ثوار الزبداني يطلقون معركة فك الحصار والنظام و«حزب الله» يحاصران وادي بردى

بعد دخول معركة الزبداني شهرها الثاني، ما زالت قوات المعارضة السورية تعطي انطباعاً عن قدرتها على الصمود، وهو ما قد يدفع الامور الى حرب استنزاف طويلة، رغم الحصار المطبق على هذه المنطقة منذ نحو 3 سنوات.

وكان بارزاً انه في أعقاب هدنة طلبها جميع المتصارعين وفشَل المفاوضات في وقف الحرب في الزبداني، أراد النظام السوري و«حزب الله» أن يستعملا ضرب المدنيين للضغط على «المعارضة المسلحة» في وادي بردى، حيث عمدا منذ أيام الى فرض حصار مطبق على جميع قرى وادي بردى من خلال قفل كل الطرق المؤدية للمنطقة ومنع الدخول والخروج منها وإليها، بإستثناء بعض الموظفين الذين سُمح لهم بالخروج من دون عودة، وهو ما أدى الى إغلاق جميع المحال التجارية والأفران وتسبب بنقص كبير في المواد الغذائية والطبية والتموينية والخضروات، عدا عن قطع كافة إتصالات الهاتف وشبكات الإنترنت.

ورجح متابعون وناشطون في وادي بردى أن يكون هذا الحصار تمهيداً لضرب القرى والبلدات المجاورة للزبداني المكتظة بالأهالي كونها تضم آلاف العائلات النازحة من الزبداني، وذلك بهدف تهجيرها بالكامل «لإعادة مسحها ديموغرافياً، كما حصل في القصير ويبرود»، بحسب ما قال «أبو محمود» وهو أحد قادة الثوار في المنطقة، موضحاً انه «تم تهجير أهلنا في القصير ويبرود بحجة مفاوضات حقن الدماء وما زالوا ممنوعين من العودة الى بلداتهم وأراضيهم التي سيطر عليها حزب الله ووضع فيها عائلات شيعية».

وبحسب متابعين لمواجهات الزبداني، فان هذه المعركة هي بالنسبة الى «حزب الله» والنظام السوري معركة تحديد المصير كون هذه المنطقة التي تُعتبر عاصمة وادي بردى، تشكل ببلداتها نقطة استراتيجية مهمة للنظام والحزب، اذ انها تتصل أولا بدمشق، وتُعتبر امتداداً للقلمون ومعبراً عسكريا للغوطة الشرقية، عدا عن أهميتها لجهة انها تربط الطريق الدولية بين دمشق ولبنان (المعبر الوحيد المتبقي للنظام كمتنفس له)، كما ان الزبداني والقلمون تدخلان ضمن استراتيجية النظام في الحفاظ على هذا الجزء من سورية «المفيدة».

ويكشف هؤلاء انه خلال الايام الاخيرة شهدت الزبداني غارات للطائرات الحربية وإلقاء البراميل المتفجرة والصواريخ، كما تعرضت لمحاولات عدة من جيش النظام وحزب الله لاقتحام بعض أطرافها من الجهة الغربية، فيما افتتح مقاتلو المعارضة السورية المسلحة معركة فك الحصار عن الزبداني بهجوم مباغت لثوّار الجبل الشرقي على حاجزي «كرم العلالي» و«جدودنا»، واستطاعوا تحريرهما حيث غنموا دبابتيْ T-72 وقاعدتيْ صواريخ «كونكورس» وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر «حزب الله» المدعومين بقوات الأسد ما ادى إلى مقتل العشرات منهم، بحسب ما أوضحه لـ «الراي» عمران الزبداني.

وعزا أحد قادة المعارضة الميدانيين فشل المفاوضات «لأننا رفضنا أن نفاوض على أرواح أبنائنا»، سائلاً: «أي مفاوضات هذه وهم يريدوننا أن نسلّمهم المدينة ليضموها الى محورهم المذهبي؟ لم يعد هناك شيء في المدينة لم نخسره، أكثر من 1500 برميل متفجر عدا عن 1200 صاروخ وآلاف القذائف استُعملوا لتدمير المدينة بالكامل، واليوم يريدون تدمير كل قرى وادي بردى».

(الراي)

 

السابق
فيلم إيراني لإزالة الصورة العنيفة للنبي محمد…
التالي
طلعت ريحتكم: خطوة خطوة