جسور المشاة حاجة ملّحة على اوتستراد الزهراني

بعد سقوط العشرات من القتلى والجرحى والمعوقين دهساً بالسيارت، أثناء محاولتهم التنقل بين خطي أوتستراد الزهراني – النبطية سيراً على الأقدام في الإتجاهين، وتضرر المئات من السيارات في هذه الحوادث منذ إنشائه في أواخرالتسعينيات وحتى الآن، أصبحت اقامة جسور المشاة حاجة ملحة على هذا الأوتستراد.

ففي خطوة كانت الأولى من نوعها في الجنوب بعد عدوان تموز الإسرائيلي في العام 2006، عملت الهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان، وبطلب مباشر من “حزب الله”، وتلبية لرغبة أهالي بلدة دير الزهراني، على إنشاء جسر للمشاة يعلو وصلة الأوتستراد وسط البلدة، وتحديداً عند المفترق المؤدي إلى البلدة القديمة والمدرسة الرسمية فيها.

ويبلغ طول الجسر حوالي عشرين متراً، وارتفاعه ما يقارب ستة أمتار، بينما ناهزت كلفته 50 ألف دولار أميركي، علماً أن بناءه تأخر أشهراً عديدة عن موعده المحدد، بسبب معارضة أصحاب العقارات التي يجاورها من جهتي الأوتستراد، بحجة الأضرار التي سيلحقها في واجهتها.

هذا الجسر كان من المقرر أن يعقبه بناء جسر آخر في “حي الراس” على نفقة  المواطن حسن حسين، من بلدة كفررمان، بحسب ما يقول رئيس بلدية دير الزهراني حسن زواوي، بعد أن وعد به أهالي وفعّاليات دير الزهراني، إثر دهس إبنه أحد الفتية على الأوتستراد وتسبّبه في موته. لكن معارضة عدد من أصحاب المنازل والعقارات في الحي حالت دون تنفيذه إلى الآن.

ويلفت زواوي إلى أن الوزير غازي العريضي كان قد وعد ببناء جسر ثالث على الأوتستراد، مع جسر مماثل على طريق حاروف – النبطية، على أن يُصار إلى تأمين الإعتمادات اللازمة لهما في حينه. وكان من شأن الجسور الثلاثة جميعاً لو انشئت، الحد بنسبة 95 في المئة من حوادث الدهس التي يتعرض لها أبناء البلدة والمتنقلون على جانبي الأوتستراد، في حال اعتمادهم لها، ولكن لم يبصر النور سوى الجسر الحالي.
خطوة “حزب الله” والهيئة الإيرانية للمساهمة في إعادة إعمار لبنان، لاقت ترحيب واستحسان أهالي دير الزهراني، بحسب ما يقول مختار البلدة علي بدران، بعدما دفعوا ثمناً باهضاً من أرواحهم وأموالهم، جراء اضطرارهم للتنقل بين خطي الأوتستراد، مشيراً إلى خسارة أربعة من أقاربه على الأوتستراد دهساً بالسيارات، إضافة للعديد من أبناء البلدة والمواطنين الآخرين.

ويضيف: “بعد كل حادثة كنا نتلقى من المسؤولين المعنيين وعوداً بإقامة جسور للمشاة على الأوتستراد، ولكن حتى الآن بقيت تلك الوعود حبراً على ورق، إلى أن تكرمت الهيئة الإيرانية ببناء هذا المشروع، وهي مشكورة على ذلك، آملاً من المسؤولين المعنيين في الدولة ووزارة الأشغال العامة ومجلسي الإعمار والجنوب، أن يحذوا حذوها، والمبادرة إلى تزويد أوتستراد الزهراني – النبطية بالمزيد من جسور المشاة المماثلة، ليس في دير الزهراني فحسب، بل في كافة القرى والبلدات التي يشطرها إلى نصفين، ويمر فيها بشكل طولي، إسوة بجسور المشاة المقامة على أوتستراد بيروت – صيدا، لما توفره هذه الجسور من خسائر جسدية ومادية كثيرة يتكبدها الأهالي أثناء محاولاتهم اجتياز طرفي الأوتستراد.

ويذكر مدير المدرسة الرسمية في دير الزهراني محمد جميل طفيلي أن أكثر ما كان يرعب أهالي الدير قبل بناء الجسر الحالي، ويشكل كابوساً لهم، هو عبور أبنائهم التلامذة جهتي الأوتستراد ذهاباً وإياباً من وإلى المدرسة، التي أنشئت منذ سنوات في محلة “خلّة الزيتونة”، عند الجهة الجنوبية من البلدة، لذلك جاء اختيار المنطقة التي أنشئ فيها الجسر في محله، لأنها المعبر الوحيد للتلامذة نحو المدرسة. أما الآن  وبعدما أصبح هذا المعبر آمناً لهم، بات بإمكان الأهالي الإطمئنان على سلامة أبنائهم إلى أقصى الحدود،  فضلاً عن إعفائهم من الأعباء المادية  الإضافية التي كانوا يدفعونها لأصحاب الحافلات، ليعبروا بهم بين الجهتين، وليستفيد منه سكان عشرات المنازل في المنطقة، أثناء خروجهم إلى الجهة المقابلة للتزوّد باحتياجاتهم اليومية.
ويروي بعض الأهالي كيف توسّموا «خيراً» أثناء تنفيذ الأوتوستراد في أواخر التسعينيات، وتوقّعهم أن تلحظ ورشته إقامة معابر أو جسور أو أنفاق لمرور المشاة من الناس، وخصوصاً بعد تلقّيهم وعوداً من  المسؤولين والسياسيين المعنيين بتحقيقها، بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة، لكن الطريق اتسعت، وزادت معها حوادث الدهس والموت. وبالرغم من ذلك فإن الجسور لم ترتفع أو يظهر ولو نفق واحد يخفّف من هذا الرعب، الذي بقي يلقي بظلاله على العابرين، كلما حاولوا اجتياز الأوتستراد، آملين بناء المزيد من جسور المشاة عليه رحمة بهم وبأولادهم وكافة العابرين.

السابق
الجيش اللبناني يحبط مخططاً لتنفيذ عمليات انتحارية
التالي
إيلي الورّاق.. انتحاري مسيحي!