ما سرّ صمت اسرائيل تجاه سيطرة النصرة على الجولان المحتل؟

نعمت اسرائيل منذ العام 1974 بهدوء تام على حدودها السورية، ولم يُطلق النظام الممانع رصاصة واحدة باتجاهها. والغريب ان "جبهة النصرة" التي فرضت سيطرتها مؤخرا على حدودها المغتصبة بادرت الى تطمين اسرائيل ايضا. ماذا يقول في هذا الاطار الخبير في العلاقات الدولية الدكتور شفيق المصري؟

غادر المئات من عناصر قوة الامم المتحدة  لمراقبة وقف اطلاق النار في هضبةالجولان السورية بين اسرائيل وسوري’، الشطر السوري في اتجاه المنطقة التي تحتلّها إسرائيل داخل فلسطين المحتلة. وعبرت قافلة كبيرة تابعة للامم المتحدة منطقة فضّ الاشتباك التي تم ترسيمها في 1974 بين الكيان الصهيوني وسورية. وابتعدت عن منطقة المعارك بين الجيش النظامي السوري والمعارضين المسلحين وبينهم عناصر من جبهة النصرة. ولم تكشف الامم المتحدة في الوقت الراهن عن سبب مغادرة القافلة. لكن عشرات العناصر في القوة الدولية أُسرُوا مؤخرا او تعرضوا للهجوم من الجانب السوري من هضبة الجولان من قبل جبهة النصرة.

الاندوف

وللاستيضاح اتصلت “جنوبية” بالدكتور شفيق المصري الخبير في العلاقات الدولية، الذي قال ردا على سؤال حول السبب الحقيقي وراء انسحاب قوات الاندوف من الجولان المحتل: “اولا: السبب الظاهر لهذا الانسحاب هو تعرّض قوات الاندوف للأسر الذي مارسته عليها الجهات الاخرى غير الرسمية. ثانيا: انا لا اعتقد ان هذا الانسحاب سيرتدي طابعا دائما وانما هو مؤقت بالنسبة للاحداث، ولاهتزاز المراكز التي يحتلها المسيطرون على الارض بالنسبة لدائرة عمليات الاندوف”.

شفيق المصري

وأضاف: “ثالثا: ان تموضع قوات الاندوف حصل اصلا بموجب اتفاق ثنائي لفك الاشتباك بين اسرائيل وسورية منذ العام 1974، ويومها قرر مجلس الامن  انشاء هذه القوات لتكون عازلا بين الجبهتين السورية والاسرائيلية، ومنذ ذلك العام يتم تمديد مهام الاندوف لا سيما بقبول سوريا، وهي الدولة المُضيفة، وعلى هذا الاساس فإنّ هاتين الدولتين لن تعترضا على استمرار وجود هذه القوات. لذلك هذه القوات ستعود الى دائرة عملياتها فور عودة السلطات السورية من جهة، والاسرائيلية من جهة ثانية الى توفير سلامتها على هذه الدائرة”.

وردا على سؤال حول تغاضي اسرائيل عن دخول النصرة منطقة الجولان المحتل وعدم التعرض لاسرائيل، قال المصري: “ما يهم اسرائيل هو تجاوز فض الاشتباك وهو ضمن الاراضي السورية، ولكن الى اي مدى يمكن ان نضمن قوى الامر الواقع؟ وان نضمن هذا الامر؟ هذا ما تحدده الظروف الميدانية. وبانتظار ذلك ستظل الاندوف في موقع مراقبة اشتباك وقد تتريث بالنسبة للعودة”.

وهل لمصلحة اسرائيل عدم عودة الاندوف وبالتالي فتح “النصرة” جبهة الجولان، اوضح الدكتور المصري: “لا اعتقد ان من مصلحة اسرائيل ذلك، وعندي قناعات بهذا الخصوص. الاولى: هو ما اعلنته النصرة وداعش عن انهما لن تتعرضا لاسرائيل، وان اسرائيل ليست من اولوياتها. ثانيا: الاحداث لم تشر حتّى الآن الى اي شيء من ذلك. والنصرة منذ سيطرتها هناك لم تعمل على تجاوز خط الاشتباك. ثالثا: ان اسرائيل لم تقم بأي ردة فعل على هذا الاجراء. فضمن هذه الامور الثلاثة فما تقوم به النصرة لا يشكل خطرا على اسرائيل”.

السابق
صبرا وشاتيلا، رمز لرغبة إبادة الفلسطينيين
التالي
بلدية العاقورة طالبت بحماية موسم التفاح من الكساد والاحتكار