سير المعارك في القاع: داعش باغت حزب الله

حدث تطور نوعي أمس في جبال القاع ورأس بعلبك عند الحدود مع سوريا، تمثّل بدخول تنظيم داعش على خط المعارك ضدّ حزب الله، بعدما كان يقاتل هو وحزب الله جيش الفتح. مصدر مطلع أكدّ لـ «جنوبية» أنّ المجموعة التي استهدفت مواقع حزب الله فجر أمس هي منشقة عن تنظيم داعش وقد قامت بذلك احتجاجاً على عدم دخول التنظيم في معارك ضدّ الحزب.

فيما كانت الأنظار تتجه إلى جرود عرسال وتمدد حزب الله فيها، وعلى الأخبار التي يسربها الحزب عن احتلاله تلة هنا وموقعٍ هناك في معركته الدائرة في القلمون السورية ضدّ جيش الفتح وجبهة النصرة، سجلّ أمس تطور أمني ميداني يبدو أنّه سيغير مسار المعارك الدائرة على الحدود اللبنانية – السورية، ألا وهو دخول تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في مواجهة حزب الله.

هناك إمكانية لإلتحاق المقاتلين الذين انشقوا عن تنظيم داعش بجيش الفتح والقتال بصفوفهم ضدّ حزب الله

وفي التفاصيل أنّ «حزب الله استهدف أول أمس مواقع لداعش وأحرق خلالها خمس آليات، مما أدّى إلى ردّ من قبل داعش وباغت التنظيم حزب الله، فاستهدفوا وأحرقوا 5 مواقع للحزب في جبال جوسية شمال القصير السورية وجبال القاع ورأس بعلبك شرقي لبنان عند الحدود مع سوريا، مما أوقع 12 قتيلاً من صفوف مقاتلي حزب الله».

وبحسب مصدر متابع لـ «جنوبية»، أشار الى أنّ انشقاقات حصلت في صفوف داعش في الأيام الأخيرة وذلك بسبب قتال داعش لعناصر جيش فتح من دون الإعتراض لمقاتلي حزب الله. وبحسب المصدر هناك إمكانية إلتحاق المقاتلين الذين انشقوا عن تنظيم داعش بجيش الفتح والقاتل بصفوفهم ضدّ حزب الله.

وفي المقابل تحدثت قناة «المنار» عن «مقتل أحد أمراء داعش والعديد من القادة الميدانيين لدى احباط حزب الله هجوماً لهم على جرود رأس بعلبك عرف منهم: أبو عكرمة، أبو شهاب، أبو عائشة، أبو محمد، أبو كايد، أبو خالد قارة. وقالت القناة إن حزب الله تمكن من سحب 14 جثة لمسلحي داعش».

وذكرت «الأخبار» أنّ مصادر ميدانية معنية أكدّت أن «خطوة داعش سرّعت في الهجوم الذي تحدّث عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، على مواقع التنظيم لتطهير كامل القلمون من إرهابيي النصرة وداعش».

«حزب الله» بدا حريصاً على توجيه كل جهوده نحو محاربة «النصرة» لأن بقاء التنظيم وحده بعد القضاء على الفصائل الأخرى من شأنه أن يكسب معركة الحزب شرعية لبنانية وإقليمية ودولية

وقالت «الأخبار» إن مصادر مقرّبة من التنظيم في عرسال أشارت إلى أن «الهجوم شُنّ على مراكز الحزب بعدما استُهدف رتل للدولة الإسلامية كان يحاول أن يدخل عرسال ومعهم جرحى من ناحية جرد فليطا». وأكدت أن «المواجهات انتهت، لكن احتمال تجددها وارد في كل لحظة».

وفي المقابل أشارت مصادر «النهار» أنّ ما حصل أمس بين الحزب وداعش «قد يدفع الحزب، كما تقول مصادر المسلحين، إلى اعادة الانتشار وتوزيع القوة بحيث تتراجع وتيرة التقدم في منطقة جبال القلمون ويضعف التعزيزات الخاصة بالحزب والجيش في تلك المنطقة».

القلمون

وأفادت وكالة انباء الشرق الاوسط أن «حزب الله» بدا حريصاً على توجيه كل جهده الى محاربة «النصرة» لأن بقاء التنظيم وحده بعد القضاء على الفصائل الأخرى من شأنه أن يكسب معركة الحزب شرعية لبنانية وإقليمية ودولية يثيرها اسم التنظيم المرعب الذي يعرف عنه أنه لا يحالف أحداً ولا يرحم صديقاً أو عدواً. ونقلت عن مصدر ان «حزب الله» يسيطر على نحو 150 كيلومتراً أي ثلث جرود عرسال، غير أن هذا لا يعني انتهاء المعركة التي يعتبرها الحزب مصيرية لتأمين ظهره في ظل تراجع النظام السوري على معظم الجبهات الأخرى.

السابق
الحصة الأولى في مادة التاريخ للرئيس بشار الاسد
التالي
حالة حرب بالضاحية: رصاص على مدار الساعة والأهالي مستاؤون