سوريا تتّجه إلى تقسيم الأمر الواقع

بعد أربع سنوات من حرب أضعفت قواته ومؤسساته، يرى ديبلوماسيون ومحللون ان النظام السوري قد يجد نفسه مضطراً الى الاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق الى الساحل السوري غرباً حيث يتمتع بنفوذ قوي. ويعزز هذه الفرضية انسحاب قوات النظام الخميس من تدمر الاثرية في وسط سوريا، وبسط مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” سيطرتهم على المدينة، اضافة الى توسيع رقعة سيطرته على المعابر الحدودية مع العراق، على حساب النظام.

 

وقال الاستاذ الجامعي والخبير في الشؤون السورية توماس بييريه: “على الارجح، يحتفظ النظام عسكرياً بوسائل تمكنه من السيطرة طويلاً على النصف الجنوبي الغربي من البلاد، ولكن من شأن سلسلة خسائر متلاحقة ان تضعفه من الداخل”.
وأضاف: “حتى يتمكن النظام من الاستمرار، عليه ان يخفض سقف توقعاته ويركز على محور دمشق حمص الساحل”.
وفي رأي رئيس تحرير صحيفة “الوطن” القريبة من السلطة وضاح عبد ربه انه “من المفهوم تماماً ان يتراجع الجيش السوري لحماية المدن الكبرى حيث يوجد القسم الاكبر من السكان الذين فر بعضهم من مقاتلي الدولة الاسلامية وجبهة النصرة”، وأن “على العالم ان يتحمل مسؤولياته ضد الارهاب، ولم يعد على الجيش السوري ان يفعل ذلك وحده…
على العالم ان يفكر في ما اذا كان انشاء دولة أو دولتين ارهابيتين يصب في مصلحته أم لا، وان يتخذ بعدها القرار المناسب”، في اشارة الى “دولة الخلافة” التي اعلنها تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا والعراق قبل سنة و”الامارة الاسلامية” التي تطمح “جبهة النصرة” الى انشائها في شمال سوريا.
واستناداً الى الخبير الفرنسي في الشؤون السورية فابريس بالانش، يعيش ما بين عشرة و15 في المئة من السكان في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الاسلامية”، وما بين 20 و25 في المئة لسيطرة “جبهة النصرة”، وما بين خمسة وعشرة في المئة لسيطرة الاكراد، فيما لا يزال نحو 50 الى 60 في المئة من السكان يعيشون في مناطق تحت سيطرة النظام.
وأفاد مصدر سياسي قريب من دمشق ان “تقسيم سوريا بات خياراً لا مفر منه. يريد النظام السيطرة على الشريط الساحلي ومدينتي حمص وحماه في وسط البلاد والعاصمة”. وتحدث عن “خطوط حمر وضعها النظام ولا يمكن تجاوزها تتمثل في ـطريق دمشق بيروت الدولي وطريق دمشق حمص الدولي بالاضافة الى مناطق الساحل كمدينتي طرطوس واللاذقية”.
وقال الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ارام نرغيزيان: “يبدو ان النظام قد بدأ الاستعداد لفكرة حماية مناطقه الاساسية وجعلها آمنة في ظل وجود 175 الف رجل تحت امرته، ينضوون في صفوف الجيش والميليشيات ومقاتلي حزب الله والمقاتلين الشيعة الافغان”.
وخلص بالانش الى أنه “لا يزال لدى الحكومة السورية جيش ودعم قسم من السكان. نذهب في اتجاه تقسيم غير رسمي في ظل جبهات قابلة للتحرك”.

(و ص ف)

السابق
رونالدو مع61 هدفاً و8 «هاتريك» وأوديغارد الأصغر
التالي
السجن 8 اشهر لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اولمرت بتهمة الفساد