«شمشطة»

«والله لشمشطك»..الشرغ“شمشطني وراه وما وصلت لشي”..
“استرجي انزلي..رح تتشمشطي”!
“شمشطة”.. إنها العبارة اللبنانية المرتبطة بالمحاكم الجعفرية، والتي ترتعب من سماعها نساء لبنان “الشيعيات”..
نعم.. فهذه العبارة المؤلفة من خمسة أحرف كافية لتبث الرعب في قلب أي امرأة يمكن أن تفكر في اللجوء إلى محاكم لبنان الجعفرية، سواء للمطالبة بحضانة أطفالها أم بنفقتهم أو حتى بالطلاق.
أنظروا حولكم: ألم تسمعوا قصة امرأة لجأت إلى المحكمة الجعفرية لطلب الطلاق من زوجها، ففاوضها القاضي بأرخص الوسائل “الشرعية” في سبيل تطليقها؟ ألم تدمع عيونكم لسماع قصة امرأة حرمت من رؤية أطفالها لأن القاضي الجعفري (قدس الله سره) ارتأى أن مصلحة الطفل وهو في عمر السنتين أن يكبر بعيداً من أمه؟ ألم تتعاطفوا مع امرأة باعت ما تملك لتحصل على حكم مناقض للحكم الذي حصل عليه زوجها من القاضي لأنه “مدعوم”؟ ألم تستفزكم صورة امرأة تعمل ليلاً نهاراً لتأمين حياة كريمة لأطفالها لأن من يسمى “أبوهم” قرر أن يلقي بكامل مسؤوليته عليها، وهي لا تستطيع أن تلجأ إلى محاكمنا الكريمة لأن القاضي فوراً سيتحول إلى إنسان ذكوري قائلاً: “إنسي الموضوع، منيح يللي تاركهن معك”.. والقائمة تطول.
هل نظرتم جيداً؟ هل تعتقدون أن ما أقوله هو من نسج خيالي؟ إذاً.. اذهبوا إلى أروقة المحاكم الجعفرية واستمعوا إلى النساء هناك.. ليس هناك امرأة دخلت من باب تلك المحكمة.. ولم “تتشمشط”!

(تغريدة)

 

السابق
رحلة هرب ناجح من الحرب الأهلية والسرطان
التالي
مواقفنا من التعذيب في رومية