حركة ديبلوماسية مرتقبة بإتجاه لبنان لدعم استقراره

فيما يسود التخبط الوزاري في مسألتي الرئاسة والنفايات، ما أضفى مسحة تشاؤمية على الاجواء السياسية في لبنان، برزت حركة دبلوماسية عربية دولية لدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلد لتدارك ما حصل مؤخرا من تطورات دراماتيكية بعد الاجراءات السعودية والخليجية ضد لبنان وحزب الله .

في وقتٍ سيطرَ الجمود على الملفات الداخلية، قفزت إلى الواجهة المواقف الدولية المتصلة بالشأن اللبناني. وزار وليّ العهد السعودي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف باريس حاصداً مزيداً من الدعم الفرنسي لعمليات بلاده في اليمن، مع استمرار الرياض في خطواتها التصاعدية ضدّ “حزب الله” ونيّتها إبلاغ مجلس الأمن بقرارها القاضي بتصنيفه إرهابياً.

 

ومع وجود رهانٌ لبنانيّ على دور فرنسي يُقنِع الرياض بالعودة عن قرارها تجميد الهبة، واذا كانت الاوساط السياسية الداخلية ترصد باهتمام  نتائج المحادثات التي اجراها ولي العهد السعودي مع كبار المسؤولين الفرنسيين في شأن الملف اللبناني، لا تشير المعطيات المتوافرة عنها الى ايجابيات ملحوظة في شأن التدخل الفرنسي لاعادة الهبة السعودية للجيش اللبناني.

 

ووسط اشتداد النزاع السعودي – الإيراني، يغيب الوسيط الدولي القادر على جمعِ هاتين القوّتين الإقليميتين، خصوصاً أنّ واشنطن مشغولة بانتخاباتها الرئاسية، وباتت موسكو جزءاً أساسياً من الحرب السورية. إلى أن هناك “وشوشة” دبلوماسية أميركية – روسية – إقليمية، ومن زاوية الهدنة السورية المطلوب استمرارها، والخاضعة لضغط القنص والقصف واستمرار العمليات الحربية، لملء الشغور الرئاسي.

اقرأ ايضًا: كيف سيرتد على لبنان الاعلان الخليجي «حزب الله منظمة ارهابية»؟

وفيما لم يشأ المصدر السياسي والديبلوماسي البارز الذي كشف هذه المعلومات لـ”اللواء”، الحديث عن ماهية التسوية المنتظرة، أوضح ان القوى اللبنانية المعنية وضعت في أجوائها، وانها تبلغت أن دوائر القرار لا تضع “فيتو” على أحد من المرشحين الاثنين عون أو فرنجية، وانها تعاطت بإيجابية مع موقف وزير الداخلية نهاد المشنوق في تونس والذي رفض تصنيف حزب الله بالمنظمة الإرهابية، مشيرة الی أن هذا الموقف أعطى انطباعاً بأن الشراكة الوطنية في لبنان بخير، وإن هناك مساعي جدية لإعادة تفعيل عمل رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب تحت سقف الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي.

 

وفيما نفَت واشنطن على لسان وزير الدفاع آشتون كارتر أن “تكون السعودية قد سلّمت لبنان إلى “حزب الله”، وأنّ وقف الهبات مرتبط بالقلق على أمنها بسبب تصاعد دور إيران في المنطقة”، كما  أوردت “وكالة الانباء المركزية” معلومات أفادت ان مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية توماس شانون سيصل الى بيروت منتصف آذار الجاري لعقد لقاءات مع المسؤولين واستطلاع الأجواء وان زيارة اخرى ستليها للامين العام للامم المتحدة بان – كي مون يرافقه فيها رئيس البنك الدولي جيم يانغ كيم في اطار سعي الامم المتحدة الى ايجاد آليات مالية لانعاش الاقتصاد اللبناني. وفي هذه الأثناء، برَز حِرص أميركي وبريطاني على أمن لبنان واستقراره، وتأكيدُهما الاستمرارَ في دعم الجيش اللبناني في أداء مهمّاته الأمنية.

اقرأ أيضًا: إجماع وزاري على عدم تصنيف حزب الله تنظيماً إرهابياً

كما رأت مصادر واسعة الاطلاع بجولة القائم بالأعمال الامريكي ريتشارد جونز على رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة تمّام سلام، والرئيس سعد الحريري إنّ جونز جالَ على القيادات السياسية والحزبية في إطار تقويم جلسة 2 آذار الانتخابية، مستقصياً الظروفَ التي رافقَتها وتلك المتوقّعة بعدها، خصوصاً بعدما سجّلت مشاركة أكبرِ عددٍ من النواب، وهو ما عدّته بلادُه مؤشّراً إيجابياً. وأوضَحت أنّ جونز يسعى إلى تشجيع اللبنانيين على ولوج الاستحقاق في أفضل الظروف، وإنضاج طبخة داخلية تُترجم التوافقَ الداخلي على وصول رئيس للجمهورية لإعادة تنظيم العلاقات بين المؤسسات الدستورية.

السابق
الطقس غدا قليل الغيوم الى غائم مع إنخفاض بالحرارة
التالي
دومينو التقسيم.. سوريا تسبق العراق