وأخيرا.. تلفزيون ناطق للمكفوفين

ماذا ينتظر المكفوفون من التكنولوجيا الحديثة التي خولتهم بواسطة الكومبيوتر وعبر البرامج الناطقة باللغتين العربية والإنكليزية تصفّح الصحف وغيرها على الشبكة العنكبوتية، واستخدام الهواتف الذكية كغيرهم؟ إنه تحقيق حلم اليقظة الذي بدأ تطبيقه بعدما كان مستحيلاً، لأن تكنولوجيا اليوم باتت تصنع المعجزات… فإليكم المفاجأة السارة بهذه التقنية الجديدة التي عثرتُ عليها شخصياً عن طريق الصدفة، من خلال وكيل برنامج “إبصار” في شركة صخر – لبنان للبرامج الناطقة للمكفوفين، الضرير حسن شكرون.

يروي شكرون لـ”النهار”: “صودف أن كنت في منزل صديقي نتصفح قائمة التلفاز الذي ابتاعه من انكلترا، وإذ استرعت انتباهي كلمة Accessibility، فنقرت على الزر وصرت اتلقى معلومات بالصوت”.
بداية، لم يُصدّق الأمر، “إلا أن فضولي دفعني إلى الإستفسار عن هذه التقنية الفريدة في التلفاز، فتواصلت مع الشركة في بلد المنشأ كوريا والمصنّعة لإنكلترا التي زودتني “موديلات” عدّة كي أبحث عنها في الانترنت، لكنني لم أجد أي تلفاز يحتوي هذه التقنية”، مضيفاً: “بعدها راسلت صديقاً لي في انكلترا ليستوضح الأمر في إحدى صالات العرض ولم يجد الموديل عينه”. أمام هذه العقبات لم ييأس شكرون واستمر وابن شقيقته مصطفى جونيه الملمّ بالتكنولوجيا يبحثان على الإنترنت إلى أن وجدا تلفازاً في داخله الـReceiver.

يشرح شكرون أهمية هذه التقنية الحديثة التي تخوّل المكفوفين استخدام التلفزيون باستقلالية تامة، قائلاً: “(Talking TV)، هو عبارة عن تلفاز ناطق يقرأ بالصوت ما يظهر على الشاشة من اسم القناة ورقمها والبرنامج المعروض، حتى أنه يقرا البرنامج الذي يليه وكل التفاصيل عنه”. يتابع: “ويمكّن المكفوف من التبديل بين القنوات الحرّة والمشفرّة، وبين إذاعات الراديو والكابل المشفّر، كذلك يتيح هذا التلفاز من خلال النطق التنقل بين القوائم MENU والمصادر Sources. وباستطاعة هؤلاء البحث عن القناة المطلوبة”. يشير شكرون إلى أن هذا التلفاز عادي يستخدمه أي شخص، وهو غير مخصص للمعوّقين بصرياً، وإنما مزوّد ((Receiver Build in أي داخلي، لكن العقبة الوحيدة أن سعر هذا التلفاز باهظ جداً.
بعدما تعرّف شكرون عن كثب على مواصفات هذا التفاز والوظائف التي تقدمها هذه التقنية لأصحاب الإعاقة البصرية، سارع إلى مراسلة بلد المنشأ للإستمرار في تحديث هذه التقنية وإضافة بعض المواصفات التي يحتاجها المكفوف كالولوج عبرها إلى الإنترنت وقراءة اليوتيوب وغير ذلك. وأكد أن إدراة الشركة تجاوبت معه، واعدةً إياه ببذل قصار جهدها لإن تصبح هذه التقنية متوافرة في الشرق الأوسط العام 2016.
يمكننا أن نعتبر هذه التقنية لا تزال في بداية المشوار، على أن تصل في ما بعد إلى قراءة ترجمة الأفلام بالصوت، فتكون تقنية كاملة للمكفوفين المحرومين مشاهدة الأفلام.

السابق
«داعش» أعدم سيدة بتهمة الزنا رجماً بالحجارة…والتقط الصور
التالي
ما هي الصدمة التي جعلت من «الاخوين كواشي» ارهابيين خطيرين؟