ماذا تضمن «التقرير» وماذا في الـ 83 دقيقة التي منع حزب الله عرضها؟

"7" دقائق هي لا غير سمح حزب الله بعرضها من فيديو مصوّر مدته 90 دقيقة ومحوره مقابلة أجرتها الإعلامية كارول معلوف مع أسرى حزب الله لدى جبهة النصرة. هذا الفيديو المصور منذ شهر تقريباً والذي اتخذت كارول قراراً بعرضه عبر قناة الـMTV وبرنامج بموضوعية والذي تجمعها بمقدمه الإعلامي وليد عبود صداقة شخصية...

ما إن بدأت الحملة الترويجية للحلقة، حتى استنفر حزب الله ومارس كافة ضغوطاته على القناة لمنع الفيديو من العرض، وبعض المفاوضات بين الطرفين تمّ الاتفاق على “7 دقائق” لا غير، ومنع الحزب معلوف من تسريب الفيديو لأي جهة كانت أو بالتصريح بمضامينه.
وبحسب أوساط مقربة فإن المقاطع التي منع الحزب عرضها، كان هناك تهجم بها من قبل الأسيرين على حزب الله وقياداته وتضمنت معلومات وتفاصيل تسيء بشكل مباشر وتظهر حقائق عن الحرب التي يخوضها الحزب في سوريا.

إقرأ أيضاً: أسرى حزب الله لدى النصرة لم نخيّر في القتال وأخضعنا الحزب للتعبئة الطائفية

الـ7 دقائق التي سُمح للقناة بعرضها، ظهر بها كل من الأسيرين حسن نزيه طه و محمد شعيب..

من تابع هذا الفيديو القصير لا بد أن يتوقف عند عدة نقاط وأولها الراحة النفسية للأسيرين أثناء المقابلة، فلم يظهر على ملامحهما أو ردود فعلهما أي مؤشر لتهديد أو ضغط ممّا يعني أنّ ما صرّحا به هو عن قناعة شخصية خاصة وليس تلقيناً.
ثانياً الثقة بالصوت ولا سيما حينما قال أحدهما أنّ الحزب مارس ضغط مذهبي على الشباب ليخوضوا الحرب السورية تحت شعار حماية المقامات ومنع النساء من السبي، وتأكيده الضمني أنّ كل ما ساقه الحزب من شحن عقائدي لم يكن ذا صحة ولا انعكاساً لحقيقة الحرب المفتوحة على الجانب السوري.
وأشار الأسرى أنّ قتالهم إنّما لدواعي مادية يؤمنها الحزب لهم، وأنّ الشيعي في لبنان أو يكون منبوذاً أو يكون تحت غطاء الثنائية، مع التوضيح أنّ الانتماء لحركة أمل أو لحزب الله ليس خياراً وإنّما قرار لا بدّ منه.

والنقطة الأهم في الفيديو هي تلك المشتركة بين ما أكده أكثر من مرة العسكريين المخطوفين لدى النصرة أثناء الخطف وبعد إطلاق سراحهم عن المعاملة الحسنة، وبين ما أكده أمس عناصر حزب الله أنفسهم.
وبين التخوين الذي طال العسكريين من قبل إعلام الممانعة لتصاريحهم ننتظر كيف سيقابل الإعلام الحزبي والحربي مع التصريحات التي أتت من عقر دارهم.
7 دقائق كانت كفيلة بإسقاط العديد من المفاهيم الخاطئة والتي رسخّها الحزب في أذهان جماهيره عن الحرب السورية، وبعد استطلاع الدقائق القليلة التي أذيعت نذهب جدلاً انّ ما خفي أعظم وأن ما منع الحزب عرضه بالتهديد ومارس عليه التعتيم يُظهر كثيراً من الحقائق التي ستعرّي -لو أذيعت -“المقاومة” الحامية لنظام بشار الاستبدادي.

إقرأ أيضاً: حزب الله الضعيف و8 اذار المشتتة !
وجواب كارول معلوف عبر صحفتها فيسبوك “يلي بعد العصي مش مثل يلي بياكلها. ” والذي جاء رداً على قول أحد أصدقائها “استاذة كارول ما بتشوفي انك قدمتي تنازل كبير هيك بانك تحذفي اجزاء من عمل كثير مهم وبتأكيد الشي الي نحذف هو اهم المهم الي موجود بالفيديو بغض النظر عن صداقتك بالمذيع انا من وجهة رأيي ارى ان هذا الحذف يسيء لك قبل اي احد ولو لم تعرضيه افضل من ان يعرض باجزاء مختارة من حزب الله”

تعليق كارول معلوف فيسبوك
تعليق كارول معلوف فيسبوك

يلخص نوع الضغوطات التي مارسها عليها الحزب، وهي ضغوطات يتوجب على وزارة الإعلام اللبنانية أن تحاربها، فليعرض الفيديو كما هو وكاملاً وليتوجه وزير الإعلام برسالة صريحة لحزب الله تحمله مسؤولية أيّ ضرر قد تتعرض له معلوف.
إذ أنّه خيرٌ لنا أن نغلق القنوات وأن ندفن ما يسمى بالسلطة الرابعة من أن يصبح إعلامنا غطاءً لحزب الله ولممارساته.

السابق
حسناً أنهم ماتوا باكراً
التالي
كارول معلوف لجنوبية: نادمة على عرض مقابلة أسيري حزب الله في MTV