فجر الدويلات الشيعية والسنية قادم!

بحسب: الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات فإنهم لم يستبعدوا قيام دول قوامها الإسلام السياسي في المستقبل. وذلك على ضوء تنامي الظلم والقهر من جهة و تنامي التطرف في سوريا والعراق وتسجيل أكثر من عمل إرهابي في أوروبا تتهم فيه الدولة الإسلامية.

التفقير التهجير ورحلة التطرف

أكد احمد عبود الذي يعمل في شركة للصيرفة عن ضرورة الإعتراف بقيام مناخ اسلامي متشدد وخطير في الدول التي تتعرض يومياً للحرب والرعب وللإنفصام فكري لدى المسلمين (شيعة وسنة)، وسيمتد للسنوات القادمة لكي يتحول إلى نزوع قوي للتطرف والمزيد من العنف.

ويرفض أحمد الحملة التي خاضها بعض العنصريين على الشعب السوري والتي تم من خلالها وصفهم بالإرهابيين. ويلقي أحمد اللوم على المناهج التعليمية التي كانت سائدة في المدارس السورية وسياسة التفقير التي إتبعها ومازال يتبعها النظام السوري، ففي السابق كان تتم عمليات التفقير بالسياسات الإقتصادية التي تدفع منطقة سورية للإزدهار على حساب منطقة اخرى اما الآن فالتفقير يتم عبر التهجير الممنهج، والتهجير بشتى الأحوال، هو عنف والعنف يولد التطرف.

جنوح حزب الله نحو حكم إسلامي علني

في قرية جبشيت والخيام وعيترون، قامت بلديات حزب الله بفرض أوامر تمنع النساء من المشاركة في الماراثون او الإختلاط مع الذكور في محال الإنترنت أو أماكن السباحة.

تقول المدرسة فرح عواضة بما يخص تصرفات بلديات جنوب لبنان المنضوية تحت لواء حزب الله اللبناني، أن هذه التصرفات طبيعية جداً داخل بيئة يطغى عليها طابع ديني متطرف. فليس بإمكان البيئة الحاضنة لحزب الله الإندفاع لتأييد حربه في سوريا الطاغي عليها سمة الحرب الطائفية، والعودة لاحقاً لإنتقاده في حال طلب من النساء عدم الإختلاط مع الرجال في الأماكن العامة او منع النساء من المشاركة بالمارتون.

سنة وشيعة

وأضافت، منذ خمس سنوات أعلن حزب الله دخوله إلى سوريا لحماية المراقد الدينية التابعة للطائفة الشيعية، وكان الشعار الكبير “لن تسبى زينب مرتين”. وخلال المهرجانات التابعة لحزب الله ظهرت النساء وهن يشاركن في المهرجانات ويضعن على رأسهن «عصبة» كتب عليها لن تسبى زينب مرتين أو «يا زينب».

إقرأ أيضاً: انتصار إيران حتمي في نظر إيرانيّين!

وتوضح فرح، “لقد إرتبطت الحرب السورية بالسيدة زينب وهي بطبيعة الحال إمرأة مقدسة جداً في الوجدان الشيعي، ومن هنا صار حتمياً التماثل بأسلوب حياة السيدة زينب بعد الحرب السورية. لذلك فإن التمثل بطابع إسلامي متشدد في الأرياف الشيعية والسنية وارد جداً، بسبب محفزات داخلية مرتبطة بالخوف واجواء العداء المتنامية بين السنة والشيعة، فالتشدد والإنغلاق الإجتماعي يجتاج إلى مناخ جماعي يوالي أفكار دينية متشابهة وهو متوفر بتركيبة المجتمعات الإسلامية ولا علاقة له بفكرة المؤامرة الغربية التي يشاع لها”.

حرب أميركا على الإرهاب تنتج التطرف

«إن أميركا ضالعة بشيطنة الإسلام وبدفع الشباب المسلم نحو التطرف» هذا ما قاله محمود المحمود المقيم في إيطاليا.

فالفوضى التي ترزح تحتها سوريا ومعها العراق مشغول عليها. نعم، إن الإسلام المتطرف وجد بيئة قوية جداً ومختلفة تماماً عن البيئة السابقة، وبات لديه مواردا بشرية لا تعد ولا تحصى. فالنصرة وداعش يتمنيان إستمرار التحالف الدولي والطائرات الروسية والسورية بإستهداف المدنيين لأنها تدفع كل من يريد الإنتقام للإرتماء بحضنيهما. فأولئك الشبان فقدوا الأمل بالحياة في زمن منفصم بين شعوب تتنفس الرفاهية والحياة الكريمة وشعوب تهجر جماعياً وتقتل على مرآى من العالم أجمع.

الشريعة الإسلامية باقية وتتمدد

من جانبه رأى الطبيب الأردني محمد شهوان أن الإسلام السياسي واقع توسعت جذوره في الفترة الاخيرة بشكل كبير في وجدان المسلمين ولكن هذا لا يعني أن المستقبل سيكون شاهداً على نشوء دول إسلامية.

إقرأ أيضاً: سجناء السنة يُمنعون من القيام بفرائضهم الدينية في إيران

أما طالبة الجامعة اللبنانية هنا حمود فرأت بالتطرف الإسلامي الذي يتنفس بقوة في عقل الشباب المسلم حقيقة يجب التأقلم معها، فالشرخ الطائفي بين السنة والشيعة أصبح واضحا جداً، ويساهم  العنف المتبادل من الطرفين في تأجيج رغبة كل فئة بخلق بيئة آمنة تحميها من هجمات الفئة الاخرى بعد ان سُجل حالات كثيرة لقيام كلا الطرفين بالإعتداء على قرى بعضهم البعض خصوصاً في العراق وسوريا.

غير أنّ سامي مروة تحدث عن إستحالة مقارنة أساليب المجموعات المسلحة الموزعين بين لبنان وسوريا والعراق في نشر الأيديولوجية التي يحاربون لأجلها رغم تشابه الأهداف، حيث يستخدم بعضهم الأسلوب الناعم في نشر الأفكار الإسلامية أما البعض الاخر وعلى رأسهم القاعدة وداعش وتنظيم جبهة النصرة، اختاروا فرض افكارهم بالعنف على المسلمين ونجحوا بذلك.

السابق
تماس كهربائي في مسجد ذي النورين في بيروت
التالي
مؤامرة اسقاط حلب بقيادة روسية وموافقة أميركية