لماذا تأخر السيد حسن عن اعلان تأييده لترشيح الجنرال؟

الوضع الداخلي في صفوف الممانعة يترنح بانتظار إعلان موقف من حزب الله من مسألة ترشيح سمير جعجع رئيس القوات اللبنانية لحليف الحزب المميز ميشال عون. الجميع بانتظار الموقف الذي إما ان ينهي هذه الأزمة المستفحلة، او ان يُقيض تحالف 8 اذار,.. فما الذي سيحصل؟

جميع اللبنانين ينتظرون السيد حسن نصرالله ليدلي بدلوه في قضية ترشيح سمير جعجع لميشال عون. وكل السياسيين يعلقون تحليلاتهم سواء السلبية او الإيجابية حول الموضوع ليسمعوا ما سيقوله السيد حسن. وبما انه لا مناسبة قريبة ليطل من خلالها السيد نصرالله على الشاشة، ويعلن رأي وموقف حزب الله من الموضوع، فإن أقرب مناسبة هي 16 شباط اي ذكرى استشهاد عماد مغنية، حيث سيرد نصرالله  خلالها على موقف سعد الحريري في مناسبة اغتيال والده، وهي مناسبة بعيدة جداً زمنيّاً نظرا ًللتغييرات التي تتسارع والتي قلبت مؤخرا الموازين، وغيّرت الإتجاهات، وأربكت المُوالين والمعارضين، بل فسخت تحالفات وكادت ان تفسخ، وستفصل تحالفات عن بعضها البعض قريبا كما يرى البعض.

إقرأ أيضاً: التنظيف الامني المتبادل بين حزب الله والمستقبل: خطوة نحو الحل؟
ويؤكد القريبون من تحالف 14 آذار

سمير جعجع وعون
سمير جعجع وعون

على ذكاء سمير جعجع جرّاء هذا الترشيح الذي يُعتبر مقتلا لجماعة 8 آذار ما لم يسحب سليمان فرنجية نفسه من المعركة بهدف الحفاظ على التكاتف الهشّ داخل هذا التحالف، الذي قال عنه وئام وهاب يوما- في معرض نقده لجماعة الثامن من آذار-:”ما هذا التحالف الذي لم يجتمع يوما ولو لمرة واحدة”.
وذلك في تأكيد على ان تحالف 8 اذار ليس سوى جهة واحدة اسمها حزب الله، توزع التعليمات على بقية الأعضاء دون مشورة او مراجعة.. وما لقاءات فرنجية والحريري في باريس الا دليل قوي على ذلك كونها تمت بعلم وموافقة من حزب الله.
والتحالف القويّ بين ميشال عون والسيد حسن نصرالله وجد من يضربه الضربة القوية، ان لم تكن القاضية، لان جميع التحليلات تؤدي الى مكان واحد، ونتيجة واحدة وهي عدم رغبة حزب الله في إجراء عملية انتخاب رئيس للجمهورية، والا لكان بادر الى اعلان موقفه الترحيبي هذا.

إقرأ أيضاً: رجال الدين المناهضين لحزب الله.. صنوف وطبقات

وتأخر الحزب هذا ليس من اجل انتظار سحب سليمان فرنجية لترشحه غير الرسمي، ولا لإعادة النظر بترشيح جعجع لعون، بل لتغيّر ما في السياسة الإقليمية التي تصبّ في صالح حزب الله منذ ان وقّعت إيران اتفاقها النوويّ مع الدول الست(1+5).
ويؤكد البعض ممن يملك نظرة نقدية لموقف الحزب ان عدم ادلاء حزب الله بأي تصريح، خاصة بعد إلغاء اجتماع تكتل الوفاء للمقاومة، هو نوع من إهمال متعمد يديره الحزب باعتناء وبالتواطؤ مع ميشال عون لأجل بلع المقلب الذي فرضه سمير جعجع ومن يقف خلفه.
هذا الموقف الذكيّ لجعجع لم يمرّ دون استشارة عون لحزب الله، فيما يتعلق بنيّة جعجع، حيث حمل عون ورقة مطالب جعجع الى حارة حريك – مقر حليفه القوي- الذي دونه لن يصل الى الكرسي المستهدف، وكان التنسيق والتشاور وجاءت الموافقة التاريخية من قبل أكثر طرفين تناقضا في الحياة السياسية اللبنانية وأكثرهم إدارة للأمور، بالتواطؤ مع الحليفين اللاعربيين أي واشنطن وطهران.

إقرأ أيضاً: وزارء استعراض الفساد: لستر الفشل السياسي العام و«تقريش» رواتبهم
فما هو العائق الذي يمنع السيد حسن نصرالله من اعلان موافقته على هذه الخطوة؟ وهل ثمة خفايا في الخبايا؟ وهل يريد إرسال رسالة حرب “بطيئة” الى واشنطن، مفادها ان الوقت لم يحن بعد؟ وكيف سيمر الثامن من شباط على الأفرقاء؟ ومن هو التالي الذي سيحترق بعد ميشال عون؟ وختاما من سيصل الى الكرسي على طبق من ذهب بعد هذه اللعبة؟

السابق
حزب الله المُحرَج… ينتظر المَخرج
التالي
بالفيديو: الطلاب يغنّون الراب لـ«بو صعب»