صبرا وشاتيلا، رمز لرغبة إبادة الفلسطينيين

لمجزرة صبرا وشاتيلا دلالة رمزية للعنصرية الّتي ترفض الآخر وتقول له لا مكان لك بيننا والطريق الوحيد المتاح أمامك هو الموت المجاني.

سقط للاجئين الفلسطينيين عدد كبير من الضحايا خلال مشاركتهم في الحرب الأهلية اللبنانية، وعدد ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 ضئيل جداً مقارنة مع ضحايا حرب المخيمات التي حصلت ما بين 1985 و1987. لكن يبقى لمجزرة صيدا وشاتيلا رمزية خاصة.

إنها مجزرة ارتكبها قوات ملتحقة بالعدو الإسرائيلي آنذاك (حبيب سعد حداد) وقوى داخلية متحالفة معه آنذاك (القوات اللبنانية) وبإشراف وتسهيل من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

حصلت بعد خروج المسلحين الفلسطينيين من لبنان باتّفاق ينص أحد بنوده على حماية المدنيين الفلسطينيين، أتت هذه المجزرة لتقول لا حماية فعلية لأي فلسطيني في لبنان، وأن أعداء الفلسطينيين لا يقتصر على الإسرائيلي، بل هناك لبناني أيضاً ينظر إلى الفلسطيني كعدو حتى لو كان مدنياً.

مجزرة صبرا وشاتيلا كانت بمثابة تجربة “لتنظيف” بيروت من “التلوث” الفلسطيني، كان مخططاً أن يستكمل التنظيف في مخيم برج البراجنة، لكن الضجة المحلية والدولية، منعت تكرار التجربة. ومن يراجع الخرائط الهندسية التي نُشرت بعد المجزرة بفترة قليلة تظهر خلو بيروت من مخيمات فلسطينية.

كانت دعوة لتهجير اللاجئين الفلسطينيين من لبنان، وكانت المجزرة هي المدخل، بعدها صدرت مراسيم تمنع الفلسطيني من العمل، الآن لم يبق من أهالي مخيم شاتيلا أكثر من ألف لاجئ فلسطيني والباقي رحل وهاجر إلى أوروبا.

في الذكرى الأولى للمجزرة، تنادى عدد من المثقفين اللبنانيين إلى مسيرة بالشموع نحو مقبرة الضحايا، وسط مراقبة أمنية مشددة. اليوم باتت الذكرى مناسبة سياسية تستخدمها سلطات مختلفة للترويج لخطاب فئوي، لا يجد في الفلسطيني سوى أداة للاستخدام.

لجنة كاهانا الإسرائيلية حملت القوى اللبنانية المسؤولية الأساسية عن المجزرة وحملت الإسرائيليين مسؤولية جزئية. نسبة الضحايا اللبنانيين في المجزرة تجاوزت الثلث على الرغم من تصويرها وكأنها موجهة ضد الفلسطينيين فحسب، إيلي حبيقة أحد المشتبه بتورطه بالمجزرة قُتل اغتيالاً عندما وافق على الذهاب إلى بروكسل وعرض تفاصيل المجزرة.

مجزرة صبرا وشاتيلا هي رمز للعنصرية التي ترفض الآخر وتقول له لا مكان لك بيننا والطريق الوحيد المتاح أمامك هو الموت المجاني.

السابق
أهالي 17 ألف مخطوف يتحركون قضائيا مجددا
التالي
ما سرّ صمت اسرائيل تجاه سيطرة النصرة على الجولان المحتل؟