متفجرة كسارة عشوائية… أم كانت تستهدفت مواكب أمل؟

تفجير طريق كسارة زحلة
في ظل الاستقرار الحذر الذي يتمتع به لبنان وسط اللهيب الاقليمي، جاءت متفجرة "الكسارة" لتخرق الهدوء بعد سلسلة انفجارات التي ضربت القاع بقاعًا، ليعود الهاجس الأمني الى الواجهة من جديد.

قالت “الجمهورية” إنه في ظل الانهماك، لا بل التلهّي الداخلي بالقشور والسطحيات، والتقلب السياسي على صفيح الازمات والخلافات والنفايات والمناكفات التي لا تنتهي، والترهّل الذي يجتاح الدولة في غالبية مؤسساتها البرلمانية والحكومية واداراتها الرسمية، تسللت يد الارهاب مجدداً لتضرب لبنان في خاصرته البقاعية.

اقرأ أيضاً: تصعيد «التغيير والإصلاح» مستمر وترقب لقرار «القوات»

وتمثّل الأسوأ وفق “النهار” في عودة هاجس التفجيرات من خلال متفجرة كسارة التي يصعب فصل تزامنها عن يوم احياء الذكرى الـ 38 لتغييب الامام موسى الصدر، وان تكن لم تستهدف مباشرة اي موكب لحركة “أمل” كما تردد.

هل هي مقدمة لمسلسل ارهابي جديد؟ كيف تمكن الارهابيون من زرع هذه العبوة على طريق رئيسي يعبره الجميع؟ من اين أتى الارهابيون؟

هل من المنطقة او من خارجها؟ أين صنعت العبوة، بل من اين استقدمت؟ من كانت تستهدف بالتهديد، هل حافلة الركاب التي أصيبت، أم انها كانت تستهدف الحافلات التي كانت تنقل بعض المشاركين في احتفال صور في ذكرى تغييب الامام الصدر؟

انفجار زحلة

ورأت “الجمهورية” كلها أسئلة قد يحمل اجوبتها التحقيق العسكري الذي بوشر في العملية الارهابية، الّا انّ التحقيقات الاولية حملت بعض المؤشرات عن احتمال استهداف “حافلات الاحتفال” من خلفية خبيثة هدفها استهداف فئة معينة توخّياً لمفاعيل وردود فِعل أخطر على مستوى البلد بشكل عام.

وأكدت مصادر امنية لـ”الجمهورية” انّ العبوة الناسفة فُجّرت عن بعد، بعد دقائق معدودة من عبور عشرات الحافلات المتوجهة من البقاع الى صور، وفي وقت كان يعبر فيه “فانان” من الجهة الثانية من الطريق حيث انفجرت العبوة، الّا انّ احداً لم يصب فيهما. ووصفت العبوة بأنها من أخطر ما تعرّض له لبنان، مشيرة الى انه لو تحقّق هدف الارهابيين لكان البلد قد فتح على تداعيات في منتهى السلبية، ويمكن القول في هذا السياق انّ لبنان قد نجا من كارثة. ورجّحت فرضية حدوث خطأ ما في تحديد الباص المستهدف بما أنّ التفجير حصل عن بعد، أي أنّ المفجّر كان يراقب الموقع ولم يوقّت التفجير من قبل، وأنّ استهداف “باص” يقلّ أشخاصاً من جمعية معينة يقومون برحلة الى كسارا هو فرضية غير منطقية، وفي اي حال لننتظر التحقيقات التي يفترض أن تبيّن كل الحقائق والملابسات”. وكشفت انّ الجيش يقوم بتجميع المعطيات، مع جوجلة ما أدلى به شهود العيان، بالإضافة الى تجميع ما التقطته الكاميرات المركَّبة في المنطقة المجاورة للمنطقة المستهدفة. وهناك خيوط تمّ تجميعها وتجري محاولة إماطة اللثام عن كل ما يحيط بها.

اقرأ أيضاً: أسئلة إلى حزب الله وحركة أمل حول الإمام الصدر

وأكدت مصادر عسكرية مسؤولة لـ”المستقبل” أنّ التحريات والتحقيقات أثبتت أنّ العبوة كانت تستهدف الباصات التي تقل جمهور “أمل” من البقاع إلى الجنوب للمشاركة في مهرجان صور، مرجحةً أن يكون من يقف وراءها بعض المجموعات الإرهابية المتشددة كـ”داعش” و”النصرة”، ولفتت في هذا السياق إلى أنّ الأجهزة العسكرية والأمنية باشرت تحقيقاتها وتعمل على تعقب خيوط الجريمة توصلاً إلى توقيف مرتكبيها.

 

السابق
ايران وباكستان تشطبان الدولار من التعاملات التجارية
التالي
لقاء جامع في عرمتى دعا إلى الوحدة والتعاون ومواجهة التطرف والعدو الصهيوني