الحصة الأولى في مادة التاريخ للرئيس بشار الاسد

بشار الاسد

إن القتل عبارة عن قاعدة تجمع القاتل بالمقتول، ولكل حرب لوازمها وأرضها وجنودها الشجعان، بداية من الصليبيين والفتوحات الإسلامية في اسبانيا ومجيء العصابات اليهودية إلى أرض فلسطين، ودخول الجيش الأميركي والبريطاني إلى بغداد، وصولًا إلى اعتراف جيف بوش شقيق الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش عن أن ذرائع الأسلحة الكيماوية كانت واهية، وأن شقيقه الكبير أخطئ وكان من المفترض لو دخل العراق بذرائع انجع من تلك. ليس من شهدوا الحرب هم من سيتكلمون عن الحرب، ولكن من يحصون الارقام ويقفون أمام المقابر الجماعية ويجمعون روايات المحارق ويمتلكون رزنامة الايام والشهور والاحداث ويحملون في جيوبهم كتاب التاريخ وخريطة العالم القديم والحديث. لو فهم الصربيون الحرب، لما أقدموا عل تطهير سربرنيتشيا وذبح البوسنيين. ولو فهم الإيرانيون والعراقيون أهمية مليون وخمس مئة ألف قتيل سقطوا خلال ثماني سنوات القتال الدائر بينهما لكانوا وقفوا أمام مدافعم لا خلفها. ومن المحتمل أن نختبر الأسباب المختبئة خلف النزاعات كي نضحك. وقد يفوت الوقت على الضحك، اُفضل البكاء أو الصمت، عندما يأكل الضحايا وجوه الأحياء. ويستمر التاريخ إلى ما لا نهاية وتتخذ ذاكرة الشعوب ما اقترفه اجدادهم بحق بعضهم.

السابق
نظام مغيط: من المسؤول عن مصير العسكريين المخطوفين؟
التالي
سير المعارك في القاع: داعش باغت حزب الله