أسرى إسرائيل على «مذبح» رفح؟!

اسرى اسرائيليين غزة

أيهما أقسى على الحكومة الاسرائيلية خسارة 95 أسيراً (مع رفاة 35 آخرين) أم خسارة الحرب؟! إعلان مقتل أسراها أم إعلان هزيمتها، مواجهة أهل الأسرى أم مواجهة الرأي العام الاسرائيلي بأكمله؟

وفي المقابل، هل يمكن للحكومة الاسرائيلية إعلانها عن التخلي عن أسراها، وهو ما يشبه اتخاذها قرار إعدامهم بنفسها؟

عملية تبادل الأسرى ليست من أولويات مجلس الحرب الاسرائيلي لا بل هي أولوية ل”حماس”

إن عملية تبادل الأسرى ليست من أولويات مجلس الحرب الاسرائيلي، لا بل هي أولوية ل”حماس” بهدف كسب الوقت لإرهاق الرأي العام الاسرائيلي على أمل التوصل الى وقف نهائي لإطلاق النار. وهو أمر لا يلوح في الأفق الاسرائيلي.

لا تكمن المشكلة حقاً في التفاصيل (33 أو 40 أسيراً، 40 يوم هدنة أو 42، أسماء من سيتمّ إطلاقهم، عدد النازحين الذين يسمح لهم بالعودة الى شمال القطاع…) كل شيء قابل للتفاوض إلا وقف نهائي للحرب!

فكل إطالة بعمر الحرب، أياً تكن شروط التفاوض ليس لمصلحة اسرائيل، إذ أنها تدرك أن “ابتزاز” حماس لها يتحقق ولو بأسير واحد باقٍ في عهدتها!

كل شيء قابل للتفاوض إلا وقف نهائي للحرب!

كل خيارات الحكومة الاسرائيلية مرة، ولكن مجلس الحرب لديها يدرك أن عدم تحقيق أهدافها باستعادة أمنها وأمن مواطنيها، و”العودة بالثقة نحو المستقبل” هو إعلان هزيمة لها.

إن عدم تحقيق هذه الأهداف، يؤشر الى إطالة الحرب الاسرائيلية مع “حماس” من جهة، ومع “حزب الله” وفي الضفة من جهة أخرى.

عدم اقتحام رفح يعني بقاء “حماس” وبقاء قادتها ويعني احتفاظ حماس بإمكانية تكرار 7 أكتوبر يوماً ما

كل ذلك، واسرائيل لا تأبه لا بالنصائح ولا بالضغوط الأميركية، ولا بالرأي العام الدولي، وان كانت تجد نفسها ملزمة بالحد من حجم الضحايا الهائل المتوقع في الاقتحام لرفح، فاقتحام رفح بالنسبة لحكومة بنيامين نتانياهو، هو شأن داخلي بحت في إطار حربها “الوجودية”!

عدم اقتحام رفح يعني بقاء “حماس” وبقاء قادتها. ويعني احتفاظ حماس بإمكانية تكرار 7 أكتوبر يوماً ما. ويعني أن أي اختطاف لأي أسير قادر على إخضاع الحكومات الاسرائيلية مستقبلاً.

السابق
هذه أهمية معبر رفح بالنسبة لإسرائيل!
التالي
إنخفاضٌ في أسعار المحروقات!