حزب الله يجنّد شبّانا سنّة في حربه السورية!

حزب-الله
حزب الله الغارق في حربه السورية، بدأ بإغراء الشباب السنة العاطلين عن العمل للذهاب إلى القتال في سوريا. بلدة كترمايا شهدت الأسبوع الماضي التحاق 20 شابّا من أبنائها، ما أدى الى استنكار أهلها، المعروفين بخصومتهم مع حزب الله ومع مواقفه السياسية وممارساته، ووقوفهم الى جانب الثورة السورية.

يبدو أن حزب الله الغارق في الحرب السورية والتي بات واضحا أنها لن تنتهي قريبا، والتي استنزف فيها خيرة شباب الطائفة الشيعية، بدأ يستثمر مؤيديه والعاطلين عن العمل من الشباب السنّة.
منذ أيام عدّة، إنتشر خبر ذهاب 20 شابا من أبناء بلدة كترمايا في إقليم الخروب، للتدرّب على الأصول القتالية في معسكرات حزب الله. انتشر الخبر بين أهالي البلدة كالصاعقة، وحتى هذه اللحظة لم يعرف إن كانوا هؤلاء الشباب إلتحقوا بصفوف حزب الله للتدريب فقط أم أصبحوا في سوريا وبدأوا القتال الى جانب نظام الأسد.
بلدة كترمايا المعروف عن سكانها ولاءهم لآل الحريري وآل جنبلاط، والذين كانوا على جهوزية تامة في السابع من أيار 2008 للتصدي لأي هجوم من حزب الله، استنكرت أشد استنكار خبر التحاق بعض شبّانها في حزب الله.
بعض الشبان الذين ذهبوا للتدريب أو القتال مع حزب الله معروفون بين أبناء البلدة بمناصرتهم حزب الله، أما باقي الشباب فلم ينتموا يوما ولا حتى أهاليهم الى الحزب، لكنّ الضائقة الإقتصادية والبطالة التي يعيشها هؤلاء الشباب، كغيرهم من شباب لبنان، أدّت الى اليأس والإستسلام الى المغريات التي يقدمها حزب الله إلى المنتسبين فيه.
م.ع. الشاب ذات العشرين ربيعا كان قد قرّر أن يذهب مع هؤلاء الشباب للانضمام إلى صفوف حزب الله، لكنّ “الله نجاه” عن طريق “فاعل خير”. فقد
علمت “جنوبية” أنّه قبل خمسة أيام من موعد الإلتحاق بصفوف حزب الله، وفي منتصف الليل تلقت والدت م.ع. إتصالا من مجهول يخبرها أن إبنها ينوي الذهاب يوم الإثنين للقتال مع حزب الله وأقفل الخط.
في بداية الأمر، لم تستوعب الوالدة الخبر لأن إبنها لم يكن يوما مناصرا لحزب الله، بل على العكس هو من جمهور تيار المستقبل وفريق الرابع عشر من آذار. فما الذي سيجعله يذهب يفكر بالذهاب إلى القتال في سوريا في صفوف حزب الله، لكن تأكيد المتصل خبره زرع الشك في قلب الأم: “فأيقظت والده وخاله الذي يؤثر عليه لتخبرهم بما علمت”، قال الراوي لـ”جنوبية”.
واجهوا م.ع. بالخبر الذي وصلهم. في البداية، بدا مربكا في جوابه لكن عندما واجهوه بموعد الذهاب، إعترف بأنه قدم طلبه للإنتساب الى الحزب ووصلت الموافقة، والسبب الوحيد هو اليأس… وكانت إجابته: “إلى متى سأبقى عاطلا عن العمل؟ كل الأبواب مقفلة في وجهي؟ بروح بسرق مثلا؟ أخبرونا أننا سنذهب شهر للتدريب في سوريا ومن ثم سنعود الى لبنان، وسيدفعون لنا 700 $ كراتب شهري”.
بالطبع تلقى الأهل صدمة في البداية لكنّهم حمدوا الله أنهم عرفوا الخبر قبل أن يذهب ولدهم وتكون الخسارة كبيرة. لكن ماذا عن أهالي باقي الشبان الذين لم يأتِ “فاعل خير” يخبرهم قبل ذهاب أولادهم، فهؤلاء الشباب لم يذهبوا للدفاع عن “مقام السيدة زينب” ولم يذهبوا للدفاع عن خط الممانعة والعروبة، ولم يذهبوا للتصدي للتكفيريين قبل أن يأتوا الى لبنان، بل ذهبوا لأنهم عاطلون عن العمل فقط ولأن حزب الله أغراهم بمبلغ ضئيل، مقابل حياتهم الثمينة.

السابق
حرب الكترونيـة باردة بين حزب الله واسرائيل
التالي
حزب الله اشترى «السان جورج» وجعلها «الرسول الاعظم» (1/3)