التنظيف الامني المتبادل بين حزب الله والمستقبل: خطوة نحو الحل؟

سجن رومية
بماذا يمكن للمراقب ان يفسر العمليات الامنية التي كانت جزءا من الخيال؟ سواء في المبنى "ب" للموقوفين الاسلاميين في سجن رومية او في البقاع الشمالي حيث يتسلل المعتدون على هيبة الدولة والارهابيون الآتين من سوريا؟ كيف يرى هذه العمليات المحلل السياسي يونس عودة؟

هل تأخر حزب الله في ادراك خطورة إقصاء تيار المستقبل من على رأس الحكومة اللبنانية، الامر الذي افسح المجال امام التكفيرين للبروز والظهور والانتشار بشكل غير مسبوق داخل المجتمع السنيّ. مجتمع عانى في الوقت عينه من غياب قياداته عن همومه اليومية فما باله بهموم السياسية التي تعج في المنطقة بعد احتلال العراق واندلاع الربيع العربي في اكثر من منطقة؟

هذه المقدمة هي المدخل للاطلاع على حيثيات وتطورات الحوار بين حزب الله والمستقبل والذي بدأت آثاره تظهر من خلال اقتحام سجن رومية والاعلان عن الخطة الامنية التي ستطل على البقاع الشمالي قريبا دون تحديد ساعة الصفر لانطلاقها ربما من اجل فعل المباغتة الذي يعتمده وزير الداخلية نهاد المشنوق في أعماله الامنية.
فهل التنظيف الامني المتبادل هو الخطوة الاولى على طريق الحوار اللبناني- اللبناني؟ وهل ان الخطر التكفيري الداهم هو الذي جمع الاخوين اللدودين معا؟ والى اين يمكن ان يصل مستوى التمثيل في حال لم يكتف الاخوة الاعداء بالمستويات الاولى الحالية؟
في اتصال حول الموضوع مع المحلل السياسي، القريب من قوى 8 اذار، يونس عودة، قال أن: “ان كلمة تنظيف امني متبادل غير صحيحة، لان اولا ما حصل داخل سجن رومية ما هو الا ضرورة وطنية بعد ان شكّل الارهابيون مركز ادارة عمليات على الاراضي اللبنانية، والذي كان يسهّل مرور كل الادوات الى داخل السجن وكأنهم داخل رئاسة اركان محمية”.

يونس عودة
وبرأي عودة ان: “كل ذلك بات غير جائز ولم يعد مقبولا، واقصد بذلك السعودية التي كانت لهم خير معين، ولكنها قررت رفع الغطاء عنهم. فالارهابيون أنفسهم قد خرجوا عن ارادة ولي الامر السياسي”. أضاف “فالارادة الداخلية موجودة، ولكن الغطاء الخارجي كان متعاونا مع الارهابيين وكل ذلك من اجل تفعيل المسار اللبناني في سبيل الحوار، لذا كان لا بد من ان يواصلوا القطار السياسي من خلال الحوار، ولان هناك تنسيق واتصالات ترد من الخارج لهؤلاء الذين تم تقديمهم كورقة على طاولة الحوار سيما بعد التحرك الغربي ضد الارهاب. لذا هذه العملية لا يمكن تسميتها تنظيف داخلي”.
ويتابع عودة بالقول: “ولا ننسى ان الخطة الامنية في البقاع الشمالي وفي الشراونة تحديدا قد انطلقت منذ شهر من اجل حماية الحدود اللبنانية القريبة من الاراضي السورية. والعملية الامنية في البقاع الشمالي مستمرة ولم تتوقف اصلا منذ انطلاقها”.
ولكن ما هي الخطوات التالية في الحوار بعد “العمليات الامنية” التي يمكن القول انها عبارة عن “اعلان نوايا”؟
يشير عودة الى ان: “اهم شيء ان الحوار لا يزال في بداياته، وهي بدايات مشجعة، واهمها تخفيف الاحتقان الداخلي لان الوضع الداخلي لم يعد يحتمل، والاهم ازالة الاحتقان تمهيدا للخطوات السياسية اللاحقة، ولان لبنان يعيش ازمات متعددة ومنها ازمة رئاسة الجمهورية منذ اشهر، وهي لم تنضج بعد، ارى ان رئاسة الجمهورية غير مرتبطة حصريا بالحوار اللبناني- اللبناني، بل تساعد على تبلور الخطوات”.
و”الامر الاساس، بحسب عودة، متوفر في الخارج. فمجرد ان تفي السعودية بالتزاماتها، خاصة بعد خروج نوري المالكي من الحكم في العراق، وتسلّم الرئيس حيدر العبادي. وكان هذا التسهيل لضبط الامور ولارساء الحوار”.

لكن لماذا لم تلتزم السعودية بما تعهدت به حسب قولك؟ نسأل عودة؟  الذي أجاب ان “الوضع في السعودية مربك، والقرار السياسي غير مضبوط من اي مرجعية حاليا بسبب ترديّ صحة الملك. لذا هناك بعض المعاناة داخل القيادة السعودية. وفي حال رحيل الملك السعودي ستكون الفرصة سانحة لدخول السياسة اللبنانية مرحلة جديدة من خلال وضع الولايات المتحدة يدها على الملف، وهي التي لها باع طويل في هذا الموضوع”. يختم عودة.

السابق
مهاريشي يستحضر «داعش» في أزيائه
التالي
إصابة جندي برضوض في العبودية من الجانب السوري