حالة حرب بالضاحية: رصاص على مدار الساعة والأهالي مستاؤون

لا تكاد تمرّ ساعة في الضاحية أو في الجنوب أو في البقاع إلّا وتسمع رصاصات متواصلة لتشييع عناصر من حزب الله. تسبب الرصاص تكرارا بحالات هلع وذعر الا أنه لم يؤخذ أي اجراء من قبل حزب الله لمنعها.. فهل فقد حزب الله "المونة" على أنصاره؟ وأين الخطة الأمنية؟

بعد ان كانت الجموع تتلو آيات الذكر الرحيم وتردد عبارة “لا إله إلا الله” في التشييع، أصبح التشييع الآن يحدث وسط ال آر بي جيه والرصاص لدقائق متواصلة في الهواء فلا مراعاة لسكان المنطقة ولا احتراما لنفس ماتت في معركة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

حزب الله الذي منع بتكليف شرعي اطلاق الرصاص عند القاء السيد حسن نصر الله كلمة، بالتزامن مع بدء الخطّة الأمنية، يقف اليوم مكتوف الايدي، وكأنه بعدما تسبب بما تسبب به لم يعدّ بمقدوره أن يفرض على مناصريه عدم إطلاق الرصاص، هو الذي يعرف مقدار الغضب لا يجرؤ علة منعهم من التنفيس عن غضبهم.

هكذا انقلبت المعادلة فلا حزب الله عاد بمقدوره السيطرة على وقف استنزاف جنوده ولا بوسعه السيطرة على ردود فعل مناصريه الذين وان تظاهروا بالصمود والتمسك بما آمنوا به وصدقوه، إلّا أنهم بدأوا يستشعرون بناقوس الخطر كأنهم فجأة أدركوا ان ما زجوا به “مغطس” لا عودة منه.

أصبح التشييع الآن يحدث وسط ال آر بي جيه والرصاص لدقائق متواصلة في الهواء

فحرب الاستنزاف هذه اتسعت دائرتها إلى حدٍ أصبح لكل أسرة شيعية قريب أو صديق أو جار يقاتل أو قاتل حتّى الموت في سورية. ووابل الرصاص الذي يطلق عند التشييعات بالجملة يوميًا من أقصى الجنوب مروراً بالضاحية وصولاً إلى البقاع يعبر عن مدى الذعر والغضب إلى حدِّ أصبحت الرصاصات يستعاض عنها بال آر. بي. جيه أثناء التشييعات.

ومع العلم ان مسألة اطلاق الرصاص في الضاحية الجنوبية ليست جديدة إلّا أن مدلولها اختلف فأصبح واحدا وواضحا: تشييع المزيد من عناصر وقادة لحزب الله. وقد تحول إطلاق الرصاص إلى مسبب ذعر لأهالي الضاحية، ويمكن بسهولة رصد ردود فعلهم واستيائهم عبر جولة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي.

حزب الله الذي منع بتكليف شرعي اطلاق الرصاص عند القاء السيد حسن نصر الله كلمة، بالتزامن مع بدء الخطّة الأمنية، يقف اليوم مكتوف الايدي

وقد ترجم هذا الخوف والهلع على أرض الواقع منذ أيام خصوصا أنه تزامن فيه بدء الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة والثانوية. وغالبا ما يظن كثيرون أن الصوت ناجم عن وقوع انفجار في الضاحية، وهو أمر يتوجس السكان من عودته.

اطلاق الرصاص

ومع أن السيد حسن نصر الله أطلق تكليفا شرعيا لمناصريه بعدم اطلاق النار قبيل وبعد القاء خطابه والتزم فيه الجميع حتى الآن، إلّا انه لم تؤخذ بعد أي اجراءات ولم يصدر تكليف يمنع اطلاق الرصاص عند التشييع على الأقل احتراما للميت.

ولا بأس أن نسأل ختاما: لكن أين الخطة الأمنية التي بدأت قبل أسابيع؟

السابق
سير المعارك في القاع: داعش باغت حزب الله
التالي
الخطاب المذهبي في أعلى مراحله