النفايات…هي أزمتنا الحقيقية !

النعرات الطائفية والمناطقية سرعان ما برزت مع أزمة النفايات، وانتشرت عصبياتها على شكل اعتصامات شعبية على الطرقات ومفارق المدن والبلدات الساحليّة بين بيروت والجنوب.

قطع السير على الجنوبيين وعادت سياراتهم أدراجها، فالمشاركون اليوم في قطع تلك الطرقات لمنع شاحنات النفايات من دخول مناطقهم، هم أنفسهم الذين قطعوها قبل أسابيع احتجاجا على هجوم حزب الله على جرود عرسال.

وقبلها كاتوا قد قطعوها أيضا احتجاجا على تعذيب أحد المعتقلين الاسلاميين في سجن رومية الخ…

نداء “واطائفتاه” هو الأكثر فعالية فيما يخص أي عمل جماعي يقتضي تحشيدا شعبيا في وطننا المستنفر طائفيا ومذهبيا…

اقليم الخروب الذي يشكو من التهميش السياسي ويتخوّف من التغيير الديموغرافي الذي بدأ يطال ساحله كان بحاجة لأزمة النفايات كي ينفجّر المكبوت من هذه الهواجس السياسية والوجودية…

إذا، فالقصّة ليست فقط قصّة نفايات، انها قصّة “العصب الطائفي” الذي يظهر فجأة عند كل أزمة في لبنان، سواء أكانت الأزمة مطلبيّة أم بيئيّة أو سياسيّة، لا فرق…كلّه عند اللبنانيين…نفايات!

السابق
إصابة 4 عناصر من قوى الأمن أثناء تفريق المتظاهرين في الجية صباحا
التالي
ازمة انسانية بسبب اقفال اتوستراد الجية.. وضمانات مالية وصحية من الحكومة لبلديات الاقليم