيس حزب إسمه “حسن نصر الله”، ولا نتحدث معه “كمعمم” نجل ونحترم، إسمه “السيد حسن نصر الله”. وهذا يجب أن يكون واضحا للجميع!!

وإذا أراد السيد حسن أن لا نحاسبه، فليترك هذه المسؤوليات وليجلس في مسجده مأجورا، وعندها نسأله الدعاء ونتمنى له قبول الأعمال الصالحات.

وقد وجدت هذه المواقع الرسمية (النيابية والوزارية وغيرهما) لخدمة الشعب المحروم المستضعف والقيام بالعمل الإنمائي على كل الأصعدة . ولكل واحد من هؤلاء أجرة شهرية ومخصصات وامتيازات كبيرة أخرى .

إلا أن الغرفة الإعلامية العجيبة الغريبة لحزب الله بقيادته “الحالية”، إرتدت وانقلبت على المشروع المقدس لحزب الله، وصارت تسحر أعين الناس، فجعلتهم سكارى . فكلما سألتهم عن دور هذه المواقع الرسمية الكثيرة جدا -التي يحتلونها في النظام اللبناني- في التنمية وإيجاد فرص عمل للشباب العاطل عن العمل الذي بات عشيق “الأركيلة”، ويبحث عن عشيقة له -عزباء أو محصنة- ليقضى وطره منها بعدما تحول الزواج إلى حالة شبه مستحيلة بسبب غلاء الشقق وعدم قدرة الشباب على تأمين مستحقات الزواج ونفقاته، يأتيك الجواب (الساحر والساخر) والأكثر غرابة، وهو أن دور الكتلة النيابية والوزارية والبلدية لحزب الله هو “شرعنة وتغطية سلاح المقاومة“!! مع أن نائبا واحدا عن حزب الله كاف في “إعطاء العلم” لمن يريد أن المقاومة ممثلة في الدولة، ولا داعي لتعطيل دور كل هذه المواقع الرسمية التي لم يفتتح واحد منهم بئر ماء أو مستوصف مجاني أو مدرسة للفقراء على مدى أكثر من 24 سنة من عمرهم داخل المجلس النيابي وباقي مؤسسات الدولة، وتحولوا إلى نواب لتعزية أهالي الموتى و”التبريك” لأهالي الشهداء، والإنشغال بالتحارات الخاصة وتضخيم ثرواتهم، وكأنهم نواب عن شعب دولة “جزر القمر” لا عن شعب لبنان !! .

فيما تحول جزء كبير من شباب الشيعة وبسبب هذه الظروف الصعبة للغاية إلى حمل السلاح بالأجرة ب 500$ ليسدّوا جوعهم ويستعينوا على بعض حوائجهم، محاولين أن يقنعوا أنفسهم بأنهم يجاهدون ضد الشيطان، فيما الشيطان باع أول طائرة إيرباص لإيران قبل أيام قليلة، بينما باعتها فرنسا إحدى أكبر السفن السياحية في العالم، بينما تحولت المناطق اللبنانية -التي ينوب عنها هؤلاء النواب والوزراء وغيرهم من التابعين لحزب الله – إلى أسوأ مناطق لبنان وأكثرها انحدارا في كل الخدمات والسلوكيات الإجتماعية على الإطلاق، مما أدى إلى تحول نسبة كبيرة من شباب تلك المناطق إلى حشاشين و تجار مخدرات أو لصوص، بينما انتشر بين سكانها انواع الفسق والخيانات المختلفة !!

السيد حسن نصر الله

منذ أن استشهد السيد عباس الموسوي (قده) وجاء السيد حسن نصر الله إلى رئاسة الحزب، تخلت قيادة حزب الله الجديدة عن كل واجباتها تجاه أهلها -الذين قدموا لها فلذات أكبادهم ليجعلوا من جماجمهم كراسي لوجاهاتهم وزعاماتهم- بل وباتوا يعيرون عوائل الشهداء أنفسهم أنهم هم من جاؤوهم بالعز والكرامة وباقي المعزوفة التي لم تأت بماء أو كهرباء أو تشق طريقا او تعبده او تفتتخ مصنعا او مشفى إلخ !!

اقرأ أيضاً: تحفة «الممانعين» في سرقة مشاعات المحرومين
فيما تحول حزب الله على عهد السيد نصر الله وخصوصا بعد التحرير سنة 2000 إلى ما يشبه شركة “بلاك ووتر” الأمريكية التي تستأجر الشباب وتؤجرهم لحكومات إقليمية ك”دليفري” غب الطلب . ومن يريد ألف أو خمسة آلاف شاب فعليه أن يدفع المبلغ الكذائي من المال وسيرسلونهم إليه ضمن عمل دعائي ديني هو من عدة الشغل، ويناسب كل منطقة سيرسلونهم إليها !!

لذلك نجد أن قادة حزب الله “الحاليين” لم يقتل لهم أي ولد في تلك الحروب، وذلك لأن صاحب الخدعة لا يخدع نفسه !!
فمنذ بداية مشاركة حزب الله في الحرب السورية، ورغم الآلاف من ضحايا الحزب في هذه الحرب من قتلى وجرحى، فإننا لم نسمع أن الحزب نعى “شهيدا” واحدا من آل نصر الله أو قاسم أو صفي الدين أو قاووق أو رعد أو فضل الله أو فنيش إلخ . في الوقت الذي يزعم فيه هؤلاء أن الجنة بانتظار هؤلاء “الشهداء” أبناء الفقراء !!
فلماذا لا يرسلون أبناءهم إلى الجنة ويريحوهم من عناء هذه الدنيا الحقيرة، ويكتفون بإرسال أبناء الفقراء المحتاجين ؟!!

اقرأ أيضاً: رئاسة لبنان وبازار حماية الأقليات

قال تعالى : {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِين} [البقرة/94]

وقال عز وجل : {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِين} [الجمعة/6]

إنها السنوات “الخداعة” التي حذرنا منها نفس رسول الله (ص) !!

#اللهم_إني_بلغت

السابق
قطع طريق شارع دلاعة في صيدا لتعبيده
التالي
لايكفينا أنّك «ابن الشهيد»: النبيه «أملنا»