سرّ نادين لبكي؟

لديها فكرتها الخاصة عن الموضة. فهي لا تتبع نزعة معيّنة، ولا نراها أبداً تحمل الحقيبة التي يتهافت عليها الجميع. الثياب التي ترتديها هي تفصيل، ننظر إليها في عينَيها، حتى ولو كانت قامتها المرسومة بعناية شديدة تلفت أنظارنا دائماً. ربما كانت تردّد مثل الجميع أمام خزانة ملابسها في الصباح: “ليس لدي ما أرتديه!” قبل أن ترتدي بنطلون الجينز والقميص الأبيض، لكن المخرجة السينمائية ليست من النوع الذي تتملّكه رغبة جامحة في الحصول على ثوب من توقيع Victoria Beckham قبل جميع المشاهير الآخرين في الشرق الأوسط.

هي من تلفت انتباهنا
“إذا كانت امرأة ترتدي ثياباً غير مناسبة، يلفت انتباهنا ثوبها، لكن إذا كانت بأفضل حلّة، هي من تلفت انتباهنا”. هذه الجملة التي قالتها Coco Chanel تنطبق تماماً على أسلوب نادين لبكي في اللباس. على السجادة الحمراء، غالباً ما تطل في تصاميم من توقيع إيلي صعب لكنها لم تتردّد في تحطيم المألوف وهي تمسك بذراع زوجها المؤلّف الموسيقي خالد مزنر، في مهرجان الأفلام في الدوحة لعام 2011، عندما أطلت في لباس بسيط: بنطلون جينز وقميص أبيض وسترة من الجلد وحذاء مسطّح الكعب.

ليست مهووسة بالأثواب التي تحمل توقيع مصممين معروفين
ترتدي نادين لبكي بكل طيبة خاطر ثوب هوت كوتور من توقيع Chanel أو إيلي صعب، لكنها تضع أيضاً اسمها في خدمة مصمّمين أقل شهرة. ففي مهرجان كان للأفلام السينمائية لعام 2012، أطلّت المخرجة السينمائية في ثوب أسود يصل إلى الركبة من تصميم Atelier C By Cherine Khadra. وشيرين خضرا هي مصممة شابّة لبنانية كانت قد بدأت للتو تصميم الملابس بناءً على الطلب في بيروت. لا تهمّها الماركة، تماماً كما في فيلمها “هلق لوين؟” الذي وزّعت فيه الأدوار على أشخاص لم يسبق لهم أن خاضوا تجربة التمثيل، فنادين لبكي تهتمّ بالإبداع لدى الأشخاص أكثر منه بالشهرة التي يتمتّعون بها.

أسلوبها شخصي
لا تتبع نادين لبكي الموضة السائدة، لكن إطلالاتها جميلة جداً. أسلوبها ثابت خلال مشاركتها في المناسبات العامة. لا تحب الأثواب ذات الذيل الطويل، لكنها تحب أقراط الأذنين الطويلة، يبرز ذلك جلياً في كل إطلالة لها على السجادة الحمراء. أنوثتها مرهفة، وهي من محبّي الثوب الأسود الكلاسيكي بمختلف أشكاله، فهي تستمتع بارتدائه تماماً كما تستمتع بحمل حقيبة الكتف على السجادة الحمراء في مهرجان الأفلام في الدوحة. تتمّيز نادين لبكي بالعفوية في إطلالتها، وهذا ما يُحدث كل الفرق، وبما أن لديها أموراً أخرى تهتم بها غير مواكبة آخر الصيحات في عالم حقائب اليد، فهي ليست من نوع المشاهير الذين تستثمر الماركات على إطلالتهم. إنها انتقائية، وتحافظ على مسافة معيّنة مع عالم الترف. من النادر أن تظهر في المناسبات العامة، وقد رأيناها في الآونة الأخيرة في دبي في عرض “شانيل كروازيير” لعام 2015. تحافظ نادين لبكي على وفائها للمصمم اللبناني إيلي صعب لكنها لا تحضر كل عروض الأزياء في أسبوع الموضة في باريس.

تُحطّم الأحكام المسبقة عن المرأة الشرقية
تتحدّث نادين لبكي في فيلمها “كاراميل” عن النساء، وفي فيلم “هلق لوين؟” تؤدّي النساء الأدوار الأساسية. تُسقِط الكليشيهات عن المرأة الشرقية والخاضعة. وينطبق هذا أيضاً على أسلوبها في اللباس، فهي تبتعد تماماً عن البذخ، وتستعير من الحداثة طابعها المينيمالي لكنها لا تنسى أصولها. تضع دائماً الكحل تحت عينَيها، فالنساء الشرقيات يتزيّنّ بالكحل منذ القدم. إنها آسرة وبسيطة في مظهرها.

إنها تجسيد للمرأة اللبنانية الحقيقية
لأن الأسلوب لا يقتصر على الثوب الذي نرتديه، نادين لبكي تجسيدٌ للمرأة اللبنانية في كامل أصالتها. لم تنجرف وراء موضة الجراحة التجميلية. وجهها مرآة للبنانيتها، فلمَ تعديله؟ إنها بشرية في عالم من البلاستيك. تحترم جسدها، ولا ترتدي مشدّاً ضيقاً يمنعه من التنفّس، أو تنتعل حذاء مع كعب عالٍ جداً يعوّق حركتها في المشي.

السابق
كيري الى أنقرة للحصول على دعمها
التالي
النهار: مسلحون يسرقون جرفات وبعض قطع التعهدات