حزب الله: المعادلة الصعبة

مُنذ عام 1982 خَرج حزبُ الله بِكامل قوته إلى الضوء بمساندة كل من النظامين السوري والإيراني وبقبول أميركي مضمر على قاعدة أن يتوفرَ لإسرائيل “عدو أكثر تهذيباً” من كافةِ القوى المقاومة – المشاغبة – لها وهو ما قد أَتَاح له السيّر وفق خُطوات المعادلة الصعبة.

إن الالية والظُروف التي نَشأ خِلالها هذا الحزب سَببت له «لازمة المرونة» التي تمنحه فرصاً لتخطي أزماته الداخلية والخارجية، كقدرته على تكوين هيئَته وإعادة صِياغتها من جديد وفق شروط الصراع تماماً كما فعل في أعوام 1983 و1989 و2006.

إقرأ أيضًا: جرسا إنذار لـ «حزب الله»

ومع عام 2016 بلغ حزب الله بعد الخسائر والخضات المتتالية التي تعرض لها بسوريا قاب قوسين من القيام بصياغة أسس وأهداف وجوده الجديدة.

لذلك، لا يُمكن التغاضي عن اربع معادلات يلعب فيها هذا الحزب ضمنها:

أولاً: «الصراع العربي – الإسرائيلي» بمعزل عن النظام السوري.

ثانياً: نزاعه مع المختلف الديني الاخر.

ثالثاً: نِزاعاته المزمنة مع بعض القوى الإسلامية غير المسلحة والمسلحة؛ كصراعه الدامي مع شقيقته «حركة أمل». فحزبُ الله كان وسيبقى واحداً من أبرز القوى التي تضبط إيقاع الملحمة «السنية – الشيعية» و«الشيعية – الشيعية».

رابعاً: خطابه العدائي تجاه الولايات المتحدة الأميركية والذي يجد للآن حيز فاعل ومنتج داخل بيئته الحاضنة وذلك على الرغم من الإتفاق النووي بين أميركا وإيران.

إقرأ أيضًا: تكاذب.. حركة امل – حزب الله

وعليه، فإن كَافة إِمْكانات «المشاغبة والإنضباط» متوفرة لديه كي يحافظ على مَكَانته كـ«طفلْ مُدلل» لدى أعدائه الدوليين وأولياء نعمته الذين يتربصون به في بعض الاماكن وقد يبدو دَائماً أن من واجباته المقدسة ومن شروط إستمراره وإستثماره بأنه حتى في هزائمه عليه أن يَنهزم بأقل الخسائر الممكنة.

السابق
جويا تشهد معركة بلدية وصوت الاغتراب هو الحاسم‏
التالي
جواد نصرالله: بعدني هون!