هل كلام السنيورة انقلاب على الحوار؟

ويعود موقفه هذا الى الجهد الذي بذله طوال الأشهر الأخيرة لالتئام طاولة الحوار التي جمعت في النهاية “تيار المستقبل” و”حزب الله” في عين التينة بعد فصول طويلة من “تنافر” سياسي واعلامي بين الطرفين، كانت تخرج “حممه” حتى من منابر المساجد والنوادي الحسينية عند وقوع أزمة وخلاف تضج به الساحة المحلية في السنة 2014 وعلى وقع شريط من التفجيرات وسوء الأوضاع الأمنية ودخول “داعش” على الخط وعند وقوع مواجهات بين الجيش والجماعات المسلحة في طرابلس وجرود عرسال والتي لم تنته محطاتها الأخيرة بعد.

ولا يخفي راعي الحوار بري غبطته و سروره بالرسائل التي تلقاها من مواطنين قبل السياسيين تتحدث عن ضرورة الحوار والاستمرارية فيه، إذ خلّف هذا التطور أملاً عند اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعا بالأجواء غير المستقرة في عدد من المناطق وخصوصا تلك التي تجمع جمهوري “المستقبل” و”حزب الله”.
وكان لنتائج حوار عين التينة الذي رسم بري لوحته بلمسات من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط انعكاس على الحوار المنتظر بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فظهر المشهد اللبناني في المرحلة الأخيرة على شكل طاولة لعبة ” بلياردو”، لامست عليها طابتا “المستقبل” والحزب الزرقاء والصفراء الطابتين البيضاء والبرتقالية لـ”القوات” والعونيين، ولا سيما ان جمهورهما والرأي العام المسيحي يطالبان بالتوجه الى الحوار أيضا وجلوس عون وجعجع وجها لوجه وطرح المواضيع الشائكة بينهما على طاولة البحث، والسعي الى توحيد رؤيتيهما حيال استحقاق رئاسة الجمهورية، وصولا الى تخفيف الاحتقان في الشارع المسيحي أيضا.
وينتظر الجناح المسلم في 8 اذار لقاء عون و جعجع ويأمل في توصلهما الى مشروع اتفاق في الملف الرئاسي الذي يبقى مفتاح الحل للكثير من القضايا في البلاد، وعلى رغم ان الاشارات الايجابية غير ظاهرة في المدى المنظور.
وفي خضم انطلاقة حوار “المستقبل” و”حزب الله” والاستعداد للجولة الثانية والدخول مباشرة في نقاط جدول الأعمال، جاء خطاب الرئيس فؤاد السنيورة في ذكرى اغتيال الوزير السابق محمد شطح والذي “شوش” على الحوار والتلاقي الجديد بين الفريقين من خلال قوله انه “لن يصل الى نتائج ايجابية”. ووصفت جهات هذا الموقف بالخرق الاعلامي الأول من خلال رميه حجرا كبيرا في مياه الحوار. وثمة متشائمون رأوا في كلام السنيورة انقلاباً على الحوار”. وان ما ردده يعبر عن موقف صقور “المستقبل” الرافض لهذا الحوار وشكله واختيار ممثليه. وبرز هذا الموقف بحسب المعلومات في اللقاء الاخير الذي جمع الحريري واركان تياره في السعودية، حيث اتخذ القرار النهائي في ولوج الحوار واختيار اسماء ممثليه.
وتوافرت للسنيورة منصة ذكرى شطح ليقول كلامه هذا، وان لم ينسف فكرة الحوار من الأصل في مناسبة أليمة لجمهور التيار الازرق.
وأمام كل هذه المعطيات، يبقى بري في موقع حارس مرمى الحوار يصد الهجمات التي تعترض شباكه ولا يدخل في التعليق على السنيورة، لكنه يقول لـ”النهار” ان “العجلة مستمرة في الدوران ولن تتوقف بفعل ادراك قيادة الطرفين أهمية انجاح ما يعملان له. وهما على قدر كبير من المسؤولية الوطنية التي يتحملانها وتقع على عاتقهما”.
ورداً على المشككين في الحوار يوجه رئيس المجلس رسالته هذه: “استريحوا ولا تتعبوا انفسكم”.

السابق
إسرائيل تبني «حاجزاً بحرياً» في مواجهة حزب الله
التالي
اكتشاف مخيّم في جرود عرسال يضم عائلات الإرهابيين المتحصنين في جرد البلدة