اكتشاف مخيّم في جرود عرسال يضم عائلات الإرهابيين المتحصنين في جرد البلدة

جرود عرسال

على مسافة أيام قليلة من نهاية العام الحالي، بقيت الساحة الداخلية متـأثرة بـ «المناخات الإيجابية» التي أشاعها موسم الحوار المتجدد، سواء ذاك الذي انطلق بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، او ذاك الذي يجري الإعداد له بين رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

وفي الأمن، استمرت عيون الأجهزة الأمنية مفتوحة لمنع أي عمل إرهابي في فترة الأعياد، فيما عزّز الجيش اللبناني إجراءاته لتضييق الخناق على المسلحين في جرود عرسال، ما أثار احتجاجاً في البلدة من قبل بعض المعترضين من الأهالي وأصحاب الكسارات، الذين قطعوا طريق عين الشعب بالإطارات المشتعلة.

وكان الجيش قد وزّع منشورا أكد فيه أنه «اعتباراً من 1/1/2015 ، يمنع عبور أي مواطن لبناني أو سوري، باتجاه جرد بلدة عرسال أو العكس، عبر حاجز وادي حميد، من دون حصوله على تصريح مسبق من المخابرات».

وتعليقا على التحركات الاحتجاجية التي نفّذها بعض أهالي عرسال، أكدت مصادر عسكرية لـ «السفير» أن الغاية الاساسية من التدبير المتخذ هي حماية أهالي البلدة من تسرّب المسلحين الى بلدتهم وجوارها، بعدما اعتاد بعض قياديي المجموعات الارهابية على التسلل الى منازل معينة في البلدة للمأكل والمشرب والتزود بما يحتاجونه، مع ما يمكن ان يشكّله ذلك من خطر أمني، وبالتالي فإن على الاهالي ان يضعوا إجراءات الجيش في إطار الحرص على سلامتهم بالدرجة الاولى.

وأوضحت المصادر ان أي شخص يرغب في التوجه الى جرود عرسال بات يحتاج الى إذن من مخابرات الجيش، لافتة الانتباه الى ان هذا التدبير يسري على الجميع، بمن فيهم اصحاب المنازل القاطنين في الجرود، والذين سيصار الى منحهم بطاقات مرور شهرية.

وشددت المصادر على انه من الممنوع بعد اليوم العبور الى جرود عرسال من دون علم مخابرات الجيش، مشيرة الى انه تبين ان بعض العابرين كانوا يهرّبون مواد تموينية الى المسلحين، وقد جرى توقيف عدد من الاشخاص الذين اعترفوا بمشاركتهم في عمليات التهريب.

وكشفت المصادر عن وجود مخيم في الجرود، يُرجّح انه يضم عائلات مسلحي المجموعات الارهابية، هو غير المخيم الكائن في عرسال، موضحة ان التحقيقات مع عدد من المهربين قادت الى اكتشاف هذا المخيم الجديد الذي كانت ترسل اليه ايضا بعض المواد المهرّبة.

واعتبرت المصادر العسكرية انه لم يعد من الجائز ترك الممرات بين البلدة وجرودها سائبة وفالتة، كما كانت في السابق، مؤكدة ان كل الممرات المعروفة او المتعارف عليها، باتت مقفلة والمرور عبرها أصبح يحتاج الى إذن، وفي حال تم اكتشاف أي ممر سري لاحقا سيجري إقفاله فورا.

وفي سياق متصل بالوضع البقاعي، زار البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس منطقة بعلبك، حيث قدم التعازي الى أهالي الشهداء العسكريين محمد حمية في طليا، وعباس مدلج في يونين وعلي البزال في التوفيقية، ثم كانت له محطة ختامية قي بلدة بتدعي حيث ترأس قداسا لمناسبة مرور أربعين يوماً على مقتل صبحي الفخري وزوجته نديمة.
وفي موقف لافت للانتباه غداة زيارة وفد «حزب الله» الى بكركي، أعرب الراعي عن تضامنه مع أهالي شهداء الجيش والمقاومة الذين هم «قرابين للوطن»، وقال: لقد جئت لأحيّي الجيش اللبناني والمقاومة.

السابق
هل كلام السنيورة انقلاب على الحوار؟
التالي
سنة 2014 تورّث 2015 ملفات قضائية متفرّعة